الأربعاء الموافق 25 - يونيو - 2025م

هل اكتفى بالمكتب؟ “عام بلا زيارات مفاجئة”.. الشرقية تفتقد روح المحافظ الميداني والشارع ينتظر النزول

هل اكتفى بالمكتب؟ “عام بلا زيارات مفاجئة”.. الشرقية تفتقد روح المحافظ الميداني والشارع ينتظر النزول

من المكتب إلى الميدان.. رحلة لم تبدأ بعد في ديوان محافظة الشرقية.. الكرسي حاضر والظل غائب

 

شارع الشرقية يُنادي: أين المحافظ؟ 14 عامًا من الحضور الميداني.. ثم جاء الصمت

 

البيدچ الرسمية فضحته.. بحثنا عن” زيارة مفاجئة”.. فاختفى «الأشموني» 

 

بعد غياب المهندس حازم ذاكرة الشرقية تستدعي نشاط “غراب، وخالد سعيد، ورضا وعبد العزيز” 

 

 

خالد جزر

 

في تجربة بحثية بسيطة عبر الصفحة الرسمية للبوابة الإلكترونية لمحافظة الشرقية، لم تكن النتيجة متوقعة. باستخدام كلمتين فقط: “زيارة مفاجئة“، تصدّر اسم الدكتور ممدوح غراب، المحافظ الأسبق للشرقية، نتائج البحث، يليه المهندس الدكتور سعيد عبدالعزيز، ثم الدكتور رضا عبدالسلام، واللواء أركان حرب خالد سعيد.. أربعة أسماء ارتبطت بذاكرة الشارع الشرقاوي، وبالعمل الميداني، وبالتحركات المفاجئة التي كثيرًا ما أثمرت عن حلول فورية لمشكلات المواطنين.

 

لكن المثير للدهشة، أن اسم المحافظ الحالي، المهندس حازم الأشموني، الذي تولى المسؤولية منذ أكثر من عام، لم يظهر له أي أثر يرتبط بهذا النمط من الجولات المفاجئة أو التفاعل المباشر مع الناس عبر ميدان الشارع، على الرغم من أن فترته شهدت استقرارًا أمنيًا وإداريًا ملحوظًا مقارنة بفترات سابقيه.

 

محافظون في الذاكرة.. وتواصل لم ينقطع

المهندس سعيد عبدالعزيز، الذي قاد المحافظة في أعقاب أحداث يناير، نجح في ترك بصمة لا تزال تُذكر حتى اليوم، عبر إعادة تخطيط العاصمة الزقازيق، وإطلاق مشاريع بنية تحتية لا تزال محل إشادة من أبناء المحافظة.

 

تلاه الدكتور رضا عبدالسلام، الذي تميز بحيويته وجرأته الميدانية، ولقاءاته الدائمة مع المواطنين، ثم جاء اللواء خالد سعيد، الذي أعاد الانضباط والهيبة للجهاز التنفيذي في فترة صعبة، قبل أن يتسلم الدكتور ممدوح غراب الراية، محافظًا قريبًا من الناس، لا تمر أيام دون ظهوره في الشارع، أو في قرى ومراكز الشرقية، متابعًا وموجهًا ومحاسبًا.

 

الأشموني.. فين المحافظ؟

ومنذ أن تولى المهندس حازم الأشموني منصب محافظ الشرقية، لم ترصد البوابة الإلكترونية للمحافظة أي زيارات مفاجئة له، أو تحركات ميدانية ذات طابع مفاجئ تُظهر تفاعله المباشر مع المشكلات اليومية للشارع الشرقاوي.

 

السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا يغيب هذا النمط الحيوي من الأداء عن المحافظ الحالي؟

هل هو اختلاف في أسلوب الإدارة؟ أم اكتفاء بالعمل المكتبي؟

 

أم أن هناك حاجزًا تحول دون خروج المحافظ إلى الميدان كما فعل سلفه؟

 

ماذا يقول المواطنون؟

في استطلاع آراء ميداني سريع أجرته عدسة «موقع البيان» ، عبّر عدد من المواطنين عن انطباعاتهم تجاه الأداء الحالي للمحافظة.

 

يقول رضا موسى، شاب من الزقازيق: “أنا ماحستش بوجود محافظ جديد.. من أيام الدكتور ممدوح غراب وأنا شايف تفاعل حقيقي، والناس كانت بتحس إن المحافظ قريب منها، دلوقتي في فجوة واضحة”.

 

أما سامي كمال، موظف معاش أحد سكان قرية شوبك بسطا، فيعلق: “البلد مش بس مؤتمرات ومكاتبات، احنا عايزين نشوف المسؤول في الشارع، يشوف مشاكلنا بعينه مش عن طريق تقارير مكتبية”.

 

وتضيف إلهام سعيد، محامية من مركز فاقوس: “لما كان اللواء خالد سعيد محافظ، كان بيزور الوحدات المحلية بنفسه، وبيشوف بعينه الإهمال ويحاسب، دلوقتي الأمور سايبة، ومحدش بيسأل”.

 

الشرقية تنتظر..

في ظل توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي المستمرة بأهمية العمل الميداني والاقتراب من نبض الشارع، وبينما نشهد في محافظات أخرى نماذج لمحافظين لا يتركون الشارع إلا عند الضرورة، يبدو أن محافظة الشرقية، برصيدها الكبير من الإنجازات السابقة والتوقعات الشعبية العالية، تستحق حضورًا مختلفًا، ومشاركة مباشرة من رأس الجهاز التنفيذي.

 

فهل يشهد العام الثاني من ولاية المهندس حازم الأشموني تغييرًا في النهج؟ ام يبقى الشارع الشرقاوي في حالة انتظار لمحافظ “ينزل الميدان” ويعيد جسور الثقة بين المواطن والإدارة المحلية؟

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 82403642
تصميم وتطوير