Site icon جريدة البيان

سباب وشتائم بين أولياء الأمور والمعلمين بسبب تصريحات وزير التعليم

كتب : أسامة درويش ..

سادت حالة من السخط والغضب الشديد وتداول شتائم وسباب وصلت حد الألفاظ النابية بين العديد من أولياء أمور طلاب المدارس والمعلمين المصريين على صفحات التواصل الاجتماعى عقب تصريحات الدكتور طارق شوقي,وزير التربية والتعليم, بأحد الصحف القومية والتى اتهم فيها العاملين بوزارة التربية والتعليم بأن نصفهم حرامية والنصف الآخر حرامية وغير أكفاء فى ظاهرة لم تحدث من قبل على مر تاريخ تصريحات وزراء التعليم فى مصر, الأمر الذى أثار سخط المعلمين وجعلهم يتقدمون ببلاغ رسمي للنائب العام أول أمس بالإضافة إلى رفعهم دعوى قضائية ضد شوقى السبت المقبل .

على الصعيد ذاته شهدت مواقع التواصل الاجتماعى تأييدا مباشرا من قبل بعض أولياء الأمور لتصريحات شوقى مؤيدين إهانته للمعلمين نكاية فيهم متهمين إياهم بالتقصير داخل المدارس وانعدام ضمائرهم بسبب الدروس الخصوصية التى ينفقون فيها أموالا طائلة لهؤلاء المعلمين مقابل تعليم أبنائهم , فيما رفض المعلمون تلك الإهانات منددين برد فعل أولياء الأمور متهمين إياهم بالتغافل عن السبب الحقيقى لانتشار الدروس الخصوصية واستنزاف أموالهم وهى ضعف رواتب المعلمين ما جعلهم يلجأون للدروس الخصوصية فى محاولة منهم للعيش بكرامة وسط موظفى الدولة الآخرين الذين يتقاضون رواتب تكفيهم شر الحاجة من أمثال القضاه ووكلاء النيابة وموظفى البنوك والكهرباء والبترول وغيرها من الوظائف التى تحترم آدمية العاملين بها ولا تضطرهم للعمل بوظائف أخرى تهين من كرامتهم بعكس ما يحدث بوزارة التربية والتعليم من عمل بعض المعلمين والإداريين سائقى تاكسى أو بالمطاعم أو عامل بناء أو غيرها من المهن الأخرى أملا فى الحصول على رزق أبنائهم الذى لم توفره لهم وزارة التربية والتعليم ليجدوا أولياء الأمور يلقون عليهم بوابل من السباب والشتائم تاركين السبب الرئيسي الذى أوصلهم لهذا الحد من الرواتب الهزيلة التى لا تكفيهم وتكفى أبنائهم قوت يومهم .

وفى السياق ذاته نادت بعض الأصوات العاقلة بين الطرفين بتهدئة الأمور والتكاتف من أجل الوصول لاتفاق يرضى كافة الأطراف المعنية بالعملية التعليمية لأن هؤلاء الطلاب فى نهاية الأمر هم مستقبل مصر المنوط بهم بنائها ونهضتها ونادت تلك الأصوات العاقلة لاحترام الرأى والراى الآخر والبحث عن أصول المشكلة وحلها من جذورها بدلا من تداول السباب والشتائم التى لا تليق بالطرفين وتساهم فى التفرقة اكثر من لم شمل الجميع حول حلول مرضية لكافة أبناء الوطن الواحد مقدرين دور المعلمين المصريين الشرفاء ودور اولياء الامور فى بناء أجيال قادمه لهذا البلد .

فى سياق متصل تقف وزارة التربية والتعليم مكتوفة الأيدى أمام هذا الصراع القائم بين أولياء الأمور ومعلمى الوزارة دون اتخاذ اجراءات رادعة بتوفير رواتب كافية لمعلميها تكفيهم حاجتهم مع تجريم ظاهرة الدروس الخصوصية من اجل الحفاظ على كرامة المعلمين وتخفيف العبء عن أولياء الأمور قليلى الحيلة الذين يريدون تعليم أبنائهم تعليما جيدا الأمر الذى لا يجدونه  بالمدارس نظرا لزيادة الكثافات التى بلغت فى بعض الفصول إلى 150 طالبا بالإضافة إلى قلة الإمكانيات وانعدام النشاط المدرسي الأمر الذى جعل مراكز الدروس الخصوصية المملجأ والملاذ الآمن بديلا عن المدرسة فى كافة أمورها وأفقد التعليم من دستورية المجانية التى يدعيها البعض لتنفق الأسر المصرية نصف دخلها على الدروس الخصوصوية من أجل تعليم أبنائهم .

 

 

Exit mobile version