في وقتٍ يشهد فيه البرلمان البريطاني موقفًا تاريخيًا بدعم غالبية مجلس العموم و330 من اللوردات لخطة السيدة مريم رجوي ذات البنود العشرة لمستقبل ديمقراطي وعلماني في إيران، تتصاعد موجة الغضب الشعبي داخل البلاد، مؤكدة أن معركة التغيير ليست فقط سياسية ودولية، بل أيضًا شعبية وجذرية في الداخل الإيراني.
الغضب الشعبي يعصف بالمدن الإيرانية
شهدت مدن إيران خلال الأيام الماضية سلسلة احتجاجات متواصلة ومتعددة الأوجه، شارك فيها متقاعدون، خبازون، سائقو شاحنات، وموظفون في قطاعات صحية وتعليمية، احتجاجًا على تفاقم الأزمات المعيشية والفساد المؤسسي والانهيار الاقتصادي.
في أهواز، تحدّى المتقاعدون حرارة الجو في تظاهرة غاضبة ضد “الظلم الهيكلي”، هاتفين: «بازنشسته، داد بزن، حقتو فریاد بزن!» (أي: أيها المتقاعد، اصرخ، طالب بحقك).
وفي طهران وأصفهان، رفعت لافتات تقول: “من المناجم إلى الموانئ، هنا تُذبح الطبقة العاملة”، و”لن نرتاح حتى ننال حقوقنا”، بينما وصف آخرون النظام بشعارات مثل: “حسين حسين شعارهم، الكذب والسرقة عملهم”، في إشارة ساخرة إلى استغلال الدين في تغطية الفساد.
أزمة الكهرباء تفجّر الاحتجاجات
مع اشتداد حرارة الصيف، تسبّبت الانقطاعات المتكررة للكهرباء في غضب واسع. تداول الإيرانيون مقاطع فيديو تفضح أكاذيب النظام، من بينها تصريح لخامنهای يقول إن إيران تتقدّم “رغم أنف الأعداء”، ليرد عليه أحد المواطنين قائلاً: “لا كهرباء ولا ماء… أي تقدم هذا؟”.
في قم وأصفهان ومشهد وبیرجند، ألقى الخبازون العجين التالف أمام دوائر الكهرباء تعبيرًا عن خسائرهم المتكررة، بينما صدح المتظاهرون بشعارات مثل: “اقطعوا كهرباء الحرس والبسيج وأعطوها للشعب”.
من المطالب الاقتصادية إلى شعارات سياسية
لم تتوقف الشعارات عند الحدّ الاقتصادي، بل امتدّت إلى مطالب جذرية: “الشعب يريد إسقاط النظام”، “لا لحكم الشاه ولا لحكم الملالي”، “المقاومة هي الحل الوحيد”، وهو ما يعكس تصاعد الوعي الجماهيري بأن التغيير الحقيقي لا يتحقق إلا برحيل النظام القائم.
وحدات الانتفاضة… حضور ميداني ورسائل جريئة
رغم القمع، استمرت وحدات الانتفاضة المرتبطة بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في نشاطها الميداني من تعليق اللافتات إلى كتابة الشعارات الجريئة على الجدران في وضح النهار، في تأكيدٍ على أن نار الانتفاضة لا تزال مشتعلة، وأن جذوة التغيير لن تنطفئ.
الدعم الدولي يعزز شرعية الحراك
في هذا السياق، أصدر 560 نائبًا بريطانيًا – من بينهم غالبية مجلس العموم و330 لوردًا – بيانًا تاريخيًا بعنوان “بيان إيران 2025″، عبّروا فيه عن دعمهم الكامل لخطة السيدة مريم رجوي، مؤكدين أنها تمثل البديل الديمقراطي الوحيد القابل للتحقيق.
وشدّد البيان على أن المقاومة الإيرانية بقيادة رجوي تطرح رؤية واقعية، ودعا إلى إدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب، والاعتراف بحق الشعب في التغيير والإطاحة بالنظام.
من داخل البرلمان البريطاني إلى الشوارع الإيرانية، تتكامل إرادة التغيير وتتكثّف الأصوات المطالِبة بإسقاط نظام ولاية الفقيه. ومع تزايد الوعي، واتساع الاحتجاجات، وترسّخ الدعم الدولي، بات النظام الإيراني محاصرًا داخليًا وخارجيًا أمام لحظة الحقيقة التي لا مفر منها.
التعليقات