الأحد الموافق 08 - يونيو - 2025م

نجيبة المحجوب تكتب : كيف نعود”إلي الجذورو الأخلاق التي افتقدناها وسبيل استعادتها 

نجيبة المحجوب تكتب : كيف نعود”إلي الجذورو الأخلاق التي افتقدناها وسبيل استعادتها 

 

في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد فيه التحديات، بات واضحًا أن كثيرًا من القيم والمبادئ الأخلاقية التي تربت عليها أجيالنا بدأت تضعف أو تتلاشى من واقعنا اليومي.

 

ففي مصر، كما في سائر الدول العربية، كنّا يومًا نتميّز بأخلاقيات أصيلة راسخة، مستمدة من تعاليم الإسلام والمسيحية، ومن الموروث الثقافي والتقاليد المجتمعية الأصيلة.

 

أين ذهبت هذه الأخلاق؟

لم نعد نرى في الشارع كما كنا نرى قديمًا احترام الكبير، ومساعدة المحتاج، والحياء في القول والفعل، والصدق في المعاملة، والضمير في العمل، والرحمة بين الناس. طغت المصالح الشخصية، وسادت الأنانية، وظهرت السطحية في التعامل، وتراجع دور القدوة الصالحة في البيت والمدرسة والإعلام.

 

هل فُقدت هذه الأخلاق إلى الأبد؟

كلا، فهي لا تزال حية في نفوس الكثيرين، لكنها تحتاج إلى من يُعيد إحياءها، ويُعيد بثّ الروح فيها. ولا سبيل إلى ذلك إلا بالرجوع إلى جذورنا، إلى ما تربّت عليه أمهاتنا وآباؤنا، إلى ما علمنا إياه القرآن الكريم والسنّة النبوية، وإلى ما دعانا إليه الضمير الإنساني الحي.

 

كيف نُعيد بناء منظومة القيم؟

 

1. الأسرة أولاً: البيت هو المدرسة الأولى، ولا بد أن يكون الوالدان قدوة في السلوك قبل القول. تربية الأبناء على الصدق، الاحترام، الصبر، الأمانة، والتواضع هو اللبنة الأولى في بناء المجتمع السليم.

 

 

2. الإعلام والتربية: يجب أن يكون للإعلام دور إيجابي، من خلال تقديم قدوات أخلاقية حقيقية، وبرامج تزرع القيم في العقول والقلوب. والمدرسة يجب أن تعود إلى دورها التربوي، لا أن تقتصر على التعليم الأكاديمي فقط.

 

 

3. المساجد والكنائس: أماكن العبادة لا بد أن تلعب دورها في التوعية الأخلاقية، بعيدًا عن الخطاب المتشدد أو المنعزل عن واقع الناس. الدين جاء ليتمم مكارم الأخلاق، فليكن هذا هو جوهر الدعوة والخطاب.

 

 

4. القانون والعدالة: لا أخلاق دون عدالة. لا يمكن أن نطلب من الناس الالتزام إذا رأوا الظلم سائداً، والفساد مستشرياً دون حساب. القانون يجب أن يُطبّق على الجميع بلا استثناء، وأن يُعيد الثقة بين المواطن والدولة.

 

 

 

مصر بلد القيم… فلنُعدها بلد الطاعة والرحمة

نشأنا في بيوتٍ كان فيها “رضا الوالدين” من أولويات الحياة، وكان “الجار” له حُرمة، و”الكلمة الطيبة” صدقة. علينا أن نسترجع هذه الروح، لا بالشعارات، بل بالفعل اليومي البسيط. أن نبدأ بأنفسنا، بأن نكون صادقين، أن نُعامل الناس بما نحب أن يُعاملونا به، أن نُراعي الله في أعمالنا، ونسعى لرضاه في كل خطوة.

 

وأخيراً…

ليس التقدّم في التكنولوجيا وحده ما يصنع حضارة. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا. فلنعد إلى الله، ولنُحيِ ضمائرنا، ونُعيد بناء مجتمعاتنا على ما أسّسها عليه الآباء: الإيمان، والكرامة، والصدق، والرحمة.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 82076564
تصميم وتطوير