تقرير_ خالد جزر

فوز الكاتب الصحفي خالد البلشي بمنصب نقيب الصحفيين لم يكن مجرد انتصار شخصي، ولا حتى انتصارًا لجماعة الصحفيين فقط، بل هو قبل كل شيء شهادة حية على أن الدولة المصرية تمارس ديمقراطية حقيقية على أرض الواقع، وتثبت أنها تتعامل مع العمل النقابي بمسؤولية واحترام كامل لإرادة الناخبين.

ففي انتخابات شهدت تنافسًا محتدمًا بين البلشي، الذي يُنظر إليه باعتباره مرشحًا مستقلًا أو حتى معارضًا في نظر البعض، وبين الكاتب الصحفي الكبير عبدالمحسن سلامة، الذي ترددت حوله أحاديث بأنه “مرشح الدولة”، جاء الحسم لصالح البلشي، ليؤكد أن صناديق الاقتراع لم تكن مرهونة بتوجيهات أو تدخلات.

وفي هذا الإطار، تؤكد الكاتبة نجيبة المحجوب، رئيس مجلس إدارة جريدة وموقع البيان، أن ما حدث في نقابة الصحفيين هو “انتصار حقيقي للدولة المصرية قبل أي مرشح أو تيار”

وأضافت المحجوب: “الدولة القوية لا تُخيفها الاختلافات، بل تحتضنها. والدليل هو ما رأيناه في انتخابات نقابة الصحفيين، من مناخ شفاف وساحة متكافئة، أتاحت لكل مرشح التعبير عن نفسه وبرنامجه، دون وصاية أو تدخل”..

وأشارت رئيس مجلس إدارة جريدة وموقع البيان  إلى أن ما حدث لا يمثل فقط انتصارًا للديمقراطية، بل يضيف نقطة إيجابية في رصيد الدولة المصرية على المستوى الدولي، قائلة: “نحن أمام مشهد يجب أن يُدرّس في كيفية إدارة العمل العام، فقد أثبتت الدولة أنها تدير من بعيد، وتراقب من أجل ضمان النزاهة، وليس التأثير، وهذه هي الجمهورية الجديدة التي كنا نحلم بها”..

وتابعت: “الإرادة الشعبية كانت واضحة، والدولة كانت أذكى من أن تتورط في معركة نقابية، لأنها أصبحت تراهن على الوعي، لا على السيطرة، وهذا هو جوهر أي تجربة ديمقراطية حقيقية”.

ما جرى في نقابة الصحفيين، سبقته تجارب مشابهة في نقابات أخرى كالمهندسين، في مشهد متكامل يؤكد أن الدولة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي لم تعد تخشى المنافسة أو التعدد، بل تعتبره من علامات القوة والثقة..

لذلك، فإن العنوان الحقيقي لما حدث هو: الدولة المصرية انتصرت للديمقراطية، أما البلشي، فقد كان مجرد واجهة لهذا الانتصار، فاز لأنه اختير بإرادة حرة، ولم يُقصَ لأنه يعبّر عن رأي مختلف..

نعم، النقيب خالد البلشي لم ينتصر وحده.. لقد انتصرت معه دولة تحترم مثقفيها، ودائما تراهن على وعي ووطنية شعبها.