أصبحت النهضة هى المطلب الذى كثر ذكره على ألسنة العامة والخاصة من أبناء المجتمع ولكن كيف تتحقق هذه النهضة، فبالتاكيد لن تأتى بالمصادفة ولن تحدث بين عشية وضحاها، ولا يضمن وجودها على أرض الواقع مجرد كتابة الدساتير وسن القوانين، ولم تؤثر كثيرا الجهود الفردية المتناثرة هنا وهناك ، فالنهضة تحتاج بشكل جوهرى إلى وضع إستراتيجية قومية متعددة الأبعاد تأخذ فى اعتبارها النظرة الشاملة للأمور والعقلانية فى مواجهة المشكلات والتحديات و سرعه انجاز المشروعات المعطله، كما تتطلب هذه المرحلة محافظين أكفاء وكوادر جديدة تدرك خطورة المرحلة، وتملك من الكفاءة القدر الكافى للعمل على تحقيق أهداف الوطن الملحة وتتلاءم مع أهداف الفترة الحالية من التنمية.
وقد اتيحت لى الفرصة انا وزميلى لإجراء حوار مفتوح مع محافظ سوهاج الدكتور/ أيمن عبد المنعم للوقوف على حقيقة وطبيعة الأنشطة والخدمات والانجازات المقدمة للمواطن السوهاجى والبسيط على أرض الواقع والتى كان من هدفها رفع المعاناة عن كواهل المواطنين، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم فى كافة القطاعات والعمل على حل مشاكلاتهم والتواصل معهم مباشرة.
ولقد استوقفنى فى حديث سيادته ليس الكلام أو الشعارات التقليدية عن طبيعة التحديات التى تواجه المسؤلين أوحول كيفية مواجهتها أو الرؤية الحالية و المستقبلية فى سبيل حل المشكلات المزمنة للملفات الشائكة التى تعانى منها أغلب المحافظات المصرية وخاصة فى قرى وصعيد مصر كالصحة والتعليم والمحليات والتعديات على الأراضى الزراعية والطرق والنظافة والمشروعات المعطلة منذ زمن وأزمات البوتجاز والوقود والإسكان وغيرها.
ولكن ما استوقفنى فى حديث الدكتور/ أيمن عبد المنعم هو رؤيته الغير نمطية والمبتكرة لكيفية إدراة الأزمات والتصدى للمشكلات والعمل على مواجهتها و حلها عن طريق اشراك بيوت الخبرة الآكاديمية فى العمل التنفيذى على أرض الواقع للاستفادة من التجارب العلمية فى الحياة العملية ونقل خبرات وثقافات الآخرين، والتفكيرالمستنير خارج الصندوق لوضع حلول عصرية ومبتكرة تضمن صياغة منظومة جديدة للعمل المشترك وتساهم فى إحداث نهضة نوعية للأقليم، وذلك فى إطار رؤية علمية وعملية جديدة تعمل على خلق ثقافة مجتمعية معاصرة وتبعث على تحرير العقل وإنتاج المعرفة وإرساء قيم التعاون والعمل الجماعى المشترك واحترام الذات والإيمان بحرية الآخر وإعلاء المصلحة العامة وتقدير قيمة الوقت وتحمل المسئولية والحفاظ على الهوية لخلق مواطنين يؤمنون بالأهداف العامة ولديهم مقومات تحقيق هذه الأهداف.
ووفقا لتلك المنظومة ذات المنهج والأسلوب الحديث فى الإدارة كانت هناك جهودا حثيثة لعمل خريطة للتنمية الذاتية فى المحافظة بدأت بجذب رجال الأعمال والمستثمرين من خارج الإقليم وتشجيعهم على الاستثمار فى مشروعات تنموية داخل سوهاج مع تخصيص أراضى ومناطق لهم معدة لذلك وتقديم كافة الامكانات والتسهيلات اللازمة لذلك تحت شعار “عودة الطيور المهاجرة” ووضع خطط مستقبلية مرنة متعددة البدائل وقابلة للتشكيل والتكيف وفقا للزمان و المكان.
هذا إلى جانب استمرار مشاريع التنمية التي يترقبها أبناء سوهاج والتى بدأت بالإنتاج في 239 مصنعا بالمناطق الصناعية فيما وصل عدد الورش الحرفيه الى 2440 ورشة يعمل بها عدد حوالى 3306 عامل . بالإضافة إلى زيادة الزمام المنزرع على مستوى المحافظة إلى 338114 فدان . كما بلغ إجمالى عدد المدارس بمختلف المراحل التعليمية 2600 مدرسة هذا بالاضافة إلى تشجيع مدارس التعليم الخاص، كما بلغ إجمالى عدد المعاهد الأزهرية 636 معهد وعدد الكليات بجامعة سوهاج 14 كلية فى إطارالارتقاء بالعملية التعليمية والتى تأتى فى مقدمة الأولويات التى تحظى بالاهتمام، هذا بالإضافة إلى عدد المستشفيات الذى وصل إلى 57 مستشفى ما بين عام وخاص وعدد 316 وحدة صحية وعدد 175 مركزشباب، و276 محطة مياه نقية للشرب.
وخرجت من مبنى المحافظة ومعى زميلى سوهاجى المنشأ والأصل وهو مافتىء يسرد ويحكى لى عن انجازات هذا المحافظ الاستثنائى الخلوق فى الإقليم لنستقل تاكسيا إلى محطة القطار لأجد أيضا سائق التاكسى يتحدث عن المشروعات والانجازات الملموسة وتأصيل ثقافة الإشراك والاحتواء بالنسبة للمواطنين السوهاجين والتى شهدتها المحافظة فى الفترة الأخيرة وفى زمن قياسى وسط ترقب وقلق وخوف الأهالى من أن يتم ترقية هذا المحافظ النشيط والجرىء وحرمان المحافظة من عطاؤه المخلص المتفانى.
وبدأت أفكر فى الأمر.. فالقصة لا تتعلق بحجم التحديات التى تواجه المسئولين أو حجم الانجازات الكفيلة بأن تدخل أصاحبها التاريخ من أوسع أبوابه فقط ولكن اعتقد أن الأمر يتعلق بضرورة وأهمية وجود نموذج بطل وكاريزما ورمز يجب أن يلتف حوله الجميع هذا النموذج البطل يجب أن تكون له من الصفات ما يتعلق بنبل الأهداف وشهامة المواقف ورجاحة العقل ورزانة الأسلوب والإدراك الواعى للدور التشجيعى و المعنوى لأبناء سوهاج فى استنهاض الهمم وتشجيع الجهود الجماعية والفردية واستلهام الرؤى واستباق الفرص ونضال أصحاب المبادئ العليا إيماننا منهم بنبل قضاياهم هذا ما جعل المواطن السوهاجى يلتف حول محافظه هذه الشخصية ذات الكاريزما المنضبطة التى ذابت عندها الخلافات امام أبواب قيادتها التى حظيت بتوافق شعبى كبير منذ اليوم الأول لتوليه المنصب و منحت بارقة أمل لأبناء سوهاج لإحداث نهضة نوعية وفرصة للحياة فى مدينة أفضل يستحقها أبناء هذا الأقليم الطيب.
فلكل عصر مفرداته وأدواته وأن من معطيات هذا العصر وأدواته أن هذا الزمن لم يعد يفرز أبطالا، إن لم تكن البطولة من الأساس هى مسألة وجهات نظر، إلا أن الدكتور/ أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج الجرىء الشجاع استطاع إعلاء هذه القيم الإيجابية للبطولة النبيلة فى مفردات ومعطيات ولغة هذا العصر والتى كانت غائبة أو غير موجودة أو لا تراعى بالنسبة للكثيرين فى فترة من الزمن استشعرها سيادته ومنحها للمواطن السوهاجى الطيب عن جدارة واستحقاق ألا وهى الحق فى التطلعات والأحلام والحياة الكريمة وترسيخ مبدأ المساواة وتأصيل قيم الحق والعدل والمصلحة العامة واشراك الجميع فى تحمل المسئولية واتخاذ القرار بالإضافة للقيم الذاتية كالحكمة والشجاعة والعدل مما جعلنى استحضر نموذج الساموراى الأخير لأشبهه بهذا المحافظ الاستثنائى البطل هذا النبيل الذى جاهد من أجل إعلاء قضية وطن عادلة وتحمل الألم دون شكوى وواجه الردىء بغير وجل ليرفع شعار إما النصر أو الشهادة .
دكتورة/ هالة كمال نوفل
وكيل كلية الإعلام بجامعة جنوب الوادى
التعليقات