د/ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين وأمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس ورئيس حزب الحرية والاستقلال للدفاع عن الثوابت يتحدث

إسرائيل نفذت فعلا مؤامرة تقسيم المسجد الأقصى

حاوره – مصطفى عمارة
شهدت الايام الماضية محاولات محمومة من جانب المستوطنين اليهود لاقتحام المسجد الاقصى في الوقت الذي اصدرت فيه الحكومة الاسرائيلية قرارا بتقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود ووسط المخاطر المتزايدة بتنفيذ الحكومة الاسرائيلية لهذا القرار ادلى د/ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين وامين سر الهيئة الاسلامية العليا بالقدس ورئيس حزب الحرية والاستقلال للدفاع عن الثوابت بحوار خاص تناول فيه ابعاد المخططات الاسرائيلية فضلا عن وجهة نظره في قضية التنظيمات المتطرفة التي برزت مؤخرا :-

> ما هي إمكانية تنفيذ إسرائيل لقرارها بتقسيم المسجد الأقصى المبارك ؟ وما هى خططكم لمواجهة هذا القرار ؟
>> لقد نفذت إسرائيل فعلاً مؤامرة تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً ، فقواتها تمنع المسلمين دخول المسجد منذ الساعة السابعة صباحاً حتى قبل صلاة الظهر ؛ لتتيح للمستوطنين وللجماعات اليهودية دخول ساحاته وأداء الصلوات التلمودية فيه ، بحماية الشرطة الإسرائيلية التي تعتدي على المصلين والمعتكفين المسلمين الذين يتصدون لهذه الاقتحامات بصدورهم العارية بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع والدخانية والصوتية ، ومنعهم من يقل عمره عن 50 عاماً دخوله واعتقال من يحاول دخوله من الشباب .
أما مكانياً فقد استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلية على باب المغاربة بشكل كامل وتمنع المسلمين استعماله ، وأعلنت عن خطتها إقامة كنيس يهودي على 20% من مساحة المسجد الأقصى المبارك في الجهة الجنوبية الشرقية منه ، يضاف إلى ذلك أن وزير الآثار والسياحة الإسرائيلي طلب مؤخراً السيطرة أيضاً على باب القطانين أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك لتخصيصه لليهود .
وما نقوم به والمرابطون في ساحات المسجد الأقصى المبارك يتمثل في التصدي لهذه الاقتحامات وفضح ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلية وممارساتها الرامية إلى الهيمنة عليه وإقامة الهيكل المزعوم في مكانه ، ودعوة أبناء الشعب الفلسطيني في كل مواقعهم إلى النفير العام وشد الرحال إليه للتصدي لمخططات الاحتلال ضده وتوجيه النداءات والمناشدات إلى الأمتين العربية والإسلامية حكاماً وشعوباً ومنظمات للقيام بواجبهم في معركة الدفاع عن مسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .
> هل تري أن محاولة اقتحام المسجد الاقصي مؤخرا مرتبطة بهذا القرار ؟
>> نعم ، فالاقتحامات اليومية التي تقوم بها الجماعات اليهودية بقيادة شخصيات سياسية ووزراء وأعضاء كنيست وحاخامات هي تنفيذ عملي لقرار تقسيم المسجد الأقصى المبارك اتباعاً ليساسة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح .
> هل تري ان الاعداد المرابطة حول المسجد الاقصي للدفاع عنة تكفي لحماية المسجد ام ان الامر يتطلب دعما اضافيا وكيف يمكن ايصال هذا الدعم ؟
>> نجحت سلطات الاحتلال الإسرائيلية في عزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني بجدار الفصل العنصري والحواجز العسكرية التي تمنع الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة دخول المدينة المقدسة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك حتى تستفرد به ، فقد أصبح الوصول إلى مكة المكرمة للصلاة في البيت الحرام أسهل بكثير من الوصول إليه المسجد الأقصى المبارك بسبب هذه الإجراءات التعسفية ،
حتى أبناء مدينة القدس الذين يستطيعون الوصول إليه فإنها تمنع من هم دون سن الخمسين دخوله ، وكذلك يمنعون طلاب وطالبات مصاطب العلم دخوله ، وعلى الرغم من ذلك فإن القلة القليلة منهم فقط هي التي تستطيع وصوله والمرابطة فيه للدفاع عنه ، وهي التي تحبط غالباً محاولات اقتحامه يومياً ، ولكن هذا لا يكفي ، فعلى الأمة الإسلامية التحرك الجدّيّ المجدي بإصدار قرارات فاعلة ومؤثرة ، ووضع كل إمكانياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية ، وهي قادرة على ذلك إذا ما توفرت لديها الإرادة الصادقة للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها عن المسجد الأقصى المبارك ، فالأمة لديها أوراق كثيرة لهذا الغرض .
> هل تري ان الامر يتطلب اجتماع طارق لمنظمة المؤتمر الاسلامي لاتخاذ موقف موحد لحماية المسجد الاقصي والمقدسات الاسلامية ؟
>> بالتأكيد ، لذا فقد وجهنا قبل أيام نداء إلى منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ولجنة القدس برئاسة العاهل المغربي بأن تدعو إلى عقد مؤتمر قمة إسلامي عاجل يحشد طاقات الأمة لمواجهة العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك وإجراءات تهويد مدينة القدس بطمس معالمها العربية والإسلامية ، ولكن للأسف لم نجد أي رد فعل لهذا النداء ولا لغيره .

> ما جدوي الخطوة التى تزمع السلطة الفلسطينية اتخاذها بالذهاب الى مجلس الامن لحماية المسجد الاقصي وتحديد جدول زمنى لانهاء الاحتلال ؟
>> هو تحرك معروف النتائج ، فالولايات المتحدة الأمريكية ستستعمل حق النقض (الفيتو) لإجهاض أي قرار يمكن أن يصدر عن مجلس الأمن بإدانة إسرائيل أو بإلزامها بأي شيء ، والأجدى من ذلك توحيد الفصائل الفلسطينية على برنامج وطني لإنهاء الاحتلال وإزالته عن الأراضي الفلسطينية ، والتصدي لمخططات إسرائيل ضد المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس ، وكذلك عدم العودة إلى أية مفاوضات مع إسرائيل لعبثيتها ، ووقف التنسيق الأمني معها .
> هل انتم متفاؤلون بالقرارات التى اتخذها مؤتمر اعمار غزة ام ان الامر سيكون مثل المرات السابقة ؟
>> أخشى ألاَّ تفي الدول التي تعهدت بالتبرع لإعمار غزة كما حدث سابقاً في قرارات مؤتمرات الإعمار وغيرها ، فيجب ألاّ نعوّل عليها كثيراً ؛ هذا على الرغم من الجهد الكبير الذي بذلته جمهورية مصر العربية ، وأعتقد أن الأمتين العربية والإسلامية بأمكانياتها الهائلة عليها أن تتولى إعادة إعمار غزة وإغاثة أهلها ؛ فهذا واجب ديني ووطني وقومي تحتمه عليها وحدة العدو ووحدة المصير .
> ما هي رؤيتك لاسباب التى ادت الى ظهور ما يسمي بتنظيم داعش وعدد من التنظيمات المتطرفة الاخري ؟ وكيف يمكن مواجهة تلك الظاهرة ؟
>> أعتقد أنه بعد فشل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في غزو العراق وأفغانستان اعتمدت خطة إثارة التناقضات الطائفية والإثنية والدينية في المنطقة لتسهيل الهيمنة عليها والاستيلاء على ثرواتها ومقدراتها ، فكان من المنطقي نشوء هذا التنظيم والتنظيمات الشبيهة به بعد التوسع الشيعي في العراق وسوريا وغيرها من الدول ، وللظلم الواقع على أهل السنة نتيجة الممارسات الطائفية من قبل نوري المالكي وأمثاله .
ويمكن مواجهة هذه الظاهرة المقيتة بإنهاء كل أسباب التناقض عن طريق الحوار والوصول إلى قواسم مشتركة بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف انتماءاتهم السياسية والفكرية والدينية ؛ وهذا ما كان سائداً قبل أن تثير أمريكا هذه التناقضات وتعمل على دعمها وتغذيتها لتصل إلى ما وصلت إليه الآن .