الأحد الموافق 18 - مايو - 2025م

عماد عنان يكتب..(25يناير)..ثورة رغم أنفك

عماد عنان يكتب..(25يناير)..ثورة رغم أنفك

بقلم الصحفى/عماد عنان
 قلناها مرارا وتكرارا ولن نمل منها طالما أبى الوضع أن يتبدل، في بلادنا كم فيها من المضحكات المبكيات، لكنه ضحك كالبكاء..بالأمس القريب كان التقرب من ثورة 25يناير أقصر الطرق نحو الوصول الى الجماهيرية والتربع على عروش قلوب الجماهير، في الوقت الذي علا فيه صوت الثورة واعتلى كل قامات الوطن دون استثناء، وبات 25 يناير قبلة يحج إليها كل من أراد الأمان والسلامة لنفسه ولأهله ولتاريخه،حتى فوجئنا بالأقزام المتنطعون ينسبون أنفسهم لرحم الثورة وهم من كانوا يجيشون لوأدها وإجهاضها قبل ولادتها.
وبين غمضة عين وإنتباهتها – وسبحان مغير الأحوال- فجأة بات الانتساب للثورة جريمة يؤخذ صاحبها بالنواصي والأقدام، وأصبح التنصل منها والهجوم عليها جواز سفر صالح لاعتلاء سدة المشهد مرة أخرى، والعجيب أن من كانوا بالأمس يغنون للثورة هم أنفسهم اليوم من يلعنوها في كل كتاب..
وفوجئ الجميع بأقزام الإعلام ينهشون في جسد الثورة، ويعزفون على وتر التخوين لكل من شارك فيها..وليس هذا منا بمستغرب أو جديد..فنباح كلاب أمتنا مسموع الصوت منذ أبد التاريخ..
قد يكون القدر حرمني من التواجد بمصر خلال اشتعال الثورة، لكني شاركت فيها بكل ما أملك من دعوات وتوسلات ودعم مادي ومعنوي، كنت مع أخي وشقيقي الأصغر – رحمه الله – بميدان التحرير لحظة بلحظة حتى انقطاع الاتصال ثم تواصلنا بعدها، كنت أبرز المشجعين له على المشاركة في هذه اللحظة التاريخية التي قد لا نجد غيرها لنقصه على مسامع أولادنا وأحفادنا في وقت ندر فيه البطولة وباتت استفاقة الشعب دربا من دروب الخيال.
نعم شاركت في الثورة خارج مصر، شاركت فيها بما لدي من إمكانيات صحفية وإعلامية، وأفخر أنني احد أبناء هذا الجيل الذي انتفض على الظلم والفساد، وثأر لعقود طويلة تجرعنا فيها مرارة الظلم والطغيان.
نعم أنا أبن هذه الثورة المباركة، ذلك الحدث الأهم في تاريخ مصر الحديث رغما عن أنوف الجميع، تلك الثورة التي زرعت في نفوس شبابنا كينونتنا المصرية الآبية، هذه الثورة التي انتشلت من صدورنا كل معاني الخوف والجبن والخضوع والخنوع والرضا بالظلم والعار..
ومهما حاول الأقزام أن يقللوا من شان ثورتنا المباركة، ومهما سخّروا لذلك آلتهم الإعلامية والثقافية والسياسية فلن ينجحوا في إزالة أثار هذا الحدث الذي أحيا الملايين ممن اعتقدوا أنهم قد ماتوا تحت أنقاض الظلم والطغيان..
مهما سعى المتنطعون لتشويه ثورتنا باسم المؤامرة والخيانة وما إلى غير ذلك من التهم المعلبة سنظل أوفياء لها بكل كياننا، نحن وأولادنا من بعدنا..ستظل 25يناير هي العلامة الوحيدة المضيئة في تاريخ مصر الحديث.
وأقولها بملء الفم، مؤمنا بها، موقنا بنتائجها، أن 25يناير أعظم ثورات مصر المعاصرة، وأعلاها منزلة، وأقدسها شأنا، وأفتخر أني ابنها وابن جيلها رغم أنف الجميع…وإن كانت الثورة لم تحقق أهدافها بعد، فمن المؤكد أن حينها لم يأت، وأن أهدافها ستُحقق بإذن الله وبإيمان شبابها، أجلا كان أو عاجلا.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81732522
تصميم وتطوير