لقد كثر هؤلاء المتسلقون و المنتفعون في زمن الرويبضة ، وبدأوا يشهرون سيف الغدر والخيانة في وجه شرفاء الوطن ، هؤلاء المنافقون كثر ، يتلونون كالحرباء في كل واد يهيمون ، وفي كل مولد ينشدون وفي كل موكب يسيرون وفي كل مناسبة يتراقصون ويتمايلون تارة تجدهم سياسيين وتارة متدنيين مفتيين وفي بعض الأوقات اجتماعيين هؤلاء أطلق عليهم لقب ( خلند ) .. والخلند هو الحيوان الأعمى الذي يتسلل بهدوء في باطن الأرض دون أن تشعر به أو تراه ، هؤلاء فقدوا بصيرتهم وفقدوا تفكيرهم ورؤيتهم ينظرون إلي ما هو أقرب من قدميهم هذا ظاهرًا ولكن باطناً ، يتمنون علي الله الأماني ، يتمنون كل شئ يؤدي الي تمكينهم وارتقائهم بالمناصب العليا والمكتسبات والمغانم وهذا هو الحال العجيب من مجتمعنا الحالي .
اننا نعيش مع أناس عميت عيونهم عن الحقائق ، وكيف الوصول إليها فلا الفكر هو الفكر ولا النظر إلي المستقبل في عيونهم هو الرؤية الواضحة والرأي السديد ، أحترت مع هؤلاء البشر كيف أتعامل ؟! وكيف أجد لهم موقع يصنفهم عن كل ذي عقل لبيب في هذا الحال العجيب ، هم مستمرون في سيرهم وعبثهم التي يسعون من خلالها إلي الوصول إلي مآربهم وأهدافهم العجيبة فهم ( سياسون وكتاب وشعراء وأدباء وقادة ورواة ومؤلفين وغير ذلك من المسميات التي لا يستحقونها ) .
تسلقوا فلا وصلوا ، واستشعروا ولا استيقظوا ونجحوا ولا وصلوا أخذوا المسميات فقط ، فكيف نعرف من يقول الحقيقة ويعي الجدية بمعانيها السامية ولا يظهر علي أكتاف المخلصين الشرفاء ؟!
في عالمنا اليوم آلاف ممن يدخلون في حرب ضروس من أجل تحقيق مصالحها الشخصية حتي لو كلفهم الأمر التخلي عن أهم مبادئهم الإنسانية ، لذلك لا نستغرب ان نجد إنساناً ما يدعي المثالية من حوله ومن الداخل يحترق ألف مرة في اليوم علي نجاحات الآخرين ولا تقف المصيبة عند هذا الحد ، بل يمارسون أبشع صور تشويه الحقائق لمجرد إظهار النفس وما أكثر هذه الفئة في عالمنا اليوم مع العلم إننا وصلنا الي الألفية الثالثة ولكن قلوبنا مملوءة بالحقد والغيره علي نجاحات الآخرين الراجمون بالكذب زوراً وبهتاناً شكراً بلا تقدير إذ أنتم عنصر التحدي وغرس الإصرار في سبيل تحقيق النجاح .
حتي لا أطيل في هذه القصة الغوغاء وعن هؤلاء المتسلقون المنتفعون الذين يلعبون بالبيضه والحجر ويستغلون أناس في حياتهم علي طريقة المحطات ( الترانزيت ) فهم قلة أصاب عقلهم الصدأ فهم دائماً ينظرون تحت أقدامهم ويرقصون علي جثث الوطنية ويتاجرون بأحلام الغلابة ، وهم بعاد كل البعد عن هذا فمواقفهم تكشف زيف أفعالهم التي هي جزء لا يتجزء من شخصيتهم المكشوفة والمفضوحة يعيشون بلا مبادي ، يتحالفون مع الشيطان من اجل مصالحهم ، ويركبون الموجه بسرعة البرق ، ولكن هيهات هيهات فهم لا يمثلون أي قيمة إلا وسط المنتفعين والعاطفة من حولهم وينطبق عليهم ( ما طار طيراً وأرتفع إلا كما طار وقع ) .. وسيظلون في الدرك الأسفل مهما خدعتهم أقوال المطبلاتية والافاقون ومن علي شاكلتهم ، يتاجرون بالوطنية وهي منهم برآء .. وللحديث بقيه .
التعليقات