بقلم الصحفـــى/سيــــــد عبدالكريــــــــم

 إذا كان جنود وضباط الجيش والشرطةهم حراس الأمن الوطني داخليا وخارجيا فإن الأئمة والدعاة والعلماء والمعلمين هم حراس الأمن الفكري والمسؤلون عن سلامة العقل والوجدان ٠

لن ينصلح حال الأمة ويتجدد الخطاب الديني ونحاصر الفكر الإرهابي إلا بإعداد جيل من الدعاة قادر بعلمه وعمله علي التصدي لخفافيش الظلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة والقدرة علي إقناع الشباب بصحيح الدين ووسطية الإسلام وفضح المتشددين والمغالين بحوار هادئ دون أنفعال أوتشنج٠

ليس من المعقول أن مصربلد الأزهرالذي تخرج فيه الملايين عبرألف عام مازالت تتحسس طريقها الدعوي ويتعثر أئمتها وعلماؤها أمام جماعات من المتشددين غيرالمتخصصين الذين يتلاعبون بعقول شبابنا ويستقطبونهم لدرجةأن الشباب يترك أهله وبيته ويكون مستعدا لتفجير نفسه ويموت منتحرا وهو يعتقد بأن ذلك في سبيل الله وستكون الجنة مثواه٠

لأبدفي البداية من دراسة وتحليل ماذا تقدم تلك الجماعات التفكيرية لمن تقوم بتجنيدهم ولايتوفرلدي الأئمة والدعاة الذين تخرجوا في الأزهرالشريف ويعملون في مساجد الأوقاف ؟

نحتاج للأقتراب أكثر من شبابنا وأطفالنا لمعرفة أحتياجاتهم وماذا يريدون ونقترب منهم بفكرمتفتح وأسلوب جديد في الخطابة وفي تناول القضايا التي تهمهم وفي نفس الوقت يحاول المجتمع والحكومة حل مشاكلهم الأجتماعية والأقتصادية ٠

لماذا يكون في الغالب الغالب الدعاة خلقهم ضيق وإذا كانت تلك ممارسات العديد من العاملين بالمساجد في قضايا بسيطة فماذا ستكون تصرفاتهم مع الشباب والمواطنين الذين يدخلون معهم في حوارات حول العقائد والتأويل وتفسير آيات الجهاد والشهادة في سبيل الله ٠

التعامل مع البشرقد يكون عند الله أهم من العبادات بدليل إباحة الخروج من الأعتكاف لقضاء حوائج الناس فالدين المعاملة وإذا كان خالق الكون والإنس والجن القادر علي كل شئ جعل عبادته أختيارا فمن يريد أن يفرض علي مخلوق أي شئ بالقوة وإذا عارضه يستبيح دمه ثم يقول إنها تعاليم الإسلام فأي تفسير هذا لشرع الله؟

نعلم جمعيا أن المشوارطويل وصعب وشاق لكن لو أردنا البداية الحقيقية فعلينا الأهتمام بتحسين أحوال الدعاة وحسن إعدادهم وتثقيفهم فهم حماة الأمن الفكري لهذا الوطن٠