المقاومة الإيرانية تشير إلى ضعف النظام داخلياً، ويدعو إلى دعم تغيير ديمقراطي تقوده المقاومة بدل خيارَي الحرب أو الاسترضاء
نشرت مجلة نيوزماكس الأميركية تقريراً حول المفاوضات النووية الجارية بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني، مشيرة إلى تصاعد الدعوات لعدم تجاهل صوت المقاومة الإيرانية، التي تُعدها المجلة بمثابة “الخيار الثالث الحقيقي” لحل الأزمة، بديلاً عن خيارَي “الاسترضاء أو الحرب” الذين طالما هيمنوا على سياسة الغرب تجاه طهران.
وبدأ المقال بالإشارة إلى أن “المفاوضات النووية اختتمت مؤخراً، حيث وصفها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بـ’الجدية’، رغم العقبات الكبيرة”، وأضاف أن عراقجي “عبّر بحذر عن أمل في تحقيق تقدّم محتمل.”
ومع ذلك، أشار تقرير ذا هيل إلى أن “الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، التي كان من المقرر أن تُعقد في روما، قد تأجلت وفقاً لتصريحات وزير الخارجية العماني.”
وذكر أن “نائب الرئيس الأميركي جي. دي. فانس كشف خلال مؤتمر ميونيخ الأمني عن استعداد ترامب للقاء مسؤولين صينيين وروس لمنع الانتشار النووي.”
ويرى التقرير أن النظام الإيراني يواصل التشبث بموقفه التقليدي، حيث “يُصرّ على أن تخصيب اليورانيوم حق غير قابل للتفاوض، ورفض تصدير مخزونه من اليورانيوم المخصّب.”
وفي هذا الإطار، “اقترحت واشنطن استيراد الوقود النووي الإيراني”، كما “تحاول فرض إدراج برنامج الصواريخ الإيراني ضمن المفاوضات، وهو ما ترفضه طهران رفضاً قاطعاً.”
ويُضيف: “النظام يهدف إلى الحفاظ على بنيته التحتية النووية واستمرار التخصيب محلياً، والاحتفاظ بأكثر من 60٪ من اليورانيوم المخصب.”
ويعلّق التقرير: “هذه الاستراتيجية لا تخدم فقط البنية النووية بل تُعتبر أداة لرفع معنويات الميليشيات الضعيفة في المنطقة.”
صحيفة كيهان، التي تُعدّ لسان حال خامنئي، وصفت الوضع بأنه “تقسيم أدوار بين أميركا وإسرائيل، الأولى تفاوض، والثانية تهدّد.”
ويتوقف التقرير عند الانفجار الضخم الذي وقع في ميناء بندر عباس، قائلاً إنه “أثار انتباهاً واسعاً”، مضيفاً: “بعض البرلمانيين ألقوا باللوم على إسرائيل، لكن هذا السرد كان يهدف إلى صرف الأنظار عن حرس النظام الإيراني.”
ويؤكد أن “الحرس كان يملك وقوداً صلباً للصواريخ، تسبب في الانفجار، وأوقع مئات الضحايا.”
صحيفة ستاره صبح كتبت: “كان من الممكن أن يفشل الانفجار المفاوضات، لكن رواية ‘الإهمال الداخلي’ ساعدت في استئنافها دون عوائق كبرى.”
ويحذر التقرير: “الوقت لا يعمل لصالح إيران”، وينقل عن خبير موالٍ للنظام قوله: “حتى لو حصلنا على تريليون دولار، فإن النظام المختل سيعيدنا للإفلاس خلال عامين.”
ويشير التقرير إلى أن “النظام في أضعف حالاته منذ عقود، بعد تراجعه في سوريا ولبنان”، مضيفاً أن “قرار الدخول في المفاوضات لم يأتِ من موقع قوة بل تحت ضغط داخلي متزايد.”
ويتابع: “أكثر من 5000 وحدة انتفاضة تم إنشاؤها عام 2022، تدعم برنامج المجلس الوطني للمقاومة المكوّن من عشرة بنود، وتسعى لإقامة جمهورية غير نووية، علمانية، وديمقراطية.”
ويُحذّر: “أي هجوم على مواقع نووية قد يُشعل انتفاضة واسعة تقودها وحدات المقاومة.”
ويؤكد التقرير أن “المجتمع الدولي يفتقر إلى استراتيجية متماسكة للتعامل مع إيران”، موضحاً أن “الحديث عن إصلاح سلوك النظام لم يُنتج سوى مزيد من الإرهاب والتدخلات.”
ويختم هذه الفقرة بالقول: “السبب الرئيسي لهذا الفشل هو تجاهل المقاومة المنظمة التي تناضل منذ 45 عاماً، وتحظى بدعم شعبي واسع.”
ويدعو التقرير بوضوح إلى دعم التغيير الديمقراطي: “لا حاجة للاختيار بين دكتاتورية نووية والحرب، هناك بديل ثالث تقوده المقاومة الإيرانية.”
ويُضيف: “المقاومة تتطلع إلى مستقبل بلا الشاه ولا الملالي، لإيران غير نووية تقوم على العلمانية والديمقراطية والمساواة.”
ويذكّر التقرير بأن النظام “لا يُمكن الوثوق به”، مستشهداً بكشف المقاومة في 2002 عن مواقع نووية سرية، وقال: “خامنئي وافق حينها على تعليق التخصيب، لكن بعد عام أُزيلت الأختام واستُأنف النشاط النووي.”
ويقتبس من حسن روحاني: “في 2003، أظهرت عيّنات الوكالة الدولية تخصيباً بنسبة 80%. قلنا إنها مؤامرة أميركية، ثم توليت الملف النووي.”
ويختم التقرير بالقول: “إنهاء إرهاب النظام ممكن، ومنع وصوله إلى السلاح النووي ممكن أيضاً — لكن فقط عبر إسقاط هذه الديكتاتورية الوحشية.”
ويضيف: “هذا هو هدف المقاومة الإيرانية… وعلى العالم أن يدعمها.”
التعليقات