قال خروشوف فى مؤتمر صحفى بالكرملين فى19 مارس 1959
((يجب أن نعترف بأننا استأنا جميعاً بسبب الخطب التى ألقاها الرئيس جمال عبدالناصر أخيراً فى دمشق، واستخدم فيها لغة الاستعماريين فى حديثه عن الشيوعية والشيوعيين.. لقد وصف الشيوعيين بأنهم عملاء دولة أجنبية، فهل لنا أن نسأل إذن: من هى الدولة التى يمكن أن يقال إن الشيوعيين عملاؤها؟!».
وفى نفس اليوم رد عبدالناصر على خروشوف:
إن دفاع السيد خروشوف عن الشيوعيين فى بلدنا أمر لا يمكن أن يقبله الشعب العربى، ونحن لا نتدخل فى الشؤون الداخلية للاتحاد السوفيتى، أو نساعد فئة منه ضد فئة أخرى. وإن مساندة الشيوعيين فى بلدنا والدفاع عنهم؛ يعتبر تحدياً لإجماع الشعب فى جمهوريتنا.
فقال خروشوف فى مؤتمر صحفى بالكريملين
إن الرئيس جمال عبدالناصر قد تحمس أكثر من اللازم، ولكنه عندما هاجم الشيوعية أخذ على عاتقه مهمة ثقيلة فوق طاقته. إذا وُهب الرئيس عبدالناصر صبراً كافياً، وطبق فعلاً مبدأ عدم التدخل فى شؤون العراق والبلدان الأخرى؛ لساعد ذلك على تحقيق الوحدة الحقيقية بين البلدان العربية.
وفى اليوم التالى مباشرة قال ناصر دمشق
أننا نتسلح بنفس الأسلحة التى هزمنا بها الاستعمار وأعوانه نتسلح بنفس الأسلحة لنهزم الشيوعية والأفكار الشيوعية.. سنتمكن بإذن الله من أن نقضى على الشيوعية والتبعية، ولن يكون هناك استعمار جديد، بعد أن تخلصنا من الاستعمار الغربى.
وإذا تدخل رئيس الحكومة السوفيتية لينصر فئة قليلة من أبناء بلدنا ضد إجماع شعبنا؛ فلا يمكن أن نقبل هذا. إننا أحرار فى وطننا، نقبل المبادئ التى نراها فى مصلحتنا، ونرفض المبادئ التى تمثل التبعية والإلحاد.
وبعد أن حصلنا على الاستقلال لا يمكن أن نبيعه أبداً، ولو بملايين من الجنيهات أو الروبلات أو الدولارات!
إننا حينما نعبر عن قوتنا نستمد هذه القوة من بلدنا، لا من أجنبى.. وإننا لم نكن بهذا نعبر عن صغر السن أو الحماس أو الاندفاع – كما يقول خروشوف – ولكنا نعبر عن ايماننا بوطننا.
وإن علق خروشوف على غضبتنا من أجل حريتنا، ومن أجل بلدنا، ومن أجل قوميتنا وعروبتنا؛ علق ببساطة وقال: إن عبدالناصر رجل صغير السن (٤١ سنة)، متحمس مندفع!
وأنا أحب أن أقول اليوم: إن عبدالناصر ليس وحده المتحمس المندفع، ولكن الشعب العربى كله متحمس مندفع، ولولا هذا التحمس ولولا هذا الاندفاع، لما استطعنا أن نحقق هذه المعجزات الكبار، ونحن نعتمد – بعد الله- على أنفسنا
التعليقات