Site icon جريدة البيان

“سقوط ليفربول”…الموضوع اخطر من كورة قدم..

د/ رضا عبد السلام

د/ رضا عبد السلام

د .  رضا عبدالسلام يكتب

 

 

أقر بداية إني مش خبير كورة، ولكني متابع جيد لعشرات السنين، واعتبر ياسيدي ما أقوله هنا وجهة نظر من متابع، تحمل الصواب والخطأ، لكن أهو رأي.

 

 

ليفربول هو حاليا فريقي المفضل، بسبب وجود ابن بلدي محمد صلاح، حقق هذا الفريق بذات المدرب والتشكيل بطولات عدة، وعلى رأسها الدوري الانجليزي ولقب بطل أبطال أوروبا

عرفنا طعم وجمال كرة القدم على يد هذا الفريق.

 

ولكن ماذا حدث!! الفريق ينهار، ويمنى بهزائم متتالية، منها 4 هزائم على أرضه، لم تحدث منذ عشرات السنين…

أيه اللي حصل؟! ما السر؟!

 

قطعا لا أنكر دور الإصابات، حيث أصيب عدد كبير من أهم اللاعبين وعلى رأسهم فان دايك، وهو ما أدى الى خلل كبير في الدفاع وفي أهدافه الخاطفة برأسه…

ولكن هل هذا تفسير كافي لهذا السقوط المروع لهذا الفريق الكبير جدا جدا؟!

 

قطعا هذا ليس تفسيرا أو مبررا كافيا لهذا الانهيار…

ولهذا في اعتقادي المتواضع، أن الأسباب الرئيسية هي

 كالتالي:

 

أولا :-

ضعف مستوى تفاعل وتحرك المدرب (الرأس) يورجن كلوب مع الأزمات، وخاصة أزمات إصابات بعض اللاعبين، واختيار وشراء بدلاء، وخاصة في المواقع الحساسة بالفريق، وتحديدا الدفاع والوسط، ولهذا ظهر الفريق في قمة الهشاشة، فدخل مرماه أكثر من 30 هدف، وصار ملطشة، ولا سيطرة له على منطقة الوسط، مع عدم وجود صانع لعب.

 

 

ثانيا :- 

الأحقاد ولأنانية وتقديم مصلحة الفرد على الكيان، وهذا السبب هو السر وراء كتابتي لهذا المقال. بعد نتائج العام الماضي المذهلة، انشغل كل لاعب في الفريق بمجده الشخصي على حساب البيت الكبير الذي يضمهم وهو الفريق…

فبدلا من توزيع الأدوار والمهام، انشغل مانيه وأرنولد وتشيمبرلين وغيرهم…

بتحقيق وتسجيل أهداف، حتى تحول لفريق الهدافين، وليس فريق الهداف.

 

غابت الألفة والمودة بين اللاعبين، بعد ان انشغل الجزء (كل لاعب) بأمجاده فضاع الكل وهو “ليفربول”.

 

 ولهذا في بعض المباريات نادرا ما كنا نرى توزيع كرة لهداف الفريق وهو  محمد صلاح،  بعد أن استشرى الحقد بين اللاعبين، وقد ظهر هذا بشكل واضح في مباريات عديدة!!

 

إذا نظرنا لبرشلونه ميسي ، او ريال مدريد مع رونالدوا، هناك لاعب محوري (المُخلِص)، يخدم عليه الاخرين، وهذا اللاعب هو سر تقدم كلا الفريقين الكبيرين، ولكن لاعبي ليفربول استكثروا على صلاح تميزه، وتحديدا ساديو مانيه الذي لم يستطع إخفاء كرهه لصلاح

وكان الحصاد هو خسارة الجميع “لاعبين وفريق كبير”!!!

 

دروس كثيرة نخرج بها من هذا التحليل، لان الموضوع أكبر من كرة قدم، فليفربول نادي يستهدف الربح (مشروع)، حقق النجاح عندما توافرت أسباب النجاح، من ترابط بين اللاعبين وتقديم للكيان على المصالح الانانية، وتوزيع للأدوار بشكل دقيق، وكل هذا مسئولية الرأس والمدير، وهنا تبدو أهمية الإدارة management.

 

فما يقال بشأن حال ليفربول يقال بشأن أي مشروع استثماري، إدارة وتخصص وتقسيم للعمل, بداية من المادة الخام وانتهاء بالفينش للمنتج (من ييسجل الهدف).

 

وهذا ما قال به أبو علم الاقتصاد آدم سميث، عندما ضرب المثال بمصنع الدبابيس.. التخصص وتقسيم العمل، وكل هذا لن يتحقق إلا بإدارة واعية رشيدة.. وبالتالي هنا تكمن أسباب النجاح والفشل.

 

طبعا ده مجرد رأي وتسعدني آراء حضراتكم والتي انتظرها لاستفيد منها… دمتم بخير.

 

Exit mobile version