في كلمتها خلال مؤتمر «إيران الحرّة 2025» الذي انعقد في باريس بحضور شخصيات سياسية وبرلمانية دولية، سلّطت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الضوء بشكل خاص على التطورات المفصلية في سوريا، واعتبرتها نقطة تحوّل استراتيجية تهدد بقاء نظام الملالي
سقوط الأسد: هزيمة استراتيجية لنظام ولاية الفقيه
قالت السيدة رجوي إن سقوط دكتاتورية بشار الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد، يُشكّل ضربة استراتيجية كبرى لنظام خامنئي، الذي اعتبر النظام السوري عمقه الاستراتيجي في المنطقة. وأكدت أن هذه الهزيمة ليست فقط عسكرية أو سياسية، بل تمثل انهياراً لمشروع النظام الإيراني التوسعي الطائفي الذي أنفق عليه عشرات المليارات من ثروات الشعب الإيراني.
وأضافت أن النظام الإيراني استخدم سوريا كجسر لتوسيع نفوذه في لبنان عبر حزب الله، وفي العراق واليمن، وكان يعتبر دمشق محور “الهلال الشيعي” الذي لطالما حلم خامنئي بإحكام قبضته عليه. ولكن سقوط الأسد يمزّق هذا الحلم ويترك النظام في عزلة خانقة، ويؤكد أن مشروع تصدير الثورة قد وصل إلى طريق مسدود.
الشارع الإيراني يرفض إنفاق المليارات على الأسد
رجوي أشارت إلى أن الشعب الإيراني يعارض بشدة تدخلات النظام في سوريا والدول العربية الأخرى. فقد أنفق نظام الملالي ما لا يقل عن 50 مليار دولار على دعم الأسد، بينما يعيش ملايين الإيرانيين تحت خط الفقر ويواجهون تضخماً اقتصادياً خانقاً ونقصاً في أبسط الخدمات. ورأت رجوي أن هذه السياسات لم تجلب لإيران سوى العداء من الشعوب العربية، والغضب الشعبي داخل البلاد.
وأضافت أن سقوط الأسد سيكون له تداعيات مباشرة على الداخل الإيراني، وسيفتح الباب أمام تصاعد الانتفاضات الشعبية، خاصة أن الشباب الإيراني يرى في سقوط الحلفاء الإقليميين للنظام مؤشراً على قرب سقوطه هو أيضاً.
دعوة للمجتمع الدولي: حان وقت الاعتراف بالمقاومة الإيرانية
في ختام كلمتها، دعت رجوي المجتمع الدولي إلى عدم إضاعة هذه الفرصة التاريخية. وقالت إن الطريق إلى الاستقرار في الشرق الأوسط لا يمر عبر تقديم التنازلات للنظام الإيراني، بل عبر الاعتراف بشرعية نضال الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية التي قدّمت آلاف الشهداء من أجل الحرية. وأضافت أن البديل الديمقراطي ممثلاً في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية جاهز لتقديم رؤية مستقبلية لدولة حرة، تعددية وغير نووية في إيران.
التعليقات