..تمر الأيام وتتوارى السنين وما زال الكل يلهث خلف المناصب الزائلة والسلطة الفانية ونحن نراقب الجميع خلف الكواليس لنرى إشارة البدء وما ينتج عنها من صراعات داخل الدوائر الإنتخابية , للأسف الشديد أننا نجد أعلى نسبة من المتقدمين للإنتخابات البرلمانية من الباحثين عن السلطة يسعون فقط للحصول على الحصانة وتحقيق المصالح الشخصية وعدم الإهتمام بالمصلحة العامة , كل ذلك في غياب تام للمواطن البسيط الذي لا يعلم شيئاً عن الحياة السياسية وما تخلفه له من مشاكل أو تحقيق مكاسب وأن ما يحدث الآن هو صراع المنتفعين والمرتزقة الذين يحولون الوهم والسراب إلى حقيقة واهية ليصبح المجلس القادم مجلس ( العوالم ) والصعاليك , وهذا بسبب ( القوائم ) التي سعى البعض لإستكمالها بأشخاص لا يعلمون معنى كلمة سياسة ومنهم أشخاص لا يعلموا سوى لغة العربجية والمِعَلمين فقط , فهل يصبح بذلك مجلساً للسياسين العقلاء الذين يسعون للنهوض بالدولة والإرتقاء بها على أسس علمية سليمة تحقق مطالب الشعب واحتياجاته ؟ سحقاً لترزية القوانين الذين أوصلونا لهذه الدرجة من الإنحطاط السياسي الذي جعل للصغار كلمة تعلو على عظمة الكبار , ولكننا نناشد أصحاب الرؤية السياسية الثابقة أصحاب التحالفات والائتلافات السياسية أن يتوخوا الحذر فى إختيار العناصر المشاركة في الإنتخابات القادمة , ليس الإنتخابات فقط وإنما أيضاً في اختيار الكوادر الحزبية التي يتم ضمها للعمل الحزبي أو السياسي , لقد عانينا كثيراً من أصحاب رؤوس الأموال الذين يعملون على احتكار العمل السياسي من قبيل ( المال لابد له من سلطة تحميه ) وبسبب هذا المبدأ نجد أنفسنا أمام سيطرة رجال الأعمال على الحياة السياسية ليتم الحصول على مكاسب خاصة على حساب متطلبات المواطن البسيط ويصبح رأس المال شريكاً في إتخاذ القرار والتحكم في مجريات الأمور , ولكن إلى متى الغفلة عن تدارك ذلك وعدم السعى إلى تصحيح هذه المنظومة الفاشلة التى تعمل على إبقاء كل شيئ راكداً في مكانه مثل الماء الذي أصابه العفن والجراثيم والميكروبات القاتلة من شدة الركود , لقد أصبحت الحياة السياسية مثل ( المراحيض ) العمومية التي تبحث دائماً عن النظافة ولكن بدون جدوى ..!!!