كتب /وليد صلاح
دائما ما يتألق الشاعر بين كلماتة ويكتب سطور وقصائد من الكلمات تعبر عنه حين يمسك بقلمه ويخط بيده تلك القصائد لكى تخرج لنور حتى يراها الناس وتسكن بداخلهم هكذا فعلت الشاعره الكبيرة فيفى ابراهيم عند صدور الديوان الاول لها تحت عنوان (ما وحشتينى ) قبل ان نتعمق داخل الديوان لابد ان نعرف من هى ويرجع جذوزها الى صعيد مصر من محافظة سوهاج من مواليد محافظة القليوبية حصلت على ليسانس اداب جامعه عين شمس بالقاهرة حاصله على دبلومة عامة فى التربيه جامعة القاهرة كما حصلت على الدبلومة الخاصة فى التربيه من نفس الجامعه ثم وسعت دائرة اهتمامها بالمشاكل النفسية والاجتماعية فى مرحلتى الطفوله والمراهقة حصلت على بعض الدورات التدربية فى مجال ذوى الاحتياجات الخاصة وعلاج الادمان
اعدت الكثير من الندوات التثقفية فى مجال علم النفس الموجه للتلاميذ و اولياء الامور وكل من يهمه الامر كما حصلت مؤخرا على درجه الماجستير
وعندما نتعمق فى الديوان الخاص بالشاعرة (ما وحشتينى )….. هى المجموعة الشعرية الاولى وهى مجموعة ذات طابع خاص لأنها تحمل عبقا جنوبيا بينا، وتفوح منها رائحة صعيد مصر الملأى بالخصوصية والتميز، وإذا كنا متفقين على أنك إذا بحثت وراء كل شجرة فى الجنوب فسوف تجد شاعرا، وإذا بحثت وراء كل حجر فستجد قاصا، فإن هذه المجموعة تؤكد لنا أن هذا لا يتوقف على المبدعين الرجال فقط، وإنما يمتد ليشمل المبدعات أيضا. على صفحات المجموعة سوف تجد فنونا متعددة من فن القول الشعرى فمن الرباعية إلى الزجل ومن قصيدة العامية إلى مربعات الواو فى نسق شعرى يخص مبدعته وحدها ولا يتشابه مع أنساق غيرها من الشعراء والشاعرات. لابد لك من أن تستحضر أجواء الجنوب ونبرته ولكنته لكى تسلم لك القصيدة قيادها على المستويات الموسيقية والتصويرية واللغوية، ولابد لك من أن تستحضر أنك أمام شاعرة مسرفة فى تلقائيتها وحماسها تمزج الذاتى بالتراثى بالوطنى وتتبسط فى لغتها إلى درجة تكسر كل الحواجز بينها وبين قارئها وتزيل الحجب بينها وبين المستمع إلى قصائدها. وأنت إذا أتيح لك أن تستمع إلى الشاعرة وهى تلقى قصائدها، فإنك سوف تظل أسير هذه الطريقة فى الأداء بحيث تضبط نفسك وأنت تقلدها أثناء قراءتك لقصيدتها، وهذا سوف يكون مدخلك إلى ضبط إيقاع القصيدة والإحاطة بالطريقة الخاصة فى تشكيل الصورة الشعرية بل ومدخلك لفهم كثير من المعانى التى تعينك طريقتها الأدائية على فهمها والإحاطة بأسرارها. هل تحتاج الشاعرة إلى التخلى عن إسرافها الشديد فى التلقائية بحيث تبرأ قصيدتها من أى ظل من ظلال المباشرة أو الخطابية أو الدعائية؟!!!
وإلى أى مدى سوف تظل نبرتها الوطنية بهذا الارتفاع الذى ينطق بآرائها فى وضوح وجلاء وسطوع، ومتى ستقرر طائعة أن تنتقل من التصريح إلى التلميح بحيث تقبض على جوهر الشعر الذى يبوح حين يخفى ويخفى حين يبوح؟! أسئلة ستظل تطرح ذاتها عليك وأنت تقرأ القصائد التى تستدعى كل ما فى المجتمع المصرى من خصائص، بما فى ذلك طريقته فى الفرح والحزن والمكايدة وحتى ما يسمى بفن القافية الذى يذكرنا بالهجاء العربى التراثى ولكن بصيغة شعبية مصرية خالصة. ويبقى أن نتوقف أمام العنوان الذى يقول ببساطة إن أحباءنا الذين يسكنون أرواحنا لا يمكن لنا أن نفتقدهم لأننا مسكونون بمحبتهم، سواء أكان هؤلاء الأحبة أما أم وطنا أم بيتا أم معنى أم قيمة. إنها مجموعة شعرية تطالبك بأن تقرأها بمنطقها الخاص وبذائقة صاحبتها التى تصر على أن تعلن فى كل حرف وخط تشكيلى ونغمة موسيقية أنها جنوبية معتدة بجنوبيتها الساحرة.
ماوحشتينى
افتحى يا امه
ولاد الحارة دقوا الباب
هيهنوكِ بليلة العيد
إوعاكِ يا امه تردى احباب
يمكن همَّ مش شايفينِّى
بس أكيد انك شايفانى
يمكن همَّ مش سامعنى
بس أكيد انك سامعانى
ليكِ سلامى
وكل كلام الحب لأمى
مش راح اقول لك
إنى باحبك ولا وحشانى
بس شوفينى ف ضحك عيونهم
إنتِ أكيد غيرهم حاسانى
روحى يا امه صلاة العيد
لبِّسى اخويا لِبس جديد
لوِّنى توبِك وانا راح ازورك
إوعاكِ يا امه تقطعى عادة
اعملى كل الخير بزيادة
وادعى اخواتى وولْد اخواتى
وكمان عمى وكل اخوالى
واعملى كل اللى يحبوه
وافرحى يا امه…. وفَرحى يا امه
واعرفى إنى أكيد وسطيكم
مبسوط بيكم
وان فرِّت من قلبك دمعة
راح افارق ولا طيفى يجيكم
التعليقات