الجمعة الموافق 02 - مايو - 2025م

دكتور رضا عبد السلام يكتب رجاء: قبل ما تقرر نازل أو مقاطع الانتخابات..إقرأ الكلمتين دول لوجه الله!!

دكتور رضا عبد السلام يكتب رجاء: قبل ما تقرر نازل أو مقاطع الانتخابات..إقرأ الكلمتين دول لوجه الله!!

د/رضا عبد السلام 

أعلم علم اليقين أن مقالي اليوم يناقش أمرا خطيرا، بل مصيري لهذا الوطن.. فأرجو قارئي العزيز أن يكون اتفاقنا أو اختلافنا هو من أجل الوطن، وان نبتعد عن التشخيص أي تحويل الأمر لأمر شخصي…وهو رأي واجتهاد مني…اقبله أو ارفضه…ولكن ثق بأن الكلام من القلب وأسأل عنه أمام الله.

اخي العزيز، أمامك الخيار والحرية المطلقة أما أن تنزل وتدلي بصوتك أو أن تقاطع الانتخابات الرئاسية كما يطالب البعض، وتجلس في بيتك تشاهد هذا الفيلم لترى النهاية؟!

هناك مجموعة من الاسئلة المهمة جدا، دعنا نحاول بهدوء الإجابة عليها، وخليك معاية واستحملني للآخر:

أولا لمصلحة مين نقاطع؟ بعبارة أخرى، من المستفيد الأول من مقاطعة الانتخابات وتعرية مصر أمام العالم في هذا الظرف التاريخي؟ هل مصر (كوطن تعشقه) مستفيدة من مشهد فراغ وخواء اللجان ومقاطعتها؟!

ثانيا: سؤال آخر، فكر معي وبهدوء: هوه مين اللي بيطالبك وبيطالبني بمقاطعة الانتخابات؟ ومين اللي بيزق في الاتجاه ده، وعلى استعداد انه يدفع دم قلبه علشان الناس ما تنزلشي؟

سؤال ثالث: هل فكرت في تداعيات ونتائج ظهور الانتخابات بمشهد مخجل للدولة المصرية؟ وملفاتنا المفتوحة في سيناء وسد النهضة وغيره….الخ،

تفتكر دولة زي امريكا أو غيرها عمرها تمنت لمصر الخير أو عايزة مصر تقوم لها قائمة؟ وهيه امريكا واذنابها مع نزول الناس ولا مقاطعة الانتخابات؟ أظنك متابع مقالاتي وموقفي الذي لم يتغير من أمريكا، فلم أصفق مع من صفقوا وهللوا لقدوم الشيخ ترامب! !

سؤال آخر أكثر أهمية واكيد ناس كتير هاتسأله: هوه انته يا دكتور مش عايش في البلد؟ عاجبك مشهد الانتخابات بذمتك؟ عاجبك الغلاء والأسعار والقروض؟ عاجبك وضع التعليم ولا الصحة والديمقراطية؟ هوه فيه معارضة اصلا، وهوه حد يقدر يعارض يا دكتور؟ شكلك كده بتطبل يا دكتور ومستني حاجة…مش فيه البعض ممكن يكون بيفكر كده، ويمكن يقول عليا كده؟!

ويمكن البعض يقول الدكتور رضا مزقوق علشان يكتب الكلام ده…يعلم الله الشهيد الرقيب أن كل كلمة هي من القلب…هكذا كنت وسأظل ما حييت…لم أخن ضميري في الفقر فهل اخنه واخن الأمانة بعد أن أعطاني الله ورزقني من حيث لم احتسب؟!!

أحبتي…لقد أثرت الصراحة الشديدة في هذا المقال لاني موقن تماما بأن أغلب من يقرؤون لي هم من فئة الشباب الذي يحبني وربما يرى في شخصي نموذجا طيبا، والذي ربما غير سعيد او غير راضي عن بعض المشاهد التي نراها اليوم.

يا حضرات.. باختصار شديد جدا، كلنا نرى ولدينا عيون كما أن لدينا عقول نعقل بها، وكما نرى السلبيات التي أشرت اليها، نرى أيضا (بقلب مطمئن) أن هناك ايجابيات كثيرة، وهناك دولة مستقرة ومؤسسات، وبنية أساسية أعيد تطويرها سهلت من أوضاعنا ومشروعات كبرى وضخمة تنفذ في كل مكان.

أرى السلبيات من تعليم وغيره واكتب عنها كما ترون، ولكن أرى الآن أكثر “حالة التربص الشديد لمصر وقيادتها”، وأرى ماذا كان يخطط ويحاك لمصر…فقد كان مستهدفا أن تسقط مصر كما سقطت سوريا والعراق واليمن وليبيا…كانت رأس مصر مطلوبة، بل إن رأس مصر أهم من الرؤوس السورية والليبية…

فبالسيطرة على مصر تتم السيطرة على العرب…بل إن نابليون بونابرت قالها منذ مئات السنين “من يسيطر على مصر يسيطر على العالم ويحكمه”. وما أدراك ما الداهية نابليون.

بصفتي انسان متصالح مع نفسي، وأدرك بعض التفاصيل، ربما بحكم تخصصي السياسي والاقتصادي والقانوني، انا مع طموحات ملايين الشباب والشرفاء بدولة مدنية تحترم فيها الحقوق والحريات ويقدم فيها الكفاءات على أهل الثقة، دولة يعود فيها التعليم ليكون مشروعها القومي الأول…ولن نحيد عن تحقيق هذه الأهداف…لن نحيد.

كل هذا حلمت به مع الشباب خلال ثورتي 25 يناير و 30 يونيو، وأرى السلبيات التي يراها ويكبر البعض من حجمها لتظهر مصر وكأنها دولة لم يتحقق على أرضها أي إنجاز. ..هذا ليس عدلا…هذا ليس عدلا بل تضليل لا يستهدف صالح الوطن على الإطلاق.

ميراث وتركة 30 أو 40 سنة من الفشل والفساد ومطبخ بالي وفاسد لايمكن أن يتغير بين عشية وضحاها…لايمكن أن يتغير وجه مصر بين يوم وليلة…فقد جربت المنصب العام واعي ما أقول…فكما أن هناك يد تريد البناء ورئيس يحلم بأن يدخل التاريخ ويكتب اسمه بين العظماء بحروف من نور، هناك من المرتزقة والآفاقين والمنتفعين الذين يسعون لجره وجر الوطن للخلف…وكثيرا ما يجملون مشاهد قبيحة…عايشت هؤلاء…واجتثاثهم أشبه باجتثاث السرطان من الجسد المريض.

لهذا نرى سلبيات ما كان ينبغي أن نراها…أكرر لدينا عقول ياحضرات، ولا داعي لأن يتزاكى أي منا على الآخر.

لو كنت حقا تعشق تراب هذا الوطن، وتدرك جيدا حجم الخطر الذي يحيط بالوطن وما يرتب له، لو كنت تنظر إلى الجزء الممتليء من الكوب وترى مشروعات ضخمة تنفذ، لو كنت تحلم كما احلم بوطن أفضل، لو كنت إيجابي…إنزل، ولا تلتفت لدعاة المقاطعة لأن الوطن ليس هدفهم بل هدفهم السلطة، لا تلتفت للمحبطين ولا تلتفت لارزقية كل العصور الذين يتاجرون بالمشهد، فدورهم ومحطتهم قادمة بعون الله.

لابد أن يتحرر الوطن من كل هؤلاء لينطلق للمكانة التي يستحقها، وثق بأن الله لن يخذلنا ولن يخذل مصر رغم الصعاب والمعوقات.

بالقطع…أرى نورا في الأفق، لاني متفائل بطبعي…واجبي الوطني أأقولك..لو بتعشق ترابها انزل، ولو عايز ها تكمل وتعلى بيا وبيك انزل، لو شاغلك اللي بيتم في سيناء وزهورنا اللي بتتخطف هناك…انزل…اللي ما اتعملشي النهاردة نعمله بكره، لكن عمر ما كان الحل في هدم المعبد…وعمر ما كان الحل بيد الخارج!!!…ما حك ظهرك مثل ظفرك…

حفظ الله مصر وشبابها وشيوخها وشرفائها من كل مكروه وسوء.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81422645
تصميم وتطوير