Site icon جريدة البيان

عزلة الحاكم وطغيان الحاشية….. بقلم محمد شبل

محمد شبل يكتب …عزلة الحاكم وطغيان الحاشية

حينما نتكلم عن عزلة الحاكم نجد كثيرا من التساؤلات الهامة وهى : كيف ولماذا أصبح هذا الحاكم فى عُزلة ؟ وهل يُعزل إجبارياً أم يقوم بعزل نفسه إختيارياً لإفساح المجال لحاشية السوء ؟ من هنا يأتى جبروت الحاشية لأنهم بعزلته يصبح نفوذهم وسطوتهم بلا حدود وكلٌ منهم يصول ويجول داخل ( إقطاعيته ) ويصدر التعليمات التى يتم تنفيذها بعنف وهمجية دون مراعاة للقيم الأخلاقية وآدمية الفرد وتصبح المحصلة ضياع القيم وإهدار الكرامة وكذلك ضياع المال العام وانتشار الفوضى فى مجتمع بدون حاكم .! فهل من الطبيعى عدم معرفته ما يدور داخل دولته وعدم الشعور بالمواطن والإهتمام بنفسه وكرسيه فقط ؟ أم يعتمد على مسئولى ( الإقطاعيات ) وما يقومون به من تزييف للحقائق وتضليله .؟ إننا نعلم جيداً أن الحقيقة غير ذلك .! ولكننا إذا بحثنا سوف نجد أن المسئولية بأكملها تقع على عاتق الحاكم بسبب تركه زمام الأمور والقيادة لهؤلاء لكى يعبثوا بنا كيف ما شاءوا ويرفعون التقارير الزائفة له على إعتبار أن الأمور فى إستقرار دائم ولا يُوجد ما يُعكر صفو البلاد والويل لمن يتفوه بغير ذلك , والحقيقة هى : إنتشار الفساد وأعمال البلطجة حتى أصبح ” صفوة المجتمع بلطجية المجتمع وصعاليك المجتمع صفوة المجتمع ” , كل ذلك بسبب غياب الحاكم وعزلته عن رعيته , وليس من العقول أن يرتقى مجتمع أصبح فيه من الغش والتضليل ما يكفى لهدمه وتدميره لأن قائده فى حالة ( تفاخر ) كبيرة ولا يشعر بشيئ , الحل لهذا الحاكم أن يستيقظ من غفلته ويشاهد حال رعيته وأن يضرب على أيدى الطغاة وأن يتحرى الصدق فيما يصله من أخبار عن المواطنين وأن يقترب منهم حتى لايتم وصمه بالتقصير فى حقهم ويصبح مكروهاً , ويحرص على أن يحظى بالحب بينهم وألا يتحمل أخطاء الآخرين لأنه بريئ مما يفعلون , ولقد قمت بكتابة هذه السطور حتى يتسنى لنا التعريف بحال الحكام المعزولين والحكام الذين لا يُبالون بمن حولهم ولا يعنيهم سوى منصب القيادة فحسب , وهذه تجارب حدثت وما زالت تحدث على مر العصور مع إختلاف الزمان والمكان ولكنها الحياة التى نريدها ذات عزة وكرامة …

Exit mobile version