هل صحيح أن الحدود فى الإسلام تتسم بالقسوة والوحشية!!!!.؟؟
كتب حازم سيد احمد
كل من يقول ذلك لا يفهم الإسلام وليس له سند صحيح ، لأن الإسلام ليس دينا يرغب فى القسوة ويشتهى العنف ، بل العكس هو صحيح هو دين يدعو إلى الرحمة والتراحموالسماحة ،ولكنه فى الوقت نفسه يحرص على استباب الأمن واقرار السلم فى المجتمع ، ضمانا لحرية الأفراد وصونا لحقوقهم من أمن وأمان ، وحماية لأنفسهم وعقائدهم وعقولهم وأموالهم وأسرهم ، فالإسلام حين يضع عقوبة لخطيئة ما يضع فى اعتباره عنصرين اثنيان وأساسيين:
أولهما : الإنسان ليس معصوما من الخطأ ، بل هو معرض له فى أى وقت ، ومن هنا فتح الإسلام باب التوبة أمام الخطئين الذين يندمون على ما فعلوا ويريدون أن يطهروا نفوسهم
ثانيا : كل فرد فى المجتمع يهمة أن يعيش حياته أمنا مطمئنا على نفسه وأسرته وممتلكاته ، فلا يجوز أن تتحول انحرافات بعض الأفراد إلى ظاهرة هدامة تعصف بأمن المجتمع وتروع الآمنين فحينما وضع الإسلام الحدود لمعاقبة المجرمين فأنه دعا إلى درئها بالشبهات ، وإلى وقفها بالتوبة توبة نصوحا ، ولذلك يقول الرسول (ص) (ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا عن سبيله ،فإن الإمام لأن يخطىء فى العفو خير من أن يخىء فى العقوبة ) وهذا يدل على قمة التسامح فى الإسلام وقشائنا مع هذه القاعدة، فإذا تناولنا أى عقوبة فى الإسلام نجد الإسلام متسامحا بكثير وليس متشددا ، وهكذا عقوبة (الزنا ) هى من الأمور التى يصعب تنفيذها نظرا لشروط إثباتها أربعة شهود يقررون أنهم رأوا وقوعها على نحو صريح لا شبهة فيه، ومن هنا فإن حادثتى الرجم اللتين وقعتا فى تاريخ الإسلام بناء على اعتراف وليس بشهادة الشهود ، وإقرارهما على وقوع الجريمة لم يجد الرسول مفرا من تنفيذ العقوبة وهو كاره التنفيذ صلى الله عليه وسلم ، ولمصلحة حفظ الأنساب أيضا فهل هذا ليس تسامحا فى الإسلام !!وإذا ذهبنا إلى جريمة السرقة ، فإن الإسلام لا يقطع يد سارق جائع سرق من أجل إطعام نفسه وإطعام أولاده ، ولكنه يعاقب السارق المتبجح الذى يسرق لا لحاجته ولكن لسرقة كسب الآخرين وكدحهم ، وإشاعة الفساد فى المجتمع ، وكلنا نرى أن فى مثل هذا السارق أو الجانى لا يستحق شفقة من أحد ، لأنه هو نفسه لم يشفق أو يرحم من سرق منه ، وقد يكون المسروق منه أو المجنى عليه فى أشد الحاجه إلى هذا المال الذى سرق منه ، فمن حق المجتنع أن يدافع عن حقوقه ، وفضلا عن ذلك أن تطبيق حد السرقة فى هذا الوقت فى الإسلام كانت ندرة الحدوث لدرجة أن التاجر كان يترك بضاعة فى الشارع بلا حراسة ، واشترط الإسلام لتطبيق حد السرقة توفير العدل الإجتماعى ، والقضاء على شبح الفقر فى المجتمع، الأمر الذى لا يشعر فيه المواطن بدافع يدفعه إلى السرقة،وتذكر موقف الخليفة عمر بن الخطاب حينما أوقف عقوبة السرقة فى عام المجاعة،ولما كانت الحدود مطبقة على نحو عادل فى الأسلام فكان أى سارق يعلم سلفا ما هى العقوبة ، وكان يفكر ألف مرة قبل ارتكاب جريمة السرقة أو غيرها من الجرائمومن هنا كانت ندرة تطبيق الحدود ،فأيهما أفضل؟استباب للأمن فى المجتمع أو امتلاء السجون بالمجرمين وتعكير صفو الأمن فى المجتمع ؟
فمن الذى يستحق التعاطف معه : المجرم أم المجتمع وأمنه واستقراره؟