بقلم /جرجس بشرى
حالة من التنطع والعبث وإدعاءات بطولات زائفة ومتاجرة رخيصة بالوطنية تقودها حاليا جماعة الإخوان الإرهابية ضد الوزيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة لا لشيء إلا لوطنيتها الصريحة وغير المفتعلة وغيرتها على مصر ، خاصة وأن هذه الوزيرة الشجاعة هي من إفرازات ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ التي انتفض فيها المصريون ضد جماعة إرهابية تآمرت على السيادة الوطنية وروعت المصريين وقتلت جنودنا الأطهار من ابناء الجيش والشرطة والقضاء .
العجيب أن هؤلاء الشائطون والغاضبون انتفضوا ضد الوزيرة وانضم إليهم بعض ممن يطلقون على انفسهم كتاب ومدافعون عن حقوق الإنسان بالخارج لانها قالت في لقاء لها مع المصريون بكندا ” احنا معندناش غير بلد واحدة مصر .. مصر اللي بتضمنا كلنا ، ومصر اللي بتقربنا كلنا مع بعض ومهما اتغربنا ومهما رحنا ومهما جينا هي في قلبنا وما بنستحملش ولا كلمة عليها برة ، أي حد يقول كلمة على بلدنا برة يحصل له إيه ؟ وهنا رد الحضور : يتقطع .. وهنا رددت الوزيرة نفس كلام الحضور مشيرة إلى رقبتها بعلامة الذبح بعفوية ،وهنا صفق لها الحضور بقوة .
وفي الحقيقة لم تترك جماعة الإخوان الإرهابية وابواقها العميلة – كعادتهم — هذا التصريح من وزيرة الهجرة يمر مرورا عابرا ، بل ضخمته وتاجرت به وأضافت عليه من خيالها المفعم بالخيانة والعمالة ، وصورت للعالم أن الوزيرة تهدد بذبح المعارضين وقطع رقابهم ، مع أن الوزيرة لم تذكر مصطلح معارضين في حديثها أبدا ، كما أشاعت قنوات الخيانة !! بل وقد وصل الامر ببعض الأقباط في الخارج لشن حرب شرسة ضد الوزيرة وإتهموها بأنها تحرج مكانة مصر وأن النظام المصري يستخدمها لضرب الحركات القبطية في الخارج ، تخيلوا لما يوصل تحليل وخيال بعض المدافعين عن حقوق الاقباط لهذا الحد وركوب موجة الهجوم الإخواني على وزيرة مصرية شجاعة ولا يزايد احد على وطنيتها مثل نبيلة نكرم عبد الشهيد !! والسؤال هنا : اين اخطأت الوزيرة ؟ ومتى أحرجت مصر ، واين ذكرت الوزيرة كلمة معارضين ؟ فهل اخطأت نبيلة مكرم عندما ذهبت للخارج تحث المصريين على الإرتباط أكثر بوطنهم مصر ، وعدم السماح لأي أحد وبدافع الغيرة الوطنية أن يتكلم بسوء عن مصر في الخارج .
واظن الوزيرة تعي تماما ما تقول ويفهم مرادها ومقصدها كل وطني غيور على هذا البلد المستهدف من قبل قوى دولية معادية تستخدم جماعة الإخوان الإرهابية لترويع المصريين والتآمر على وحدة هذا البلد ، فالوزيرة كلامها واضح وهو التهديد بالقوة الباطشة والذبح بسيف القانون كل متآمر على مصر وكل من يبث سمومه عبر فضائيات عميلة يعمل بها إخوان في الخارج ؟ هل كان ينتظر هؤلاء المتنطعون ومتصنعوا البطولة أن تغازل الوزيرة جماعة إرهابية بأبواقها التي تنبح كل يوم ضد شعبنا ، و هل في وقت تمر فيه مصر بظروف إستثنائية تواجه فيه إرهابا متظما من الداخل والخارج مطلوب من الوزيرة أن تطبطب على الإرهاب والإرهابيين تحت ستار الحفاظ على سمعة مصر ؟!!! يا سادة في وقت استهداف الإرهاب للدول وأمنها واستقرارها.
لا تحدثني عن المصطلحات البراقة أو حقوق الإنسان لأن أمن مصر هو الأهم وليشرب الغاضبون من مياه البحر أو يضربوا أدمغتهم في الحيط ، ففي الحرب على الإرهاب كل شيء متاح ضد المجرمين والإرهابيين الذين يروعون جنودنا وشعبنا ويتأمرون على سيادتنا ووحدتنا .. القتل والذبح والتفجير والحرب ، كما أن سيف القانون والعدالة لم ولن يرحم أي مشتبه به يثبت تورطه في إرهاب شعب مصر .
هل تتذكرون تهديد اكبر رئيس دولة في العالم وهو جورج بوش الإبن بعد حادث ضرب برجي التجارة العالمي عام ٢٠٠١ م عندما خرج ليثأر ويهدد وقال أنها حرب صليبية ، هل تتذكرون تصريح تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا عام ٢٠١٧ عندما استهدف الإرهاب بلدها وقالت بالحرف : سأمزق قوانين حقوق الإنسان من اجل محاربة الإرهاب ” .
وأنا هنا أحيي جرأة الوزيرة نبيلة مكرم بل وأطالب بتكريمها لأنها عبرت بقوة عما بداخل قطاع كبير من المصربين ضد المتآمرين والخونة ،وبعثت برسالة حرقت دم كل المنافقين والعملاء ونشطاء المصالح ومتصنعي البطولة مفادها أن مصر لم ولن ترحم خائن أو عميل ومواقف مصر في محاربة الإرهاب لا مهادنة فيه .
التعليقات