Site icon جريدة البيان

مستشارو الرئيس ورؤية التنمية

 بقلم / شريف حمادة

أصبح الرئيس السيسى فى أمس الحاجة إلى فريق عمل من المستشاريين يستطيع التعامل بسرعة ليتماشى مع فكر الرجل الذى يحمل طموحات كبيرة جدا توازى طموحات الشعب ، فالواقع يؤكد أن الرئيس لديه خطة واضحة المعالم فى الملف الخارجى, فقد نجح الرجل فى إعادة مصر لمكانتها الدولية بعد الحصار الذى عاشته بعد 30 يونيو ، وإستطاع الرجل مغازلة كل الأطراف بالعلاقة الوطيدة مع روسيا فتراجع الغرب وفى مقدمته أمريكا ليفتح أفاق التعاون مع مصر من جديد .

 

 

وأعتقد سر نجاح الرجل يرجع لخبرة التناور العسكرى الذى إكتسبه من العسكرية المصرية وأزعم أن دور المستشارين فى هذا الملف ضعيفا ، وهذا ليس تقليلا من شأنهم ، أما على المستوى الداخلى فكان المتوقع أن يكون لهم دورا واضحا نظرا لتعدد المهام القومية المطلوب سرعة التعامل معها لنقل الوطن من مرحلة التعثر الاقتصادى إلى مرحلة البناء والتنمية فاستشارية الرئيس ليست مهمة ترفيهية بأي معيار، ولا يمكن أن تكون للشو الاعلامى أو تكون النصيحة عبر تليفون أو زيارة, فرغم حبى الشديد للدكتور أحمد زويل إلا أنه ليس له دورا واضحا فى معاونة الرئيس فهو يأتى كل فترة ويذهب ليغيب عاماً، وفي النهاية فهو محسوب على مستشارية الرئيس، ونفس الوضع يتكرر مع المهندس هاني عازر كل فترة .

 

 

فيجب الإشارة هنا إلى أن توقعات الرئيس عبد الفتاح السيسي، عالية جدا، وهو أمر يتطلب جهدا كبيرا وقدرات عالية لتحقيق تلك التوقعات، هذا كله يضاف إليه أيضا أن الرئيس وراءه حشد شعبى كبير لم يحصل عليه أي رئيس من قبل، وكنت أتوقع أن تكون هناك خطط ورؤى لحل مشكلات البلاد في مختلف المجالات مثل مشكلة البطالة ومشكلة التنمية الصناعية والسياحة والتعليم والبحث العلمى وغيرها، وذلك من خلال تعبئة الشعب للمشاركة بموارده في حل تلك المشكلات، مثلما تم في مشروع قناة السويس .

 

 

من خلال الاستعانة بمجموعات استشارية دائمة من علماء ومفكري مصر، في التعليم والصحة والطاقة والتنمية الصناعية والسياحة والتنافسية وغيرها، بحيث تضع كل مجموعة خريطة نقلة مصر التنافسية في العالم في كل مجال، ودراسة من أين تأتى بموارد ومن يشارك في تنمية مصر، ففى رأيى إننا نمتلك موارد داخلية غنية لا بد من استغلالها أولا، لكن ذلك لن يحدث إلا من خلا المستشاريين الذين يقدمون الدراسات والحلول للمشكلات التى تواجه الوطن فحتى الأن لم يخرج علينا مجلس العلماء بمشروع واضح للنهوض بالتعليم الذى أعتبره قاطرة التنمية ، ولم يخرج علينا المجلس برؤية واضحة ومحددة الأزمنة لإعادة فتح المصانع المغلقة أو تنفيذ مناطق للصناعات المغذية التى تعتمد على الشباب الحرفى .

 

 

ولم نرى خططا واضحة فى إخراج الصحة من غرفة الانعاش الموجودة بها منذ عشر سنوات ، حتى السياحة لم نعرف ما هى خطة التعامل المحدد والمخطط لتنشيط السياحة وتنويعها وليس لمواجهة نتائج سلبية لحادث عارض مثل حادث الطائرة ، يا سيادة المستشاريين إما التعامل بشكل مؤسسى وعرض رؤية وإستراتيجية واضحة لأزمات الوطن أو الابتعاد عن الرجل فكافانا العمل بفكر رد الفعل والاعتماد على المسكنات وشغل الجيش عن مهامه العظمى فى التحديث والتطوير لمواجهة ما يحدث من حولنا فى ليبيا وإسرائيل وغزة وحتى السودان ..

 

Exit mobile version