الجمعة الموافق 09 - مايو - 2025م

“حارة النصارى” مُصطلح يخشاه المصريين

“حارة النصارى” مُصطلح يخشاه المصريين

تقرير أحمد مسعد

مفهوم الأرض في ِمصر له معاني ودلائل فالأرض تعني العرض والأمل والحياه، وإذا كنت مسلم أم قبطي، فأنت تنتمي لمصر ولنيلها فلا يوجد فرق بين مُسلم وقبطي فلا يوجد بيننا احد جاء من كّوكب أخر، بل أن المُسلمين والأقباط هم ركائز المُجتمع المصري القديم والحديث، فتقبل الأخر هي أسمى درجات الإنسانية، فشُركاء الوطن هم أيضًا يحملون على عاتقهم أثقال في شتى مناحي الحياه مثلهم مِثل المُسلمين يعانون من المُشكلات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، إلا أنهم يزدادعليهم مُشكلاتهم الخاصة، كعدم تقلد المناصب العُليا في البلاد، دور العبادة، التعرض للمضايقات والتحرش وأحيانًا التهجير والقتل وحرق المُمتلكات في المُجتمعات الأقل ثقافة يظهر ذلك جليًا “الصعيد”ويرى الأقباط أيضًا أن لديهم مُشكلات تواجهم في بناء الكنائس ودور العبادة مما جعلهم يصّلون سِرًا في بعض القرى والأقاليم حسب قولهم.

لقطات حية في حياة الأقباط في مصر:

مقارنة غير عادلة:

من الخطأ أن نُقارن الأقباط بأي كُتلة أو حزب سياسي أو جالية، لأنها تكون مُقارنة غير عادلة، لأنهم مُواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات، فلا يجب أن يقارنوا بأي أحزاب سياسية لها أغراض ومكاسب، بل أن الوضع مُختلف فإنتمائهم لعقيدة، فلو قبطي انضم لحزب أو حركة سياسية يكون هنا يتحمل مشاكل الحِزب بصفته السياسية وليس الدينية، ومن المؤكد أن القبطي يعيش نفس معاناة المُسلِم فُهم يعيشون سواء نفس الظروف، ويعانون من نفس المُشكلات فالغلاء والروتين وغيرهم من مُشكِلات لا تُفرِق بين مُسلمين وأقباط علاوة على أن الأقباط يحملون فوق عاتقهم مشاكلهم الخاصة بهم.

العزلة:

اتجه الأقباط للعمل الُحر بعد معاناتِهم في تقلد المناصب المُهمة في الدولة مثل”محلات الصاغة” التي برز فيها الأقباط وغيرها من المشاريع الخاصة الذين حققوا فيها نجاحات مُتعددة في شتى مجالات العمل الخاص، وإتجه الأقباط إلى الكنيسة بإعتبارها مُجتمعهم البديل ليتحول إلى مُجتمع قائم بذاته يفي كُل إحتياجات الأقباط ويعمل على حل مُشكلاتهم.

فالكنيسة ليست مكان لأداء العبادات فقط، فأصبحت تشتمل على كُل المجالات مثل الأنشطة الرياضية والتربوية والتقنية،والتكافل الإجتماعي، فالمُجتمع الكنسي أصبح مُتكامل فعِعندما يخرج القبطي منه يشعر كأنه في غربة بعيدًا عن موطنه، ففي المدارس تجد التلاميذ الأقباط يجتمعون في فصول مُعينة خاصة بهم ويلعبون بمُفردهِم، ولا يختلف الوضع كثيرًا في المرحلة الجامعية فتجد الأقباط عبارة عن مجموعات تضُم الأقباط فقط فأصبح الأمر مُستفِزونحتاج إلى إجابة على سؤال فهل هذا فِعل أم رد فِعل ويذهب بنا إلى مُصطلح لا نُحب أن نسمعهو هو”المناخ الطائفي” ، فعزلة الأقباط داخل المُجتمع المُسلم تحتاج لمبادرة من أحد يجتاح تلك الحواجز الحديدية، فلا بد من إحتواء الأخر وتكوين مُبادرات فكلما تكرست العزلة فنجد يومًا للأقباط منازل تخصهم وحدهم، وبعدها شوارع ثُم قُرى، ومِن المُمكن أن نرى بعد سنوات محافظات للأقباط وأخُرى للمسلمين بينهم فواصل مثل لبنان وهذا ما لم يرضاه المُسلم والقبطي.

إعتقادات خاطئة:

هناك إعتقادات مُتوارثة خاطئة، لابد مُن تصحيحها فلا يوجد يومًا برأس السنة يقوم الأقباط فيه بتبادل القبلات، وليلة الزواج بين أي قبطي وقبطية لايحق للكاهن أن تكون الزوجة من نصيبة في أول ليلة كما يزعم البعض، وأيضًا الزي الأسود الذي حل بديلًا للزي الأبيض الذي كان يرتدونه في القرن الثالث الميلادي، وأجبروا وقتها من قبل الحكومة الرومانية أن يرتدو الزي الأزرق الذي إعتبروه به مهانه لهم، فقرروا إرتداء الذي الأسود الذي يعتبرونه زي يتسم بالوقار.

ويرى الأستاذ وائل غالي المُحامي، أن التعليم والثقافة الموجودة في المجتمع وإكتساب الموروثات الخاطئة هي التي تسبب تلك التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، مُشيرُا أن الحكومة أفادت في تصريحات لها أن عدد الأقباط في مصر هو 6 مليون قبطي، إلا أن الكنيسة تؤكد أن عدد الأقباط 22 مليون مُسجلة داخل السجلات الرسمية وتُسمى بشهادة العماد.

وطالب”غالي” بالتوعية الثقافية في كُل مؤسسات الدولة ونشر الوعي داخل المُجتمعات الأقل ثقافة المُنتشر فيها النزاعات والحوادث المُتكررة بين عائلات مُسلمة وأخرى قبطية تؤدي إلى وجود ضحايا مصريين وتشريد أُسر وحرق مُمتلكات، مؤكدًا أن الكنسية القبطية تمثل الأقباط في المطالبة بحقوقهم وهذا خاطي فهي مؤسسة دينية مثل الأزهر ومن حق الأقباط أن يكون لهم مدنيين يطالبون بحقوقهم، مُشددًا على أن القنوات التي تُثير الفتنة بين المُسلمين والأقباط من الجانبين هي ليست تُدافع عن حق بل أنها تُريد زرع الِفتنة بين “أشقاء الوطن وهذا يصعُب تحقيقه لأن المُسلمين والأقباط لا يقبلون بتلك التداعيات.

هذا العرض مستوحى من كتاب”حارة النصارى” لشمعي أسعد عن دار دوّن الذي إستوقفني عنوانة وجعلني أطرح سؤال في نفسي هل نسمح لأنفُسنا أن يبقى وطننا عبارة عن حارات مقسمة وفق الأديان، سؤال يجب علينا جميعًا أن نسعى للإجابه عليه.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81559954
تصميم وتطوير