بقلم : نجيبة المحجوب ..
أيتها “البدوية” تأدبي عندما تتحدثين عن مصر.. هكذا هي مصر.. دائمآ ما تكون بوابة لشهرة المغمورين، ونالت هذا الكرم كاتبه سعودية تدعى زينب علي البحراني ، لم نسمع عنها من قبل ، عندما صاغت مقالآ بعنوان “ما يعرف لا يقال” جاءت تفاصيله عن قضية تيران وصنافير . آراكي تلهثين بكلماتك التافهة لإثارة الرأي العام في مصر ، لتكملة عوامل نقص لديك ، لكنك صعدتي إلي الهاوية ، فقد تصادمتي مع حضارة لايكفي عمرك استيعابها ، فقط قصدتي استفزاز مشاعر تسعين مليون مصري، قد يتحملون الجوع والفقر، ولا يتحملون أن تهان كرامة مصرنا ليعلموك من هي مصر وما هو فضلها. فاعلمي أن خزائن الأرض كلها لم تصنع حضارة يوما فالحضارة تاريخ من الثقافه والعلوم المختلفة، ولا تبني الحضارات إلا علي أيدي الأحرار……… ماذا لو جاء حديثك بإنصاف وموضوعية دون تقليل؟! ولكنك وضعتي السم في العسل، وجاء تطاولك علي مصر وشعبها والمعايرة بأزمتها لنعلم انك مريضة شهرة ونكرة في بلادك فأردتي ان تجدي لك مكانا وسط من حملوا مشاعر التنوير لأمتهم ومازالت حضارتهم مقصدا لكل باحث ومفكر وعالم ومازالت لم تفك كل رموزها وأسرارها بعد ، فمن أنت ؟ وماذا لو جاء حديثك منصفا ؟ كنا احترمنا رأيك وتبادلنا الحجة بالحجة، ولكن جاء حديثك في سياق لم يقبله شخص عاش علي أرض مصر ، فما بالك بمن شرب من نيلها وتربي عليها وأكل من خيرات طينها. تساؤلاتك جاءت سطحية, أولآ : تقولين إن وسائل الإعلام السعودية والمواطن السعودي تجاهل التعليق أو الرد علي المصريين فيما يخص الجزيرتين ، وردي أنا كمصرية أعشق تراب هذا الوطن : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين !! فأنتم لا تملكون وثيقة واحدة تؤكد ملكية الجزر ، ودعينا من نقاش الجزر فلها موضع آخر ليس هذا وقته، ولكن اجعليني أسالك هل تستطيعين التعبير عن رأيك عبر الإعلام أو حتي مواقع التواصل الاجتماعي في السياسات السعودية ؟ بالطبع لم ولن يجرؤ أي مواطن سعودي أو صاحب قلم حر الجهر بالمعارضه أو النقد بل وانعدمت حركات الشباب السعودي المعبر عن رأية علي الفيس بوك مثلما يحدث في مصر!! أما عندنا فعذرا أيتها الباحثة عن الشهرة , المملكة ليس فيها مكان لحرية الرأي أو التعبير بل السائد هو تكميم الأفواه وتعليمات وخطوط حمراء لايجرؤ أحد علي تجاوزها.فكيف لك أن تتهكمتي بالقول بسؤالك هل تستطيع مصر إرجاع كافة المساعدات المادية التي تلقتها من السعودية سابقا ؟!! ولم تتركي مساحة للرد أو للرأي الآخر فكانت إجابتك قاطعة بـ “لا” وهنا وجب سؤالك : عن أي مساعدات تتحدثين أيتها البدوية ؟! ألم تقرأي تاريخ بلادك؟أولم يحكي لك أجدادك ماذا قدمت مصر لأمتها العربيه والمملكة العربية السعودية تحديدا؟!
أسألي أبائك عن “التكية المصرية” لعلاج الحجاج والمواطنين السعوديين (على نفقة المصريين) وثلاث أرباع أرض مكة تابعة لأوقاف مصرية ومازال لها ورثة هنا وبالمستندات وسأتبني تقديم كافة الوثائق للمطالبة بتلك الحقوق ولنرى من له عند الآخر !! ألم تتلمذي على أيدي علماء مصر وكذلك أبناء آل سعود جميعهم ؟! وعالج أطباؤها مرضاهم وأنشأ مهندسوها مدنهم ..هل تنكرين؟!
ألم تعلمي أن جامعة القاهرة، وحدها علَّمَت نحو مليون طالب عربي، سعوديين وإماراتيين وكويتيين وقطريين ومعظمهم بدون أي رسوم دراسية، بل وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين!! اسألي الصفوة في السعودية من أساتذة الطب والعلوم والفكر علي يد من تتلمذتم ؟
ألم تعلمي أن أول طريق مُمهد إلى مكة المكرمة، كان هدية من مصر؟ هل تعلمين أن المصريين في المملكة لم يكونوا أبدًا عالة على أحد وكانت رواتبهم أقل من ربع رواتب الاجانب وأنهم بنوا المملكة بخبراتهم في جميع المجالات حتى أصبح لديها القدرة على السعودة!! ألم يحكى لك أجدادك عن “التكية” المصرية المجانية من أيام
محمد علي باشا؟! فقد ذكر إبراهيم رفعت باشا قومندان حرس المحمل المصري في عام ١٩٠١ وأمير الحج في سنوات ١٩٠٣ و١٩٠٤ و١٩٠٨ في كتابه “مرآة الحرمين”: (التكية المصرية) وكيف كانت من الآثار الجليلة ذات الخيرات العميمة، وقد أنشأها ساكن الجنان محمد على باشا رأس الأسرة الخديوية في سنة ١٢٣٨ هجرية كما هو مسطور بدائر القبة بوسط التكية. تظل الصنابير “الحنفيات” التي يتوضأ منها المصلون، والتكية بشارع أجياد مكان دار السعادة، ويرد إليها من الفقراء في الصباح والمساء، فيتناول الفقير في كل مرة رغيفين وشيئا من “الشربة” وربما أعُطي أكثر من ذلك، إن كان فقره مدقعًا، وكثير من نساء مكة وحواريها الفقراء يتعايشن بما يأخذن ويكتفين بذلك عن مسألة الناس، ويُصرف يوميًا من الخبز ما يقرب من ٤٠٠ أقة و١٥٠ أقة من الأزر، وفي يوم الخميس تزداد إلى ٤٢٠ أقة ويصرف في هذا اليوم فقط ١٠٠ أقة من اللحم والحمص، ويصرف من السمن ما يكفي لطبخ هذه المقادير والفقراء، يزداد عددهم حتى يبلغ ٤٠٠٠ شخص وذلك من شهر رمضان حتي آخر ذي الحجة، لورود كثير من الفقراء الحجاج السودانيين والمغاربة ثم يتناقص العدد إلى ٤٠٠ تقريبًا. وكانت هناك تكية أخرى إلى المدينة المنورة، أنشأها إبراهيم باشا بن محمد علي، ويبلغ طولها 89 مترًا وعرضها 50 مترًا وزودها بالمخازن والأفران والمطابخ ورتب لها المؤونة تأتيها مصرية من القمح والأرز واللحم، وفي عهد سعيد باشا ابن محمد على زاد الاهتمام بتكية المدينة المنورة، فأصدر تعليماته بزيادة الكميات المرسلة من اللحم والأرز والغلال على أن تُجمع النقود اللازمة من إيراد بعض أملاكه الخاصة، كما أوقف مساحة كبيرة من أرضه الزراعية لأعمال الخير في التكية.
وفي الكتاب نفسه، يضيف إبراهيم رفعت باشا أن بعض الإحصائيات قالت إن الإنفاق على تكيتي مكة والمدينة بلغت عام ١٩٠٩، ما يقرب من ١٩٦٠ جنيهًا من ضمن إجمالي نفقات مصر في الحرمين والتي بلغت ٥٠ ألف جنيه – وهو مبلغ كبير جدا وقتها وقد استعنت ببعض الاحداث التاريخيه من باحث ودكتور وطني غيور علي بلاده .
ألم تقرأي في التاريخ أن البترول ارتفع وتكونت الثروة الهائلة بدماء جنود مصر فى حرب 73 فلم تكن المواجهة مع اليهود من البداية قضيه خاصة بمصر بل بأمتها كلها وتصدرنا المشهد وتجرعنا مرارة الحروب بصدور عارية دفعنا ثمنها من خيرة شبابنا وعن قناعة منذ صلاح الدين وتحرير المسجد الاقصي إلي يومنا هذا ؟ مازلنا نضحي ونروي الأرض بدمائنا بالوكالة عن أمتنا كلها ونحن لها .
أيتها الزينب وما أنت بزينب لأن هذا الاسم معناه الشجرة جميلة المظهر ذات الرائحة الطيبة، وأنت لا تملكين من جمال الكلمه حرفآ واحدآ، ونشتم رائحة كريهة من كلامك، فأرضنا ليست للبيع ولانفرط أبدا في ذرة من ترابها فنحن نعشق الموت علي ترابها بنفس راضية ولا نتنازل عن مصريتنا ولو مقابل كنوز الأرض كلها وعندما ، تتحدثين (أن المصري يرتدي ثوب الثائر لكرامة ارضه) ثم سرعان ماينسى عندما يلمح عقد عمل كم أنت واهمه ولم تعي الدروس التاريخيه جيدا ، نحن لا نلبس ثوب الوطنية شكلا منمقا بل يسري في دمائنا اسمها ، ونذوب عشقا في ثراها ، ونتلذذ بالألم والوجع من أجلها ، فنحن من نعلم الشعوب معنى الوطنية ، وعلمنا أجدادك كيف يقفون إجلالا واحتراما لعلم بلادهم في مدارسهم ، نحن من حفرنا في القلوب والعقول كلمة وطن ، وضربنا مثالا يحتذى به لكل شعوب الأرض في الصبر والجلد والتحمل والتضحية والعطاء ، ليس مزايدة بل إيمان وعقيدة ، اما من يبحثون عن عقد عمل للرزق فلست أنت أو حكومتك من ترزقون العباد ، بل الرازق هو الله حيث قال : (واسعوا في مناكبها) وقال تعالى (وفى السماء رزقكم في السماء وما توعدون) ورسالتي أنا شخصيا إليك أقسم أنني دست بحذائي ملايين الخليج بعزة وإباء وعدت إلى مصر ولو عاد الزمن مليون مرة سيكون هذا موقفي فكل المليارات عند شرفاء الوطن تحت أحذيتهم وعذرا سيدتي فلسنا للبيع ، حتي من يسعى لرزقه هنا أو هناك يعود إلى ترابها أكثر وطنيه وحنين، يا أنت لقد أسأتي التعبير والأدب، وخانتك كلماتك، وخدعك قلمك. نحن فخورون بمصريتنا قولا واحد وأنا سيدة مصرية لا يسعدني ولا يشرفني أن احمل أي جنسية أخري غير مصريتي ، حتي ولو كان مقابلها خزائن يوسف وملك قارون واعلمي, ستنهض مصر وستتجاوز كل أزماتها بإذن الله ولن تنحني لأحد ، أما أنتم ستواجهون عاصفه ظهرت بوادرها ، ولانتمناها لكم أبدا ولكن هناك من ينفخون في النار ويسعون للفتنة والتفتيت ومن مثلك تزيدها اشتعالا وربما قريبا ستهرولين هنا في حضرة مصر فمن يتغطي “بترامب” عار يا زينب. أنتم بدون مصر لا شيء وتقرين أن المملكة استغلت ظروف مصر الصعبة وأغدقت عليها المليارات للحصول على الجزر التى أثبتت كل الخرائط والوثائق التاريخية أنها مصرية أمام المحكمة الإدارية العليا في مصر ولكن للجبش رأي آخر نحترمه ونثق به وننتظر مالا نستوعبه .. وتذكري أنك ستأتين هنا في مصر وسنستقبلك بكل ترحاب وحب ودون عتاب لأنها مصر الشقيقة الكبري فتوضأي وتادبى عندما تحملين قلم لتسطري بإسم مصر، وعذرا كل أبناء جزيرة العرب الشرفاء فهذا الحديث مخصص فقط لتلك الزينبه وليس لشرفاء السعودية الذين يحملون لمصر وأهلها ما تكنه هي لهم وكلمة اخيرة : عليك ان تخجلي حياء وتنحني لمن علم اهلك كيف يمسكون القلم فقم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا.. بنت مصر الأبيه “نجيبه المحجوب“.
التعليقات
رائع تسلم الايادي…… ياباشا مصر