من جبل لبنان، حيث تدفّق آلاف اللبنانيين إلى صناديق الاقتراع، انطلقت اليوم أولى مراحل الانتخابات البلدية التي طال انتظارها، وسط أجواء من الأمل والتحدي. أكثر من تسعة آلاف مرشّح، من بينهم أكثر من ألف امرأة، يخوضون هذا الاستحقاق في مشهد يعكس حيوية شعبٍ لم ينكسر رغم الحروب والأزمات والوصايات.
ما يجري اليوم ليس مجرد انتخابات محلية… بل هو لحظة رمزية تقول فيها بيروت وسائر المدن اللبنانية: نحن أحياء، نحن نستعيد قرارنا، ونحن نكتب مستقبلنا بأيدينا، لا بأوامر تأتي من طهران.
الحرب الأخيرة التي فُرضت على لبنان بسبب مغامرات حزب الله المدعوم من نظام الملالي، لم تُحرق فقط الجنوب، بل عمّقت جراح بلد بأكمله، اقتصاديًا وسياسيًا وإنسانيًا. والآن، فإن أولى خطوات التعافي تبدأ من صناديق الاقتراع… ومن كنس النفوذ الإيراني الذي تمثّله سفارة طهران وذراعها العسكرية المسماة “حزب الله”.
لقد أثبتت التجربة المريرة أن لا استقرار في لبنان طالما هناك سلاح غير شرعي، وطالما هناك جهة تأخذ أوامرها من خامنئي وتنفّذ أجندة النظام الإيراني، لا مصالح الشعب اللبناني.
المطلوب اليوم بوضوح:
إغلاق سفارة النظام الإيراني التي تحوّلت إلى غرفة عمليات لتدمير لبنان، وتجفيف منابع حزب الله، وقطع كل يدٍ تمتد من طهران لتعبث بأمن وسيادة هذا البلد.
المقاومة الإيرانية، التي تخوض منذ عقود معركة الحرية ضد نظام ولاية الفقيه، تُحيي صمود الشعب اللبناني وتعبّر عن تضامنها الكامل مع تطلعاته لدولة مدنية حرة، خالية من الهيمنة والسلاح الطائفي.
إنّ استعادة لبنان لا تكون إلا بعودة القرار إلى الدولة، والمؤسسات، والشعب. وما الانتخابات اليوم إلا بداية الطريق… طريق التحرر من الاحتلال الناعم، من النفوذ الخبيث، من السلاح الذي لم يجلب إلا الموت.
كل التحية للشعب اللبناني، الذي يكتب بمداد الأمل والدم إرادة الحياة.
التعليقات