كتبت – خلود عادل .
ذهبت لعمل أبيها في أحد المصانع بكفر الشيخ، انتظرته لينهي عمله، وكأي طفلة صغيرة لم تتعد الـ8 سنوات أخذت تلهو، اقتربت من إحدى آلات المصنع، كانت تضع “حجابا” حول عنقها، يلف “سير” الآلة حول حجابها، تنتهي الحادثة بقطع فروة رأسها وأذنها، وتدمر رقبتها ورأسها، تلك معاناة “ملك المصري”.
واشارت بانه لم توافق اي مستشفي علي عﻻجي علي نفقة الدوله ولم يساعدني اي حد من المسؤولين .
تسبب الحادث الذي تعرضت له “ملك” آلاما نفسيًا، فلم تعش طفولتها كأي طفلة صغيرة، تمسك بـ”المشط” وتطلب من والدتها أن تمشط شعرها، أو أن ترى ضفائر شعرها، أو تلعب بخصلات شعرها كباقي فتيات عمرها.
بنبرة مرتعشة في صوتها، تحاول السيطرة على دموعها، تقول: “8 سنين نفسي أشوف شعري، عملت 21 عملية من سنة 1996، على أمل شعري يطلع، لكن ما فيش عملية نجحت، يقولولي محتاجة تسافري بلد كبيرة، أمريكا أو اليابان، ملكيش علاج في مصر”.
تعيش “ملك” في قرية برنبال التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ، حلمها بسيط كأي فتاة الارتباط والزواج بدموع منهمرة، تقول: “مبقدرش أبص في المراية، بكره أشوف نفسي، بقالي 19 عامًا عايشة من غير شعر، نفسي أشوف شكلي حلو”.
وأضافت: “أنا طول عمري مش حاسة إني زي أي بنت، حاسة دايمًا بنقص، كفاية إني مش هقدر أتجوز، محدش هيرضى يتجوز مشوهة زيي”، على الرغم من الظروف السيئة التي مرت بها “ملك”، إلا أنها لم تفقد الأمل، استكملت دراستها، تخرجت في كلية الزراعة بجامعة عين شمس، بنبرة فخر تقول: “بعتبر بداية حياتي من دخولي الجامعة، الحمد لله إني كملت تعليمي، وتخرجت من كلية الزراعة، كان نفسي اشتغل بس ملقتش شغل”.
كانت “ملك” ترتدي أكثر من 5 “إيشاربات”، كانت تهرب من إجابة زميلاتها عن سبب ارتدائها الحجاب حتى أثناء النوم، نبرة صوت يغلب عليها الحزن، ومحاولة اخفاء حزنها بابتسامة على وجهها، تقول: “كنت في سكن علشان الجامعة، كانت البنات بيستغربوا طول الوقت لابسة الحجاب حتى وأنا نايمة، وكانوا بيضحكوا بينهم وبين بعض، ويتحايلوا عليه أقلع الحجاب، بس مكنتش بوافق”.
“الجرح خلاص بقى مني وأنا بقيت منه، عشت معاه، آخر حاجة أحسس عليها قبل ما أنام، وأول حاجة أحسس عليها أول ما أصحى”، تأمل “ملك” أن يتبنى مشكلتها أحد لأن أسرتها متواضعة الحال، لا يستطيع والدها أن يعالجها بالخارج.
بموت مليون مرة في اليوم، محدش حاسس بنظرة المجتمع ليا غيري، أهل قريتي اللي عارفين إني من غير شعر، أبويا وأمي بيموتوا كل يوم لما بيشوفوني”، تضيف “كل ما أعرض مشكلتي، يقولولي إنتي مش مريضة سرطان علشان حد يتكفل بعمليتك، بس أنا بموت من منظري وحياتي اللي وقفت بقى لها سنين”.