الأربعاء الموافق 14 - مايو - 2025م

هل يستطيع “ترامب” تغيير نتيجة الانتخابات لصالحه؟

هل يستطيع “ترامب” تغيير نتيجة الانتخابات لصالحه؟

عبدالعزيز محسن

 

بعد إعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوز المرشّح الديموقراطي جو بايدن، في السباق المحتدم لرئاسة الولايات المتحدة، رفض الرئيس دونالد ترامب النتيجة مشيرا إلى أنه سيثبت في المحكمة بأنه الفائز.

وقال ترامب في بيان: “الحقيقة البسيطة هي أن الانتخابات لا تزال بعيدة عن نهايتها”، وأضاف: “الأصوات القانونية هي التي تحدد الرئيس، لا الإعلام”. لكن خبراء يشيرون إلى أنه سيكون من الصعب على ترامب تغيير النتيجة، ما لم يقدّم أدلة على وجود تزوير واسع النطاق في فرز الأصوات تسبب بقلب النتائج في عدة ولايات.

استراتيحية ترامب
وبالنسبة للخبير في قانون الانتخابات في جامعة كاليفورنيا، إرفاين، ريتشارد هاسن، فإن “استراتيجية المقاضاة التي يتبعها ترامب لن توصله إلى أي نتيجة. لن تحدث فرقا في نتيجة الانتخابات”.

وأفاد ترامب أن فريق حملته سيتوجّه إلى المحاكم الاثنين، “لضمان المحافظة الكاملة على قوانين الانتخابات وتولي الفائز الحقيقي المنصب”، وأشار إلى أنه يتوقع إعادة عد الأصوات في الولايات حيث يتقدّم بايدن ببضعة آلاف الأصوات فقط.

وتحدّث ترامب على وجه الخصوص عن بنسيلفانيا، حيث يشير الجمهوريون إلى وجود تزوير، ويقولون إنه تم احتساب آلاف بطاقات الاقتراع التي وصلت متأخرة عبر البريد بشكل مخالف للقانون.

وقال رودي جولياني، محامي ترامب، السبت في فيلادلفيا، كبرى مدن بنسيلفانيا، إنه لا يحق للشبكات (الإعلامية) تقرير نتيجة الانتخابات، فالمحاكم هي التي تقوم بذلك، وفق تعبيره. وتضع المحاكم الانتخابات جانبا عندما تكون غير قانونية”.

تذكير بما حدث في فلوريدا
ترامب على حق. لا تنتهي الانتخابات فعليا إلى أن تثبّت كل ولاية رسميا عدد الأصوات فيها، وهو أمر سيحصل خلال الأسابيع المقبلة. لكن مع حساب جميع الأصوات البالغ عددها أكثر من 150 مليونا، لم يحصل ترامب على ما يكفي من أصوات الهيئة الناخبة التي تختار الرئيس رسميا، وفق ما أجمعت عليه وسائل الإعلام الأمريكية السبت.

وسبق أن لجأ مرشحون إلى المحاكم. ففي العام 2000، عندما كانت المعركة الانتخابية بين الجمهوري جورج بوش الابن والديموقراطي آل غور متوقفة على النتيجة في فلوريدا -حيث كان بوش متقدما بفارق أكثر من 500 صوت بقليل- رفعت المسألة إلى المحكمة العليا لإعادة عد الأصوات في الولاية.

ورفضت المحكمة إعادة فرز الأصوات ما أدى إلى إعلان فوز بوش. لكن في حالة ترامب، لن يكون عليه فقط تجاوز فارق بنحو 40 ألف صوت في بنسيلفانيا، لكنه متراجع كذلك بآلاف الأصوات في كل من نيفادا وجورجيا وأريزونا وويسكنسن. ويستبعد بدرجة كبيرة بأن تتحرّك المحكمة العليا لإلغاء نتائج انتخابات بهذا الفارق في عدة ولايات.

إعادة عد الأصوات
يتوقع أن يعاد فرز الأصوات في كل من ويسكنسن وجورجيا، وربما في ولايات أخرى، لكن نادرا ما تقلب إعادة فرز الأصوات نتيجة الانتخابات. وفي 2016، أضافت إعادة فرز الأصوات في ويسكنسن 131 صوتا لصالح ترامب، الذي كان في الأساس متقدما على منافسته الديموقراطية آنذاك هيلاري كلينتون.

وقال خبير القانون الانتخابي لدى جامعة ولاية أوهايو ستيفن هيفنر: “في الانتخابات الأمريكية الحديثة، لم يحدث قط تقريبا أن غيّرت عملية إعادة فرز الأصوات النتائج بأكثر من بضع مئات الأصوات”.

وكان فريق ترامب يأمل بإلغاء بنسيلفانيا قرارها قبل شهور قبول بطاقات الاقتراع، التي تصل عبر البريد حتى ثلاثة أيام بعد يوم الانتخابات. وطعن الجمهوريون بالقرار أمام المحكمة العليا في تشرين الأول/أكتوبر، لكن قضاتها انقسموا في آرائهم حيال الأمر (أيد أربعة ذلك ورفضه أربعة)، فبقي القرار على حاله.

تزوير؟
ويصر ترامب على وجود تزوير. ولتجاوز تقدّم بايدن، سيتوجب إثبات ذلك في عدة ولايات وإلغاء عشرات آلاف الأصوات التي جمعها خصمه. ولم يقدّم فريق ترامب أي أدلة حتى الآن.

وقال جولياني السبت إن مدينة فيلادلفيا التي تميل عادة للديموقراطيين بدرجة كبيرة لديها “تاريخ محزن في تزوير الانتخابات”، مشيرا إلى وجود أسماء أموات على بعض بطاقات الاقتراع التي وصلت.

وتابع جولياني: “هذا دليل كاف بالتأكيد لإلغاء حساب عدد معيّن من الأصوات. ومن شأن ذلك أن يؤثر في الانتخابات”. لكن بحسب هيفنر، فإن اتهامات الجمهوريين “غامضة”، وقال إن عليه تقديم حقائق لدعم مزاعمه، مضيفا أنه حتى بوجود الأدلة، سيتعيّن على الجمهوريين إثبات أن التزوير كان كافيا لقلب النتيجة.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81659205
تصميم وتطوير