الخميس الموافق 15 - مايو - 2025م

محن في ثوبها منح .. بقلم .. د / محمد فودة

محن في ثوبها منح .. بقلم .. د / محمد فودة

محن في ثوبها منح بقلم .. د / محمد فودة
لما دعا نوح ربه ” إني مغلوب فانتصر” ؛ لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله ، وأن سكان العالم سيفنون إلا هو ومن معه في السفينة ، ولما طرح إبراهيم ولده الوحيد واستلّ سكينه ليذبحه ؛
وإسماعيل يردد : افعل ما تؤمر ، وكلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة تجهيزاً لهذه اللحظة ، ولما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن ، ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع ، بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم وأحوجه إلى من يفسر تلك الرؤيا فكان يوسف ، ولما جاع موسى وصراخه كان يملأ القصر ، وكان لا يقبل المراضع .. والكل مشغول به ؛ آسية ولمراضع والحرس .. كل هذه التعقيدات كانت لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها رحمة ولطفاً من رب العالمين لها ولإبنها ، ولما كان موسى يسري ليلاً متجهاً إلى النار يلتمس شهاباً قبساً ، لم يدر بخُلده وهو يسمع أنفاسه المتعبة أنه متجهٌ ليسمع صوت رب العالمين .. حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم كان مستلقٍ في فراشه حزيناً على موت زوجته وعمه ، واشتدت عليه الهموم ،
فيأمر ربه جبريل أن يعرج به إليه .. يرفعه للسماء ، فيسليه بالأنبياء ويخفف عنه بالملائكة .. فـ ثقوا بربكم واعلموا انه مهما اشتدت الكروبات فإن الله رحمن رحيم وقادر على تحويل الكربات إلى منح وهبات ..

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81669672
تصميم وتطوير