بقلم الصحفى/عماد عنان
بعد الفضيحة المدوية التي نقلتها شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي لوقائع الجلسة الإجرائية لمجلس النواب المصري وما أثير فيها وخلالها من مشاهد ومواقف لو تم تجميعها لغطت برامج باسم يوسف وموجة كوميدي لموسم كامل، وما تلاها من قرارات أقرب للفكاهة منها للحقيقة، لاسيما اختيار مرتضى منصور ليكون رئيسا للجنة حقوق الإنسان، والسبعيني قاسم فرج لرئاسة لجنة الشباب، ليسمح لي الشاعر الجميل جمال بخيت أن استعير سؤاله الذي يفرض نفسه بشدة على ألسنة جموع الشعب الغفيرة يبحث عن إجابة قبل أن ينتحر على أعتاب الفوضى التي باتت معتقدا ووردا يوميا في بلادنا..دين أبوهم أسمه إيه؟ مرتضى منصور يصبح رئيسا للجنة حقوق الإنسان؟؟؟
أي عقل يستوعب هذه الشحنات الزائدة التي تفقده توازنه؟، فلو أراد النظام أن ” يخرج لسانه للشعب عن عمد ” ما فعل هذا، وهو ما يمكن قراءته في ردود أفعال الجميع حول هذا القرار، كان أبرزها تعليق الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية والذي أكد عبر تدوينه له أن النائب البرلماني مرتضى منصور يستحق رئاسة لجنة “إهدار حقوق الإنسان”، كذلك الدكتور محمد نور فرحات أستاذ القانون الدستوري، والذي علق على هذا الاختيار بقوله : “مرتضى منصور رئيس لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان الجديد، بأي وجه ستواجه الدولة المصرية المجتمع الدولي؟”.
مرتضى منصور صاحب عبارات.. “اللي يقولي حقوق الإنسان هضربه بالجزمة”…” للصحفيين: احنا اسيادكم”..” للميس الحديدي : مش تلفزيون باباكي” مرتضى منصور المتورط في التحريض على موقعة الجمل، وأكبر المعارضين لثورة 25يناير والذي اتهم كل المشاركين فيها بالخونة والمتآمرين يصبح في لمح البصر رئيسا للجنة حقوق الإنسان ؟ مرتضى منصور بكل ما يكنه للثورة والثوار من كراهية وبغض وحقد، كيف له أن يلتقي المحبوسين داخل السجون على ذمة قضايا التظاهر لاسيما من التيارات الثورية وهو يحمل هذا الكره تجاههم؟ مرتضى منصور المتورط – حسبما ردد البعض – في مقتل 22 مشجع زملكاوي أمام إستاد الدفاع الجوي منذ ستة أشهر تقريبا، بات ألان ممثلا لحقوق الإنسان… ” مورتا” كما يلقبه عشاقه والذي تعدى على العاملين في مجال حقوق الإنسان في تصريحات صحفية عقب اختياره، إن أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان، “أصحاب سبابيب ولديهم جمعيات من تحت الستار”..
كيف له أن يمثلهم وهذا موقفه من حقوق الإنسان والعاملين به؟ ثم لا يود المشهد أن يغادرنا قبل أن تكتمل أركانه باختيار النائب السبعيني قاسم فرج رئيسا للجنة الشباب، وهو الذي كشف عن نفسه مبكرا في مداخلة له مع الإبراشي بقوله : انا عندي سبعين سنة وزيادة وهعيش زيهم والايام بيننا…هذا هو ممثل الشباب في العام الذي أعلن فيه رئيس الدولة أنه عام الشباب….
وما فعله وكيلا المجلس خلال كلمتهم عقب اختيارهم من جهل بآيات القرآن الكريم وتاريخ الثورة التي أتت بهم إلى هذا المكان، يرسخ في الأذهان حقيقة تصريحات الرئيس من أن هذا المجلس بحق يجسد الانجازات التي حققتها البلاد في الآونة الأخيرة……………
معذرة شاعرنا الجميل…دين أبوكم أسمه إيه ؟؟
التعليقات