كتب- أسامة خليل
كشفت دراسة حديثة عن أسلوب جديد لسلق البيض يُوازن بين النكهة والقوام بشكل لم يُرَ من قبل، حيث يتحول الصفار إلى كريمة ناعمة ويكتسب البياض تماسكاً مميزاً دون الإفراط في الطهو. وعلى الرغم من أن هذه التقنية تتطلب وقتاً أطول – إذ تصل مدة العملية إلى 32 دقيقة مقارنةً بالطريقة التقليدية التي تُنجز في حوالي 6 دقائق – فإن النتيجة ترقى لتوقعات عشاق الطهي الرفيع.
أجرى فريق من مهندسي المواد في إيطاليا تجارب مكثفة على ما يزيد عن 300 بيضة بهدف تحديد الطريقة الأمثل لتحضير البيضة داخل قشرتها من حيث الطعم والملمس والقيمة الغذائية. وقد تضمن البحث مقارنة بين أساليب عدة؛ من السلق التقليدي إلى تقنية “Sous vide” المستخدمة في المطاعم الفاخرة، وصولاً إلى أسلوب مبتكر يعتمد على تبديل البيضة بين الماء المغلي والماء البارد بدرجة حرارة محددة.
تعتمد التقنية الجديدة على نقل البيضة بشكل متكرر بين قدر من الماء المغلي ووعاء يحتوي على ماء بدرجة حرارة 30 مئوية، حيث تُجرى هذه العملية في ثماني جولات متتالية. وبهذا الأسلوب، تمكّن الباحثون من تسخين بياض البيضة إلى حوالي 85 درجة مئوية، بينما بلغ الصفار درجة حرارة مثالية تقدر بحوالي 65 درجة مئوية، مما يضمن تحقيق توازن دقيق بين القوام الكريمي للصفار والتماسك المطلوب للبياض.
وفي تصريح له، أكد البروفيسور إرنستو دي مايو من جامعة نابولي فيديريكو الثاني، المؤلف الرئيسي للدراسة، قائلاً:
“لقد أثبتت تقنيات علم المواد قدرتها على إنتاج البيضة المثالية بكل المقاييس. النتيجة كانت مبهرة لدرجة أنني استطعت تحويل 50 من أفراد عائلتي وأصدقائي إلى مناصري هذه الطريقة، حيث قمنا بتقديمها مع الليمون والفلفل في احتفال عيد الميلاد بمختبرنا.” وأضاف: “رغم أن العملية تستغرق 32 دقيقة، إلا أن الاستثمار في هذه التقنية يستحق العناء لمن نحبهم، بدلاً من تقديم البيض المطهو بأساليب تقليدية.”
طريقة تحضير البيضة المثالية:
- يُسخَّن قدر من ماء الصنبور حتى يصل إلى درجة الغليان، ثم يُوضع البيض (مع القشرة) في الماء لمدة دقيقتين.
- تُنقل البيضة إلى وعاء يحتوي على ماء بارد بدرجة حرارة 30 مئوية لمدة دقيقتين.
- يُعاد وضع البيضة في الماء المغلي لمدة دقيقتين، ثم تُعاد مرة أخرى إلى الماء البارد لمدة دقيقتين.
- تُكرَّر الخطوتان 3 و4 ست مرات إضافية، ما يضمن توزيعاً متوازناً للحرارة داخل البيضة وتحصيل النتيجة المثالية.
بهذه الطريقة المبتكرة، يصبح بإمكان محبي البيض الاستمتاع بوجبة تجمع بين القيمة الغذائية والطعم الراقي، مما يفتح آفاقاً جديدة في عالم فنون الطهي.
التعليقات