الجمعة الموافق 09 - مايو - 2025م

هل تصبح زوجة السيسي سيدة مصر الأولى أم تكتفى بدور الأم والزوجة؟

هل تصبح زوجة السيسي سيدة مصر الأولى أم تكتفى بدور الأم والزوجة؟

عماد عنان 

 

 

سيدة مصر الأولى.. لفظ يطلق على زوجة رئيس الجمهورية وقد أطلق لقب سيدة مصر الأولى حتى الآن على 6 نساء وهن السيدة عزيزة لبيب، زوجة الرئيس الأسبق محمد نجيب، والسيدة تحية كاظم، زوجة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، والسيدة جيهان السادات، زوجة الرئيس أنور السادات، والسيدة سوزان مبارك، زوجة المخلوع مبارك، والسيدة نجلاء محمود، زوجة الرئيس السابق محمد مرسى، وأخيرًا السيدة انتصار عامر، زوجة الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى، حيث لم يلحظ أى نشاط لزوجات كل من الرئيس الأسبق محمد نجيب أو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أو الرئيس السابق محمد مرسى. وقد ارتبط اللقب ارتباطًا وثيقًا بزوجتي الرئيسين الأسبقين أنور السادات وحسنى مبارك؛ حيث كان للسيدة جيهان السادات دور كبير فى أن تكون أول سيدة من زوجات الرؤساء أن تخرج إلى دائرة العمل العام، كما كان لها مبادرات اجتماعية ومشاريع إنمائية، وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها فى المجتمع المصرى فى ذلك الوقت. أما سوزان مبارك، زوجة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فقد تفرغت للعمل الاجتماعى فى مجال حقوق المرأة والطفل ومجال القراءة ومحو الأمية، وترأست المركز القومى للطفولة والأمومة، كما ترأست اللجنة القومية للمرأة المصرية، وتولت منصب رئيس المؤتمر القومى للمرأة. وقد بدأ الظهور الأول لزوجة الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال زيارتها لضحية التحرش بميدان التحرير، مما أعاد للأذهان مرة أخرى فكرة عودة سيدة مصر الأولى مرة أخرى بعد اختفائها فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى، حيث لم يكن لزوجته نشاط محدد. ويرى المحللون وأساتذة النفس والاجتماع، أن السيدة انتصار السيسى قد تسير على خطى جيهان السادات بعد ظهورهما معًا فى حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى، وذلك من خلال استكمال انتصار السيسى لفكرة العمل العام والاهتمام بالقضايا الإنسانية والمجتمعية فى مصر. وفى إطار ذلك استطلعت “البيان” آراء المحللين حول دور السيدة انتصار السيسى فى الحياة العامة فى مصر خلال الفترة القادمة، وهل ستسير على خطى جيهان السادات أم  سوزان مبارك؟.

 

 

 

فى البداية جيهان صفوت رءوف من مواليد 29 أغسطس 1933، هى سياسية وباحثة وسيدة مجتمع مصرية، وهى زوجة الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات، كانت أول سيدة فى تاريخ مصر تخرج إلى دائرة العمل العام، وهى مُحاضرة جامعية فى جامعة القاهرة سابقًا وأستاذ زائر فى الجامعة الأمريكية، ومحاضرة فى جامعة ولاية كارولينا الجنوبية. كان لجيهان السادات مبادرات اجتماعية ومشاريع إنمائية، فقد أسست جمعية الوفاء والأمل، وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها فى المجتمع المصرى فى ذلك الوقت. شاركت جيهان، زوجها، فى كل الأحداث المهمة التى شهدتها مصر بدءًا من ثورة 23 يوليو وحتى اغتياله عام 1981، وهى أول سيدة فى تاريخ جمهورية مصر العربية تخرج إلى دائرة العمل العام لتباشر العمل بنفسها بين صفوف الشعب المصري، كان لها أدوار مهمة فى مصر ومشروعات لم تقم إلا على يد السيدة جيهان، على رأسها مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسى للمرأة وعدلت بعض القوانين على رأسها قانون الأحوال الشخصية الذى لا يزال يعرف فى مصر حتى الآن بقانون جيهان, أسست جمعية الوفاء والأمل وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها فى المجتمع المصرى فى الفترة ما بين 1970 إلى 1981. أما السيدة سوزان مبارك أو سوزان صالح ثابت؛ فهي من مواليد 28 فبراير 1941 وهى زوجة حسنى مبارك الرئيس الرابع والأسبق لـجمهورية مصر العربية ووالدة كل من علاء مبارك وجمال مبارك. تفرغت للعمل الاجتماعى فى مجال حقوق المرأة والطفل ومجال القراءة ومحو الأمية، وترأست المركز القومى للطفولة والأمومة، كما ترأست اللجنة القومية للمرأة المصرية، وتولت منصب رئيس المؤتمر القومى للمرأة، وتعد المؤسس والرئيس لجمعية الرعاية المتكاملة التى تأسست عام 1977 بهدف تقديم خدمات متنوعة ومختلفة فى المجالات الاجتماعية والثقافية والصحية لأطفال المدارس، كما ترأست جمعية الهلال الأحمر المصرى. دشنت مشروع “مكتبة الأسرة” من خلال مهرجان القراءة للجميع عام 1993، بالتعاون مع الهيئة المصرية للكتاب، بهدف طبع الكتب من جميع فروع العلم والأدب بأسعار زهيدة تبدأ من جنيه مصري واحد، يبدأ مهرجان القراءة للجميع فى فصل الصيف من كل عام، وقد حقق المشروع نجاحًا. أما انتصار السيسى؛ فهى سيدة منزل عادية لا تميل للشهرة، يرى بعض المحللين أن دورها فى الفترة القادمة لن يخرج عن إطار الأنشطة المجتمعية..

 
فى البداية، تقول الدكتورة أماني مسعود، أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة القاهرة، إنه من المعروف بروتوكوليًا، أن زوجة الرئيس لها دور فى المجتمع سواء كان سياسيًا أو اجتماعيًا، ولهذا فمن الممكن أن تستفيد زوجة الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى من خبرات سابقيها، بأن تأخذ من جيهان السادات، زوجة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، التفكير الخارجي وعلاقتها بالعالم الخارجي وتأخذ من سوزان مبارك الاهتمام بالمرأة والقراءة. وأضافت “مسعود” أنه على انتصار السيسى أن تستفيد من كل امرأة مصرية بسيطة وتعرف ما الذي تريده المرأة المصرية، وإن كانت تريد أن تصبح سيدة مصر الأولى عليها أن تبذل جهدًا كبيرًا؛ لتكون قريبة من المجتمع عن طريق العمل على خلق أفكار جديدة تتناسب مع هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد. وأشارت إلى أنه لابد أن يقوى الإعلام من نظرية دور زوجة الرئيس فى المجتمع وألا يبحث عن تفاصيل الحياة الشخصية لزوجة الرئيس ويركز فقط على دورها السياسى والاجتماعي.

 
من جانبه، يقول يسرى العزباوي، المحلل السياسى والخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إنه من الطبيعي أن يكون لزوجة رئيس الجمهورية نشاط سياسى واجتماعي، وهذا موجود فى غالبية دول العالم وتسمى سيدة مصر الأولى وليست بدعة جديدة, ففى الولايات المتحدة مثلت هلاري كلينتون، دورًا بارزًا فى الحياة السياسية خلال فترة رئاسة زوجها بيل كلينتون حتى أصبحت وزيرة للخارجية فى عهد أوباما ومرشحة محتملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة. فالسيدة انتصار السيسى سوف تتجه للعب دور مهم فى الحياة الاجتماعية فى مصر والتي بدأتها بزيارة فتاة التحرش، فهي تتمتع بشخصية قوية قد تدفعها للمشاركة فى أغلب المحافل الاجتماعية خلال الفترة المقبلة ولكنها لن تسير على خطى سوزان مبارك، لأن الدستور الحالى يقلص فترة الحكم للرئيس بحد أقصى 8 سنوات، لذلك لن تتمكن من صنع الهالة الرئاسية حول زوجة الرئيس كما فعلت سوزان مبارك التى ظلت 30 عامًا سيدة مصر الأولى. فسيدة مصر الأولى يمكن أن تتقاسمه انتصار السيسى مع زوجة رئيس الوزراء خلال الفترة المقبلة، والتي من المتوقع أن يكون لها دور كبير خاصة فى ظل الصلاحيات التى يتمتع بها رئيس الوزراء المقبل بنص الدستور ورغم ذلك فإن نشاط انتصار السيسى، خلال الفترة المقبلة، سيتوقف على مدى المساحة التى سوف يعطيها السيسى لها والفترة الزمنية التى سوف يمكث بها رئيسًا.
من ناحيته، يقول الدكتور هشام بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إنه لا يستطيع أحد فى الوقت الراهن أن يتصور المنهج الذي ستسير عليه السيدة انتصار السيسى، ولكن على الرغم من ذلك إلا أن المنهج سيكون بطبيعة الحال مغايرًا عن المنهج الذي سلكته السيدة سوزان مبارك أو السيدة جيهان السادات، وذلك لأن زوجها عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، منهجه أيضًا مغاير عن منهج الرئيس الأسبق السادات والمخلوع مبارك. وأشار “بحري” إلى أن السيدة انتصار السيسى تتميز بمراعاة الجانب الإنساني، وهذا ظهر واضحًا عندما قامت بزيارة السيدة التى تم التحرش بها بميدان التحرير، فهذا يظهر جيدًا محاولة انتصار السيسى مخالطة الشعب المصرى والتقرب منه وعدم الانعزال عنه.

 
من جانبها، تقول الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن مصر فى حاجة إلى شعب واعٍ يفهم ما يجرى ويعرف الأخطار التى تحيط بمصر وينبغي أن يكون للسيدة انتصار السيسى، حرم رئيس الجمهورية، دور مجتمعي إنساني فى المجتمع. وأضافت “خضر” أنه من الصعوبة عقد مقارنة بين زوجة الرئيس الحالى ومن سبقتها من زوجات الرؤساء السابقين؛ فلكل زوجة ظروف كانت تحيط بالدولة المصرية وقت تولى زوجها الحكم، فلابد من العمل على تشجيع السيدة انتصار السيسى من أجل الاهتمام بدور المرأة فى الفترات القادمة. وأشارت إلى أنه عندما ذهب الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى السيدة التى تم التحرش بها بالميدان، فى المستشفى، الإعلام العربى والغربي كله تحدث عن ذلك، وعلى دور رئيس مصر وتصميمه الشديد على دعم المرأة، خاصة أن انتصار السيسى، زوجة الرئيس، تتبع خطى زوجها فى الاهتمام بقضايا المرأة، وهذا يدل على إصرار الرئيس وزوجته على تدعيم دور المرأة فى المجتمع.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81568926
تصميم وتطوير