الطرق غير الممهدة وتأخر تسكين المدن الجامعية وارتفاع الرسوم أبرز المشكلات
كتب / كريم الدسوقي
مع بداية عام دراسي جديد تزداد المشكلات والأزمات التي تواجه الطلاب في جامعة الأزهر والتي تعوق مسيرتهم التعليمية والعلمية وتعكر من صفو المناخ التعليمي وتجعلهم بمثابة ضحية كان أقصى هدفها هو ((التعليم وممارسة حياتهم مثل أي طالب جامعي آخر)) هذه الأزمات مازالت تتكرر كل عام دراسي جديد دون وجود حلول جذرية تقضي على هذه المشكلات وتساعد الطلاب على تأدية مسيرتهم التعليمية بشكل طبيعي ومن أهم هذه المشكلات :-
طريق الموت
وهذه هي أبرز الأزمات التي يمر بها الطالب يوميا وهو عبور طريق النصر للوصول إلى جامعة الأزهر من أحد بواباتها حيث يصف الطلاب هذا الطريق ب (طريق الموت ) نظرا لكثرة الحوادث التي تحدث بهذا الطريق والتي تتكرر بشكل دائم ومستمر على مدار العام الدراسي
- في نوفمبر عام ٢٠١٧ لقى الطالب (محمد زكي ) -طالب في الفرقة الأولى بكلية الإعلام – مصرعه أثناء عبوره طريق النصر للدخول إلى الجامعة وذلك لتلقي محاضراته مثل أي طالب عادي لكن حلمه لم يكتمل ولاقى ربه قبل أن يلاقي أصدقائه وأساتذته الجامعيين ،تكرر هذا المشهد عشرات المرات فلم تكن هذه الحادثة هي الأولى أو الأخيرة من نوعها حيث تبع هذا الحادث حادثا من نفس النوع حين صدمت سيارة معيدا بكلية الطب ونتج عن ذلك إصابته بكسر في الجمجمة وقاع العين وذلك يوم الثلاثاء الموافق ١٦ يناير ٢٠١٨ بعدها طالب طلاب جامعة الأزهر بوجود حل جذري يوقف نزيف الدماء الذي يرونه كل يوم على الطريق وفي ذلك الحين وقعت جامعة الأزهر أمام خيارات عديدة وصعبة من أهمها :- إنشاء كوبري مشاة لمرور الطلاب من فوق طريق النصر بأمان .
حيث كان من المخطط له إنشاء كوبري مشاه يبدء من البوابة الرئيسية وينتهي بالجانب الآخر لطريق النصر لكن هذا الحل لم يكن بالحل المناسب نظرا للنصب التذكاري للجند المجهول الذي يقع في واجهة جامعة الأزهر ومن الصعب إقامة كوبري مشاة لأنه سوف يكشف هذه المنطقة بأكملها ويكشف من بها من شخصيات سياسية مهمة لا ينبغي أن تكون مكشوفة للعامة .
والحل الثاني هو :- (إقامة مطب صناعي أمام جامعة الأزهر ) لكن لم يكن هذا الحل حلا مناسبا لاسيما أن هذا الطريق يمر به شخصيات سياسية ودبلوماسية مهمة فلا يصح وجود مايعوق طريقهم أثناء تأديتهم لمهامهم وإختصاصاتهم .
والحل الثالث هو :- (غلق البوابة الرئيسية التي تقع على طريق النصر ) وجعل هذه البوابة مخصصة للسيارات فقط بينما تم إستبدال هذه البوابة ببوابات أخرى لدخول الطلاب إلى الجامعة بطرق آمنة وسهلة ومن ضمن هذه البوابات بوابة كلية الطب وبوابة كلية التربية وقد وافق الدكتور محمد حسين المحرصاوي -رئيس جامعة الأزهر – على هذا الحل ورأى أنه الحل الأمثل والمناسب للحد من نزيف الدماء وتم تنفيذ هذا الحل إلى هذه اللحظة لكن ضمن تطوير (كوبري الفنجري ) أصبح للكوبري (نزلة ) على طريق النصر وأخرى ناحية بوابة طب في شارع المخيم الدائم حيث شكلت هاتين النزلتين خطرا على عابري الطريق من وإلى جامعة الأزهر وزادت من سرعة السيارات في محيط الجامعة ، لكن هل سيشهد هذا العام الدراسي الجديد عديدا من الحوادث مثل أي عام مضى؟ وهل سيكون هناك حلولا جذرية لهذه المشكلة أم أن غلق البوابة الرئيسية هو الحل الأول والأخير ؟ هذا ماسوف تتابعه جريدة البيان مع بداية العام الدراسي الجديد .
السكن الخارجي هو مصيدة صنعها السمسار للطالب الجامعي خاصة الأزهري.
- أكد الطالب (أسامة السحماوي ) -طالب في كلية الإعلام جامعة الأزهر- أن الطالب الجامعي هو بمثابة فريسة سهلة للسماسرة بل هو بمثابة فريسة مضمونة أيضا ، حيث صرح العديد من الطلاب لجريدة البيان عن مدى سخطهم وإستيائهم لما يمارسه السماسرة من جشع وطمع في مال الطالب المغترب الذي لطالما إجتهد في جمع مصاريفه الدراسية ولقى العناء هو وأسرته لتكوين مصاريفه الدراسية لكن في النهاية يكون للسمسار نصيب الأسد من مال الطلاب الجامعيين .
حيث إن الكثير من السماسرة يفرضون على الطلاب مبالغ هائلة نظير تأجير سكن لهم لا يصلح للإستخدام الآدمي أصلا !!!
حيث يتراوح سعر الإيجار الشهري للشقة التي تقع في محيط الجامعة بين ٤ آلاف جنيه و ٥ آلاف جنيه بالإضافة إلى مثل هذا المبلغ المقرر شهريا ما يعرف ب (العمولة أو السمسرة ) بالإضافة إلى مثل المبلغ المقرر شهريا ما يعرف ب(التأمين ) وذلك من المفترض أن يحصل عليه الطالب كاملا آخر العام إذا لم يتم إتلاف أي شئ في الشقه لكن في النهاية لايحصل الطالب على جنيه واحد من (التأمين ) وذلك بدون أي وجه حق
والمفاجأة الأكبر أن هناك كثير من الطلاب يأخذون السكن بسعر ضئيل ويعملون على إستغلال زملائهم عن طريق مضاعفة هذا السعر لجني أكبر مبلغ مالي لصالحهم بدون رحمة ولا شفقة بزملائهم ، وهنا يقع الطالب أمام خيارين صعبين الخيار الأول منهم :- أن يوافق على السكن في محيط الجامعة بالسعر الذي يفرضه عليه السمسار ، والخيار الثاني هو :- أن يتحدى جشع السماسرة ويقرر أن يسافر كل يوم من بلده إلى جامعته وهذا ليس بالأمر السهل في ظل غلاء أسعار الوقود وفي ظل كل دقيقة يحتاج أن يوفرها الطالب للمذاكرة
فلا يجد الطالب أمامه إلا أن يقع فريسة تحت أنياب السماسرة وأن يتحمل طمعهم وجشعهم ويرضى بالأمر الواقع حتى ينهي رحلته التعليمية ومسيرته العلميه .
تأخر قبول المدن الجامعية للطلاب المستجدين بجامعة الأزهر
- صرح الطالب (محمد الدمياطي ) لجريدة البيان أنه دائما مايتم فتح باب التسكين بالمدينة الجامعية بجامعة الأزهر- بالنسبة للطلاب المستجدين -قبل إمتحانات الفصل الدراسي الأول بفترة وجيزة قد لا تتجاوز الشهر بالرغم من أن أي جامعة أخرى يتم فتح التسكين فيها مع بداية العام الدراسي الجديد وغالبا
وغالبا مايكون في أول يوم في الدراسة حتى يستفيد الطالب الجامعي منها لأطول وقت ممكن وحتى يتم توفير مناخ تعليمي مناسب للطالب من بداية العام الدراسي وحتى نهايته ، أما بالنسبة لجامعة الأزهر فقد سلكت طريقا مختلفا عن باقي الجامعات في مسألة تسكين الطلاب المستجدين حيث إن الطلاب المستجدين يجدون صعوبة في التأقلم مع نظام المدينة الجامعية خاصة في فترة ماقبل الإمتحان المقرر بدء التسكين فيها .
الأمر الذي دفع بعض الطلاب إلى التنازل عن حقهم في المدينة الجامعية وذلك بسبب إقتراب موعد الإمتحانات وأنه ليس هناك وقت لنقل الأغراض والمتعلقات من السكن الخارجي إلى المدينة الجامعية والتكيف معها في هذا الوقت الراهن الذي يحتاج إلى الإستقرار والهدوء .
في نفس الوقت أكد الدكتور (أحمد شعلان ) -رئيس المدن الجامعية بجامعة الأزهر – أنه سيتم مراعاة ظروف الطلاب وفتح باب التسكين بالمدينة الجامعية في أسرع وقت ممكن بعد الإنتهاء من تنسيق القبول بالمدينة الجامعية ،مؤكدا أنه سيتم الإهمام الشديد بتسكين البنات في أسرع وقت ممكن خاصة بعد مقتل الطالبة (أسماء الرفاعي ) في سكن خارجي من قبل ، كما أكد أن سياسة التسكين دائما في خدمة الطلاب ذوي الحالات الإجتماعية والقادمين من المناطق النائية والحاصلين على أعلى المجاميع والتقديرات .
نقص الإمكانيات خاصة في الكليات العملية
بالمقارنة بالجامعات الأخرى فإن جامعة الأزهر تعاني من نقص شديد في الإمكانيات والمعدات التي تساعد الطالب على فهم وإستيعاب مايدرسه ومن ثم يتم تخريج جيل معتمد على الحفظ والتلقين فقط ولا يملك من الخبرة العملية التطبيقية إلا قليلا فينشأ جيل عاجز عن التعامل مع الآلات والمعدات
- أوضح ( هاني أبو السعود ) -طالب بالفرقة الرابعة من كلية التربية قسم تكنولوجيا التعليم – أن جامعة الأزهر تعاني من نقص شديد في المعينات والأجهزة الإلكترونية التي بدونها لا يستطيع الطالب التطبيق العملي لما يدرسه من الجوانب النظرية بالإضافة إلى أن المناهج الدراسية التي يتم دراستها في جامعة الأزهر قديمة وغير معاصرة ولا ملائمة للتطور التكنولوجي الحديث .
والأمر المفاجئ أنه بعد تلقي شكاوي الطلاب صرح أحد الطلاب لجريدة البيان قائلا :- ((كلية إعلام ولا يوجد بها مايك لآداء المحاضرات اليومية !!! )) حيث أضاف أن طلاب الفرقة الأولى بكلية الإعلام حضرو فصلا دراسيا كاملا بدون وجود ميكروفون يساعد في نشر الصوت داخل القاعه ونقل صوت الأستاذ الجامعي إلى الطلاب ، مشيرا إلى أن الطلاب إعتمدو على آذانهم ،والأساتذة الجامعية إعتمدو على رفع أصواتهم لفترة تتجاوز الشهرين ونصف دون وجود من يلبي إحتياجاتهم الضرورية ، بالرغم من أن عدد طلاب الفرقة الأولى من العام الدراسي الماضي كان يتجاوز ال ٤٠٠ طالب .
تأخر تنسيق القبول بالكليات بالنسبة للطلاب المستجدين
أشارت الطالبة (مروة محمد ) إاى ضرورة تبكير ظهور نتيجة التنسيق حيث أن مسألة تأخر ظهور نتيجة التنسيق ينشر الحيرة والقلق بين الطلاب المستجدين فنتيجة التنسيق تظهر في وقت متأخر جدا ومن الممكن أن تبدء الدراسة دون أن تظهر نتيجة التنسيق
الأمر الذي لا يعطي للطالب المستجد فرصة في التجهيز للدراسة الجامعية من أدوات لازمة لدراسته أو سكن في المحافظة التي تقع فيها كليته حيث يظل لفترة طويلة لا يعلم ماهي كليته وأين مكانها بالإضافة أن نتيجة التنسيق ليس لها وقت محدد لظهورها وإنما تعتمد على عنصر المفاجأة !!!!
فمن المفترض أن تظهر نتيجة التنسيق قبل بداية العام الدراسي ولكن في جامعة الأزهر الأمر يختلف بما لا يخدم مصلحة الطالب ويؤدي إلى نشر الحيرة بين الطلاب وزرع التوتر في نفوسهم ، خاصة أن العام الدراسي بدء وهم لا يعلمون مصيرهم ويعيشون فترة من القلق ليست بالوجيزة وهم ينتظرون نتيجة التنسيق .
لكن في النهاية يجب إلقاء الضوء جيدا على قول الشاعر :-
لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله .: لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
التعليقات