في تصريحات نارية أثارت جدلاً واسعاً، أطلق رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، هجوماً لاذعاً على منظمة مجاهدي خلق، متهماً إياها بـ”نشر الأكاذيب” لعرقلة برنامج إيران النووي. هذا الهجوم، الذي جاء خلال حديثه يوم الأربعاء 28 مايو/أيار عن الملف النووي، يكشف عن عمق القلق الذي ينتاب النظام الإيراني إزاء الدور المحوري للمقاومة الإيرانية في فضح أسرار برنامجه النووي العسكري، بما في ذلك الكشف عن مواقع سرية مثل “إيوانكي”، مما أحبط طموحات طهران لامتلاك سلاح نووي.
هجوم إسلامي: غضب أم إحباط؟
لم يتمالك إسلامي نفسه وهو يوجه اتهاماته لمجاهدي خلق، زاعماً أنها “تحاول خلق مشاكل منذ انتصار الثورة الإسلامية وحتى اليوم عبر نشر الأكاذيب والاتهامات” (وكالة إرنا، 28 مايو/أيار). لكن هذه التصريحات، التي بدت محاولة يائسة للتغطية على فشل النظام في المفاوضات النووية، كشفت عن مدى تأثير المقاومة الإيرانية. فقد نجحت المنظمة، على مدى عقود، في توثيق وفضح الأنشطة النووية السرية للنظام، مما أجبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي على اتخاذ مواقف صلبة تجاه طهران.
دور المقاومة: كابوس النظام
لا يخفى على المراقبين أن غضب إسلامي يعكس خوف النظام من كشوفات المقاومة الإيرانية، التي حالت دون تحقيق طهران لطموحاتها النووية. لولا الجهود المستمرة والتضحيات الكبيرة لمنظمة مجاهدي خلق، لربما نجح النظام في امتلاك القنبلة النووية، مما كان سيجعل المنطقة رهينة لأطماعه التوسعية. فالنظام، الذي يدعم الميليشيات الإرهابية ويمارس التدخلات في دول المنطقة دون امتلاك السلاح النووي، كان سيشكل تهديداً كارثياً للأمن الإقليمي والعالمي لو نجح في تطوير أسلحة الدمار الشامل.
خطوط حمراء متصادمة
في محاولة لإظهار القوة، أكد إسلامي أن التخصيب النووي هو “خط أحمر” لإيران، قائلاً: «التخصيب هو أساس الصناعة النووية، وأخذه يعني أخذ الصناعة بأكملها. لقد أبلغنا الأطراف المفاوضة بذلك بشفافية» (وكالة إرنا). وأضاف أن إيران ملتزمة بعدم تطوير أسلحة نووية، لكن هذه التعهدات تتناقض مع تصريحات سابقة للمفاوض الأمريكي ستيف ويتيكوف، الذي اعتبر وقف التخصيب “خطاً أحمر” للولايات المتحدة. هذا التصادم في المواقف يجعل التخصيب عقدة مركزية تعرقل المفاوضات، ويفتح الباب أمام سيناريوهات تصعيدية محتملة.
تحليل: لماذا يهاجم النظام المقاومة؟
يُظهر هجوم إسلامي على مجاهدي خلق محاولة لصرف الانتباه عن فشل النظام في بناء الثقة مع المجتمع الدولي. الكشوفات الدقيقة للمقاومة، التي شملت مواقع نووية سرية مثل إيوانكي، أحرجت النظام وكشفت أهدافه العسكرية، مما أجبر الوكالة الدولية على تشديد رقابتها. هذا الدور جعل المقاومة كابوساً للنظام، الذي يرى فيها تهديداً وجودياً لمشروعه النووي.
خاتمة
تصريحات إسلامي ليست مجرد هجوم على المقاومة، بل تعبير عن إحباط النظام الإيراني من كشف أسراره النووية. فيما يتمسك طهران بـ”خطوطه الحمراء”، تظل المقاومة الإيرانية، بقيادة مجاهدي خلق، شوكة في خاصرة النظام، تكشف حقيقة طموحاته وتحمي المنطقة من خطر نووي وشيك. ومع استمرار الجمود في المفاوضات، يبقى السؤال: هل ستدفع هذه التوترات نحو تصعيد أم ستجبر النظام على إعادة تقييم مواقفه؟ يراقب العالم العربي هذه التطورات بحذر، مدركاً أن المقاومة الإيرانية لا تزال صوت الحقيقة في وجه نظام يتهاوى.
التعليقات