كتبت:شيماء اليوسف

خاطبني البارحه وكنت على إستعداد كافي للإستماع ، كان صريحا جدا معي خلال حديثه ووصفه للواقع الذي يلمسه كلما مضى صوب حلمه حتى أبكينا الأحرف من غمرة الآنين ! لم أكن اتخيل قطعا أن مثل هذه العقلانية تتمثل في جسد عمره ستة عشر عاما ؛ أجبرني معه أن احتقر أولائك الذين يدنثوا أحلامه بسخريتهم الحمقاء وعجبت لمثل هذه القوة التي لم تهزها سخافات نقاص العقل وفقراء الأدب ، بيد أنه أخجلني حزنا حينما قال : ” يقولون لي كيف تكون سباحا هكذا وأنت معاق ” …. يا صديقي وحدهم المعاقون فلا يملك حسن الكلم من ليس له خلق . قررت أن أخرج به من تلك الجهالة التي ينفق أصحابها جهدهم في الأقاويل الهادمة وطالبته شوقا أن يقصصني عن بطولاته السباحيه وقد ذكر : ” إحدى عشر ميداليه ثلاثتهم “فضه ” في بطولة الجمهورية ؛ وتكريمات متنوعه من نوادي القوات المسلحه كم أنت رائع يا علي ! ……… وبينما ونحن نستكمل حديثنا سويا وعلي يقص لي كيف يستعد للبطولات والمنافسات التي يسعى لإستقبالها بشغف الحب وصرامة الحماس ، لم يذكر لي أي قناة تليفزيونيه أو صحيفه أو محطة إذاعيه تنقل مراسم فوزهم وتشاركهم نجاحهم وتدفعهم بروح التشجيع والإعتناء وأنهم موجودن في مصرنا ودورهم ملحوظ أو حتى على الأقل الإعلام الرياضي ! …. يا صديقي لا عجبا فالأقلام التي تكبلت عن قول الحق لا تملك قوت حبرها ولا عجبا ممن ينظرون لذوي الإحتياجات الخاصه بأنهم عاجزون فهم عجزوا عن التمييز وعجزوا عن إحترام أنفسهم والحقيقه أن جميعنا له إحتياجات خاصة . لم ينتهي حديثنا عند هذه النقاط المؤثرة المنبهه ؛ فكنت على عناية شديدة وحرصا أكثر جدية بأن أعرف مكنونات عيناه خلف منظاره هذا الذي يرسم خفة الظل على ثغر رقيق بسيط ، وما الذي يحمله صدره من خبايا الآنات المدفونه دون أدنى مراعاة من هؤلاء الموكلون بتحطيم كل اللوحات النادره ؛ فوجه إليكم هذه الأحرف قبل مغادرتنا حجرة الحديث . : ” أتمنى يكون فيه توعيه بينا وإننا زي أي حد بيعرف يعمل حاجات كتيره ومش عاجز زي ما أنتوا فاكرين وليه أهداف وعنده إنجازات ، عرفوا الناس بينا تابعونا وتابعوا بطولاتنا دوروا علينا لأن في كتير مننا بجد بيتعب قوي علشان يشرف مصر قدام العالم ” علي محمود .