محن في ثوبها منح بقلم .. د / محمد فودة
لما دعا نوح ربه ” إني مغلوب فانتصر” ؛ لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله ، وأن سكان العالم سيفنون إلا هو ومن معه في السفينة ، ولما طرح إبراهيم ولده الوحيد واستلّ سكينه ليذبحه ؛
وإسماعيل يردد : افعل ما تؤمر ، وكلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة تجهيزاً لهذه اللحظة ، ولما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن ، ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع ، بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم وأحوجه إلى من يفسر تلك الرؤيا فكان يوسف ، ولما جاع موسى وصراخه كان يملأ القصر ، وكان لا يقبل المراضع .. والكل مشغول به ؛ آسية ولمراضع والحرس .. كل هذه التعقيدات كانت لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها رحمة ولطفاً من رب العالمين لها ولإبنها ، ولما كان موسى يسري ليلاً متجهاً إلى النار يلتمس شهاباً قبساً ، لم يدر بخُلده وهو يسمع أنفاسه المتعبة أنه متجهٌ ليسمع صوت رب العالمين .. حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم كان مستلقٍ في فراشه حزيناً على موت زوجته وعمه ، واشتدت عليه الهموم ،
فيأمر ربه جبريل أن يعرج به إليه .. يرفعه للسماء ، فيسليه بالأنبياء ويخفف عنه بالملائكة .. فـ ثقوا بربكم واعلموا انه مهما اشتدت الكروبات فإن الله رحمن رحيم وقادر على تحويل الكربات إلى منح وهبات ..

العثور علي جثة متعفنة لشخص في العقد الخامس من عمره بالدقهلية
14 مايو 2025 - 3:26م
التعليقات