Site icon جريدة البيان

هل من تفسير ؟

بقلم /عماد جاد

أصدر البرلمان الأوروبي بيانا بشأن موقفه مما جرى ويجري في مصر، ودعا في البيان مصر الى الإفراج عن ” المعتقلين السياسيين”، الإفراج عن قادة جماعة الإخوان المسلمين. كما أبدى بيان البرلمان الأوروبي إنزعاجه من أحكام القضاء التي وصفها بالقاسية تجاه بعض المتهمين وتحديدا من أعضاء جماعة الإخوان. وعاد البرلمان سبعة شهور إلى الوراء ليعلن أن الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لم تستوف المعايير الدولية في النزاهة، وبناء على ذلك قرر البرلمان الأوروبي عدم إرسال بعثة لمتابعة أو مراقبة انتخابات البرلمانية قادمة.
جاء بيان البرلمان الأوروبي عكس اتجاه سير التفاعلات في العلاقات المصرية الأوروبية، فقد استقبلت مصر رئيسي وزراء الأيونات وقبرص، وزار الرئيس ايطاليا وفرنسا وحدثت تفاعلات وفعاليات عديدة بين القاهرة والعواصم الأوروبية، ومصر على وشك إنجاز الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة المستقبل. السؤال هنا ما الذي جرى ودفع البرلمان الأوروبي إلى إصدار مثل هذا البيان السيئ ؟ وهل من تداعيات سلبية مترتبة على هذاالبيان ؟
بداية يمكن القول أنه لم يطرأ جديد في العلاقات المصرية الأوروبية يصبح معه مضمون البيان منطقيا أو متوقعا، البيان مثله مثل قرار الحكومة البريطانية بتعليق العمل في سفارتها في القاهرة قبل أعياد الميلاد ورأس السنة، فلم يكن هناك مبررا منطقيا للقرار ولم يحدث ما يعكر صفو الأمن في مصر بل أن ضربات الإرهاب توجهت إلى استراليا وبعد ذلك ضرب الإرهاب فرنسا، خلاصة الأمر أن أحد التفسيرات التي تقدم عادة لتفسير قرارات أرووبية وبيانات غير متوقعة هو غياب التفسير المنطقي والعقلاني وفق قواعد تعامل الدول وبعضها البعض وفق مبدأ المصالح المشتركة، فمعروف أن القيم الإنسانية هى مجذد شعارات ترفع من حين إلىآخر في محاولة لتقديم تفسير أو مبرر في وقت يغيب فيه التفسير النابع من القاعدة الذهبية في علاقات الدول وهي المصالح، ومن هنا يبدو واضحا أن هناك رهانات أوروبية على جماعة الاخوان أنها سوف تعود إلى الحكم في مصر وغيرها من دول المنطقة ومن ثم لابد من الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الجماعة، التنظيم الدولي حيث تعتقد عواصم أوروبية أن الجماعة معتدلة وأن بمقدورها ضبط الجماعات الأكثر تشددا وتطرفا، فعندما تصل الجماعة إلى الحكم سوف تقدم ملاذات آمنة للجماعات الراديكالية ومن ثم تغادر الغرب إلى مواطنها الأصلية وبذلك يتخلص الغرب من الجماعات الجهادية التي فتح لها أبوابه منذ عقود وباتت تمثل خطرا شديدا على نمط الحياة الغربي وتستقطب الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين المسلمين.
ومن هنا يظل الحديث عن زيارات متكررة لوفود من الجماعة لمقار الاتحاد الأوروبي حديثاً في التفاصيل أكثر منه في الجوهر.
بيانات من هذا النوع ستظل تصدر من البرلمان الأوروبي طالما أننا دولة متلقية للمساعدات منهم، وهو الأمر الذي ينبغي أن نعمل بكل قوة على التخلص منه، فالدول التي لا تتلقى مساعدات يكون لديها هامش كبير للمناورة والتعامل مع مثل هذه الأساليب من من قع قوة، قوة عدم الاحتياج. وأخيرا هل يؤثر غياب البرلمان الأوروبي عن متابعة الانتخابات البرلمانية على شرعية هذه الانتخابات أو صورة مصر في العالم، الاجابة بالقطع لا، فليس من بين شروط سلامة الانتخابات ان يراقبها أو يتابعها طرف ما، وعدم متابعة البرلمان الأوروبي لانتخاباتنا البرلمانية أمر يخصه ولا يخصنا.

Exit mobile version