الأحد الموافق 08 - يونيو - 2025م

“البيان” تكشف أسرار اللحظات القادمة بعد إعلان الحبشة ملئ السد ثم التراجع في آخر لحظة!

“البيان” تكشف أسرار اللحظات القادمة بعد إعلان الحبشة ملئ السد ثم التراجع في آخر لحظة!

• وزارة الري : الإجراء التالي سيكون سياسيا عبر الخارجية المصرية ومجلس الأمن خيار محتمل

• الأمم المتحدة تدعو للتوصل إلى اتفاق متبادل للمنفعة بين أطراف الأزمة

• تساءلنا : هل تستطيع مصر التعامل العسكري مع السد الاثيوبي – وأحمد رفعت يرد : نعم قادرون

• الدكتور عباس شراقي : نهاية موسم الفيضان تكشف الخيط الأبيض من الخيط الأسود حول تصريحات أثيوبيا المتناقضة

كتبت : بوسي جاد الكريم

تواصلت الأحداث سراعا، في ملف مشروع سد النهضة الحبشي، علي الجبهة الجنوبية الاستراتيجية لمصر، بالتزامن – المرتب له بأيدي الصهيونية العالمية – مع تسخين الملف الليبي عبر مرتزقة الاحتلال العثماني الجديد.

وأحدث المستجدات كانت بإعلان وزير المياه والري الإثيوبي، سيليشىي بيكلي، بدء عملية الملء الأولى لسد النهضة، مضيفا أن هذه المرحلة التى وصل إليها السد تمكن من بدء عملية التخزين الأولى المقدر بـ 4.9 مليار متر مكعب من المياه.

بالمقابل وفي أحدث تصريح له، أكد محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الري والمياه المصرية ردا على إعلان وزير الري الإثيوبي بدء الملء الأولي لسد النهضة، بأن الإجراء التالي من مصر سيكون سياسيا من وزارة الخارجية.

كما أعلن مصدر رسمي مصري مطلع على سير مفاوضات “سد النهضة”، إن القاهرة بات أمامها العودة إلى مجلس الأمن بعد إعلان إثيوبيا بدء ملء “سد النهضة”.

وأشار المصدر إلى أن القاهرة قد تطلب عقد جلسة جديدة وإصدار قرار بشأن سد النهضة، متوقعا أن تطلب فرنسا أو ألمانيا عضوا المجلس عقد هذه الجلسة بالتنسيق مع مصر.

وقال المصدر إن مصر تدرس حاليا جدوى التوصية بعقد القمة الإفريقية المصغرة الخاصة ببحث الخلافات بين مصر وإثيوبيا حول السد، بعد انتهاء جولة المفاوضات التى استمرت 11 يوما بدون نتائج ملموسة.

• دعوة أممية

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مصر والسودان وإثيوبيا، إلى اغتنام الفرص المتبقية لحل خلافاتها في ملف سد النهضة، والتوصل إلى اتفاق متبادل للمنفعة.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي افتراضي، إن غوتيريش يتابع التطورات الجارية حول السد.

 

وأضاف: “أعتقد أنه من المهم لقادة مصر وإثيوبيا والسودان، أن يستمروا في اغتنام الفرص المتبقية لحل خلافاتهم والتوصل إلى اتفاق متبادل المنفعة لجميع شعوبهم الذين يعتمدون على مياه النيل”.

 

 

وردا على سؤال، بشأن أهمية عدم بدء إثيوبيا في ملء السد، قال المتحدث باسم غوتيريش:
“أعتقد أننا نعلم أن هناك أمطارا غزيرة، وأعتقد أيضا أن هناك نقاشا يدور حول ما يجري بالضبط”.

• فتوي شرعية

بالتوازي دخلت لجنة الفتوى الرئيسة بمجمع البحوث الإسلامية علي خط نيران المعركة، مؤكدة، إن “الماء مرفق عام ينبغي ألا يحرم من الانتفاع به أحد أو الدول التي يمر عليها نهر النيل”.

 

 

وأشارت اللجنة إلى أن النيل يمر على كثير من الدول الإفريقية ومنها مصر والسودان، لذا يجب الابتعاد عن كل ما من شأنه التأثير على حصة الدول سلبا مهما كانت المبررات لما في ذلك من تهديد لحياة مواطنيها ومن حق الدولة المضرورة أن تتخذ كل ما من شأنه المحافظة على حصتها من مياه النيل.

 

 

ونوهت اللجنة بأنه “إذا كانت إحدى دول حوض النيل المنبع، تبني سدا على النيل من شأنه إلحاق الضرر بالأمن المائي لدول المصب، فينبغي عليها أن تتفادى هذا الضرر فإن لم تفعل كان من حق الدول المضارة أن تتخذ كل ما من شأنه إزالة هذا الضرر عنها”.

وتابعت أنه “إعمالا للقاعدة الشرعية الضرر يزال أخذا من حديث النبي صلي الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، وبما يمكن هذه الدول من المحافظة على حقوقها بكل الوسائل التي تراها مناسبة.

• بوابات السد الأربع

وفي محاولة لمزيد من استقراء أسرار المشهد الغامض، ولماذا أعلنت إثيوبيا بدء مل السد ثم تراجعت؟ ثم كيف يمكن إثبات صدق أو عدم صحة مزاعمها؟ وماذا يجري في خزان سد النهضة حاليا؟

 

الدكتور عباس شراقي، خبير المياه بمعهد البحوث الإفريقية في القاهرة يكشف الإجابة ويقول لكي نفهم حقيقة ما يجري لابد أن نعلم أولا تصميم السد وبناءه المعماري، فإثيوبيا كانت قد تركت فتحة في منتصف جسم السد لكي تمرر الفيضان الذي يأتي في موسم الأمطار، في شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر، من كل عام، لأن ضغط المياه يمكن أن يسبب أثرا مدمرا على السد، وفي الجانب الأوسط من السد المتجه نحو السودان يوجد 4 فتحات لها بوابات تتولى مهمة تصريف المياه الزائدة من الفيضان نحو مجري النيل الأزرق المتجه نحو السودان طوال العام، وهذه البوابات تمر منها المياه بكميات تبلغ 20 مليون متر مكعب يوميا، وهي كمية ضئيلة للغاية مقارنة ما ينتجه السد العالي الذي يمرر يوميا 200 مليون متر مكعب خلال موسم الفيضان.

 

 

وقال إن المياه التي تصل لسد النهضة تأتي من موردين الأول مياه الأمطار وهي ما تسمى بالفيضان وكما ذكرنا تأتي في شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر، وباقي شهور العام تأتي المياه من بحيرة تانا، وهذه البحيرة تستخدم إثيوبيا مياهها في توليد الكهرباء وبعدها تمر المياه في النيل الأزرق ومنها إلى النيل .

 

 

وأضاف أنه لكي نفهم أكثر فإن مياه بحيرة تانا التي تأتي للنيل الأزرق ومنها لنهر النيل، لا مشكلة فيها، وتمر طوال شهور العام وبكميات قليلة، لكن المشكلة التي عليها الخلاف هي مياه الفيضان التي تأتي من الأمطار الغزيرة والتي تهب خلال هذا الوقت من العام حيث تصل لكميات كبيرة تصل ما بين 200 إلى 300 مليون متر مكعب في شهر يوليو، وترتفع إلى 600 مليون متر مكعب في شهر أغسطس، وتنخفض مرة أخرى لتصل إلى 300 مليون متر مكعب في سبتمبر، وتنتهي تماما في نهاية سبتمبر، مشيرا إلى أنه لهذا السبب تركت إثيوبيا فتحة في منتصف جسم السد عرضها 120 مترا لتتمكن من تصريف المياه الفائضة إلى مجري النيل الأزرق.

 

 

وأضاف أنه منذ 4سنوات تقريبا أغلقت إثيوبيا فتحة منتصف جسم السد، وقامت برفع طول جسم السد إلى 40 مترا لحجز نسبة كبيرة من مياه الفيضان، موضحا أن الجوانب الأخرى للسد قامت أديس أببا ببنائها لارتفاع 100 متر، وينتظر أن يتم الرفع، إلى 145 مترا، وهي الجوانب التي أقيمت عليها توربينات توليد الكهرباء، أما الجانب الآخر الذي تمر منه المياه نحو النيل الأزرق فوصل إلى 40 مترا، ثم قامت إثيوبيا مؤخرا برفعه إلى 70 مترا، وهذا الجانب يحتجز مياه الفيضانات ويمنع مرورها، وفي حالة ارتفاع الفيضان يمكن أن تنساب منه المياه كشلالات متجهة نحو النيل الأزرق.

 

 

• ماذا جرى إذن خلال الأيام الماضية؟

يقول الدكتور شراقي إن الوضع الحالي في سد النهضة وخلال شهر يوليو الذي تهطل فيه الأمطار بغزارة، أو ما يعرف بالفيضان، تتوافر أمام بحيرة السد يوميا تبلغ ما بين 200 إلى 300 مليون متر مكعب يوميا، ولذلك لن تمر المياه إلا بعد أن يزيد منسوبها لدى بحيرة السد عن 70 مترا، وهذا الارتفاع يحتجز معه كمية من المياه تبلغ 5 مليارات متر مكعب، وهو ما تعلنه إثيوبيا رسميا، مشيرا إلى أنه وبعد وصول حجم مياه الفيضان المحتجزة إلى 5 مليارات متر مكعب، وزيادة منسوبها عن ارتفاع 70 مترا، تمر المياه بعد ذلك من فوق هذا الارتفاع متجهة نحو النيل الأزرق، مجراها الطبيعي ثم إلى نهر النيل.

 

 

ويضيف أن السعة التخزينية لجسم السد تقوم الآن بتخزين المياه والتي من المقرر كما أوضحنا أن تبلغ 5 مليارات متر مكعب، وتكون منها حتى الآن مليار ونصف متر مكعب، ويتوقع أن تصل إلى 5 مليارات نهاية الشهر الحالي وفقا للسعة التخزينية للسد، وبعدها وخلال أغسطس وسبتمبر ستمر مياه الفيضان بشكل انسيابي وطبيعي، من فوق الـ 70 مترا، إلى المجري الطبيعي للنيل وهو النيل الأزرق ليصل إلى السودان أولا، ثم مصر ثانيا، مشيرا إلى أنه لذلك السبب لا تصل مياه حاليا للسودان، لأن مياه الفيضان يتم تخزينها في خزان سد النهضة وحتى تصل للسعة القصوى له وهي 5 مليارات .

 

 

ويضيف أنه عقب نهاية موسم الفيضان، يمكن وقتها معرفة قيام إثيوبيا بتخزين المياه في بحيرة السد، من عدمه، موضحا أكثر بالقول إنه وبعد توقف الفيضان سيكون لدى إثيوبيا في بحيرة السد 5 مليارات متر مكعب، وإذا قررت الملء فإن هذا يعني وبشكل مؤكد قيامها بإغلاق بوابات سد النهضة الأربع، ولذلك لن تمر المياه إلى السودان، ومنها إلى النيل، وهنا وبشكل علمي مؤكد نستطيع الإعلان أن إثيوبيا تقوم بملء السد ومن جانب أحادي.

 

 

ويقول خبير المياه: أما إذا لم تقم إثيوبيا بالملء فهذا يعني أن كمية المياه المخزنة في السد والبالغة 5 مليارات متر مكعب، ستمر عبر البوابات الأربع، إلى مجراها الطبيعي، في نهر النيل وبمعدل 20 مليون متر مكعب يوميا حتى تنتهي تماما طوال شهور العام ولحين موسم الفيضان الجديد، مضيفا أن الإثبات الحقيقي لنوايا إثيوبيا سيتضح ما بعد نهاية سبتمبر وانتهاء موسم الفيضان، فلو مرت المياه وبمعدل 20 مليون متر مكعب يوميا فليس هناك نية للملء، وبشكل أحادي، أما إذا توقف مرور هذه الكمية فهذا يعني أن إثيوبيا أغلقت بوابات السد الأربع، ومنعت مرور المياه للنيل، وتقوم بملء السد وهنا من حق مصر والسودان أن تتخذا إجراءاتهما لشكوى إثيوبيا في مجلس الأمن.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 82067454
تصميم وتطوير