الأحد الموافق 18 - مايو - 2025م

مــــــا بين الأخــــــلاق والحـــــرية!!!!!!

مــــــا بين الأخــــــلاق والحـــــرية!!!!!!

بقلم/حازم محمد سيداحمد

 

يقول الرسول علية الصلاة والسلام “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. إن أخلاقية الإنسان هي ما يميزه عن باقي الكائنات وليس العقلانية. و الإنسان هو وحده المخلوق الذي ينشد الكمال من خلال استحضار القيم المثلى في نفسه، وهو ما ليس بمقدور الحيوان فعله .والتعريف الإنساني للحرية أسمى من ذلك.

 

فالحرية تعرّف بالأخلاق. إذ أن الحرية هي التي تجعلنا في تصرفاتنا محدودين ومقيدين فقط بالقانون الأخلاقي. فالحرية هي التجرد من كل الضوابط و المعايير و المقاييس، و الخضوع لشيء واحد فقط ألا و هو الأخلاق. فأنا لن أكون حرا إذا قيدت بالقانون الوضعي. و لن أكون حرا كذلك إذا تخليت عن كل القوانين مهما كانت جملة و تفصيلا.فإذا لم يوجد القيد، فبم ستقاس الحرية المزعومة؟

 

 

و القيد الأكثر عدلا و موضوعية هو القيد الذي هو موجود بين كل الناس ألا وهو الأخلاق. و القيد الأنجع و الأكثر عدلا إذ يتقاسمه الناس بدون تمييز هى الأخلاق هي التي تميزنا عن الحيوان. ووجود الأخلاق ليس مرتبطا بالإله الذي نؤمن به و لا بالسعي للخلود. بل أن الإيمان بإله و السعي للخلود قد يكونان تفسيرا سطحيا للسؤال الذي قد تطرحه بعض الأذهان: لماذا نتصرف بأخلاقية؟فالإيمان بالإله و الخلود ليسا الشرط لوجود الأخلاق و لا حتى لإعمالها، بل يمكن اعتبارهما فقط عنصرا مدعما للأخلاق.والحرية من أهم وأكثر ما في حياة أي إنسان قيمة. لا شيء يعرفنا قيمتها الحقيقية مثل أن نفقدها لمدة ما. لكن ما هي الحرية؟

 

 

أحد الاجابات المنتشرة هي أن الحرية هي عدم وجود حدود على تصرفاتنا. الشخص الحر هو من يستطيع أن يفعل ما يريد حينما يريد. وأحياناً تبدو هذه الفكرة جذابة جداً، إلا أننا نجد بها مشكلة حين نتذكر أننا نحيا وسط مجتمع فيه يتأثر من حولنا بكل ما نفعله بصورة أو بأخرى. وسرعان ما نجد أنفسنا أمام سؤال مهم: هل نقرر ما نفعله بناءً على ما نريده فقط، أم علينا أن نأخذ في اعتبارنا تأثيره على الآخرين. هذا سؤال يخص ما يجب أن نفعله؛ وهو سؤال أخلاقي.!!!

 

 

وهنا أقول بأ ن الأخلاق هى حريتنا وأننا نريد أن نفعل أشياء كثيرة وهنا يجب ألا نفعلها لأنها تضر مجتمعنا ومن حولنا، وحينما يقرر بعض شباب ليس عندهم أخلاق با لمرة ولهم إتجاهات مخالفة للوطن والمجتمع ويتصرفوا بالصورة التى يريدونها ويقوم بأفعال مسيئة لنا فى عيد الشرطة وما أدراك ما هذا العيد وكيف يمثل لنا هذا العيد من ثورة مجتمع وشعب يحتفل برجالة المخلصين ، ويقوم هؤلاء الأشخا ص بهذه الأفعال تضر الثورة والمجتمع والشرطة فلابد من رد فعل المجتمع هو أن يحرِم هؤلاء الأشخاص من حريتهم (بالسجن). حين يسييء أحد استخدام حريته يصبح غير مستحق لها، ولكن هل يعني هذا أننا غير أحرار لأننا يجب فقط أن نفعل ما لا يضر الآخرين؟ أم أننا أخطأنا فهم الحرية؟

 

 

فعلينا أن نفهم الحرية بشكلها الصحيح، وعلينا أن نتذكر أننا كائنات تعتمد على العلاقات. نحن نحتاج إلى علاقات عميقة حقيقية لنجد شبعنا. لا يمكن لأي علاقة أن تكون مشبعة إن لم تكن هناك حرية. لا يريد أحد أن يكون في علاقة مع شخص مجبر أن يكون في هذه العلاقة. ولا يمكن لأحد أن يجبرك على أن تكون في علاقة عميقة ومشبعة. ولكن الحرية وحدها غير كافية لتمكيننا من الوجود في مثل هذه العلاقات. إننا نحتاج أيضاً إلى الأخلاق. والأخلاق مثل الحرية، يجب أن تفهم في إطار العلاقات. أبسط طريقة لفهمها هي أن الأفعال التي تتسم بالمحبة (وضع الآخر ومصلحته قبل مصلحتي) أفعال أخلاقية، والأفعال الأنانية أفعال غير أخلاقية. نحن نجد أننا عندما نحب أحدًا نهتم به أكثر مما نهتم بأنفسنا. كما نجد أيضاً أنه عندما يوجد شخص يضحي من أجلنا، نعرف أنه يحبنا، وهذا شعور رائع. حتى تنجح أي علاقة لا يجب أن نفكر فقط فيما نريد لكن أيضاً فيما يفيد الآخر. إن كان شخص في علاقة ما ويفكر فقط فيما يريده فعلاقته هذه لن تستمر طويلاً، وإن استمرت فلن تكون علاقة عميقة أو مشبعة.و لكن ما هي الأخلاق؟

 

 

هي مجموعة من القواعد التي من المفترض أن تحكم تصرفاتنا. و هي تشتمل عبارة الرحمة و عبارة العطف و عبارة الحب و عبارة الإيمان بالإله و عبارة الإيمان بالخلود. فالأخلاق هي العبارة الأشمل. و رغم اختلاف الأديان و الانتماءات الإيديولوجية والاجتماعية فإنّ الأخلاق بين الناس هي واحدة. فلا وجود لأخلاق إسلامية و أخلاق مسيحية و أخلاق يهودية و أخلاق علمانية و أخلاق بوذية. كما لا وجود لأخلاق عربية و لا لأخلاق أوروبية و لا لأخلاق آسيوية.

 

 

و لا وجود لأخلاق رفيعة و أخلاق دنيئة. فالأخلاق واحدة لا تتعدد. وهي الشيء الوحيد الذي بحق يجمع بين كل إنسان، وليست الحرية رخصة لنفعل ما نريد وقت ما نريد ، وإنما هى القوة فى أن نفعل ما يجب علينا أن نفعله وقتما نريده بدون أي حدود أخلاقية، فهذا سوف يدمر علاقتنا ويدمر معها جزءًا مهمًا من إنسانيتنا. ليس هذا كل شيء، بل إن كنا نفعل ما نريد أن نفعله وقتما نريد، لا نكون أحراراً؛ بل عبيداً لشهواتنا. كثيراً ما نريد أشياء تضرنا وتضر من حولنا.

 

أن نكون بالحقيقة أحرارًا يعني أن تكون لدينا القوة أن نرفض الانسياق وراء شهواتنا عندما تتعارض مع ما هو أخلاقي. إن لم تكن لدينا هذه القوة لا نكون أحرارًا.ونسعي الي إهدار كل القيم تحت ستار الحريات.. ويبقي الإنسان حائرا ما بين الأخلاق والحرية رغم انهما في الحقيقة قضية واحدة لا ينبغي ان نختلف عليها فالأخلاق ينبغي ان تسبق كل شيء بما في ذلك الحرية لأنه لا توجد حرية بلا مسئولية . حمى الله مصر وشعبها و جيشها وشرطتها.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81726625
تصميم وتطوير