في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء 3 يونيو/حزيران 2025، بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة الخميني، أطلق الولي الفقيه علي خامنئي تصريحات نارية كشفت عن يأس عميق يعتري نظامه، رافضاً أي تنازل في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة. وأكد خامنئي أن تخصيب اليورانيوم هو “المفتاح” الذي لن يتخلى عنه، متجاهلاً الضغوط الدولية ومتهماً الإدارة الأمريكية بالغطرسة. وفي ردٍ صلب على المقترح الأمريكي الأخير عبر الوساطة العمانية، الذي يطالب بوقف التخصيب مقابل تشكيل تحالف إقليمي، وصف خامنئي الخطة بأنها “مناهضة لمبدأ الاكتفاء الذاتي”، مؤكداً أن نظامه لن ينصاع لـ”القوة الغاشمة”.
ترامب والكونغرس: موقف حازممن جهته، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ولايته الثانية، سياسة “الضغط الأقصى”، مشدداً على ضرورة منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وفي تصريحات أخيرة، أعرب ترامب عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، لكنه حذر من “عواقب عسكرية” في حال فشل المحادثات. وفي الوقت ذاته، يقيد الكونغرس الأمريكي أي تساهل محتمل، حيث تتطلب العقوبات موافقة تشريعية لرفعها، وهو أمر يبدو بعيد المنال في ظل تشدد المشرعين. هذا التناقض بين موقف خامنئي المتعنت والمطالب الأمريكية الصلبة يثير تساؤلات جدية حول جدوى المفاوضات.
مؤتمر باريس 2025: دعم المقاومة هو الحلفي ظل هذا المأزق، برزت دعوات دولية قوية خلال مؤتمر باريس 2025، الذي حضره ممثلون عن برلمانات أوروبية وأغلبية مشرعين من دول عديدة، لدعم المقاومة الإيرانية كبديل عن المفاوضات الفاشلة. وأكد المؤتمر أن الحل لا يكمن في التساهل مع النظام أو الحرب، بل في دعم الشعب الإيراني والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، اللذين يطالبان بإسقاط النظام وإقامة حكومة ديمقراطية. وشدد المشاركون على أن الأزمات الداخلية في إيران، من فقر وقمع وتظاهرات شعبية، تجعل دعم المقاومة الخيار الأمثل لتحقيق تغيير حقيقي.
لماذا تفشل المفاوضات؟خطاب خامنئي، المليء بالتهديدات الجوفاء والرفض القاطع للتسوية، يكشف عن نظام يعيش حالة من العزلة والضعف. فبدلاً من مواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تفتك بالشعب الإيراني، يتمسك خامنئي ببرنامجه النووي كوسيلة لتعزيز بقائه. هذا التعنت، إلى جانب الموقف الأمريكي الصلب، يجعل من المستبعد التوصل إلى اتفاق مستدام. وفي الوقت نفسه، يتزايد زخم الاحتجاجات داخل إيران، مما يعزز القناعة بأن التغيير الحقيقي لن يأتي من طاولة المفاوضات، بل من إرادة الشعب الإيراني.
الخلاصة: دعم الشعب هو المستقبلإن رفض خامنئي لأي تنازل جوهري، وتمسكه ببرنامج نووي مشبوه، يؤكدان أن المفاوضات مع نظامه لن تؤدي إلى حلول دائمة. وفي المقابل، تقدم المقاومة الإيرانية، بدعم دولي متزايد كما عبر عنه مؤتمر باريس، رؤية واضحة: تغيير النظام من الداخل بقيادة الشعب الإيراني. إن دعم هذه المقاومة ليس فقط وسيلة لمعالجة التهديد النووي، بل هو السبيل لتحقيق العدالة والديمقراطية في إيران. اليوم، يقف العالم أمام خيار واضح: إما مواصلة مفاوضات محكومة بالفشل، أو الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية.
التعليقات