كتب-اسامة خليل
لقبت بـ “بقيع مصر” ، ” البهنسا ” حيث تضم قبور ورفات مئات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم 70 من أهل بدر، كما تعد من أشهر واجمل المناطق الاثرية الاسلاميه بالمنيا وتقع على بعد 16 كيلومترا من مركز بني مزار ناحية الغرب وهي قرية أثرية قديمة عثر فيها على الكثير من البرديات التي ترجع إلى العصر اليوناني الروماني.
وعنها يقول المؤرخون العرب: إنها كانت عند فتح مصر مدينة كبيرة حصينة الأسوار، لها أربعة أبواب ولكل باب ثلاثة أبراج، وإنها كانت تحوي الكثير من الكنائس والقصور، مؤكدين أنها ازدهرت في العصر الإسلامي، وكانت تصنع بها أنواع فاخرة من النسيج الموشى بالذهب.
وتحتوي البهنسا على آثار من مختلف العصور التي مر بها التاريخ المصري، حيث تشتمل هذه القرية على الآثار الفرعونية والرومانية والإسلامية، حتى آثار التاريخ الحديث متواجدة بها متمثله في المباني والقصور التي يرجع عمرها إلى أكثر من مائة عام.
وكانت هذه البلدة ذات أسوار عالية، وحكمها حاكم جبار يسمى البطليموس ، وكانت له فتاةً ذات حسن وجمال، ومن شدة جمالها أُطلق عليها «بهاء النسا» ومن هنا سميت البلدة بالبهنسا ، ومن المعالم التاريخية الموجودة فيها مقام المعجزات مقام سيدنا التكروري .
وتعد البهنسا المكان الوحيد الذي حظى باهتمام هيئة الآثار وتم تحديده واقامة حرم حوله هو مقام سيدي علي الجمام قاضي قضاة البهنسا ويوجد حوله آلاف المقابر التي تتزاحم بجوار بعضها، ولذلك يصفها البعض بالبقيع الثاني.
وفي عام 22 هجرية أرسل «عمرو بن العاص» جيشا لفتح الصعيد بقيادة «قيس بن الحارث» وعندما وصل إلى البهنسا، كانت ذات أسوار منيعة وأبواب حصينة، كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء في صفوف المسلمين، وهو ما كان سببا في قدسية المدينة داخل نفوس أهلها الذين أطلقوا عليها مدينة الشهداء تبركا والتماسًا للكرامات.
تقع جبانة المسلمين التي تضم عددا كبيرا من القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة ومقابر (مقامات) لشهداء الجيش الإسلامي الذين شاركوا في فتح مصر واستشهدوا على هذه الأرض خلال حملتهم في فتح الصعيد.
ويفخر أهل البهنسا اليوم بهذه القرية التي تضم بين جنباتها رفات الشهداء من الصحابة، بل والبدريين منهم أي من حضروا غزوة بدر مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقرية البهنسا ارتوت بدماء شهداء المسلمين من الصحابة والتابعين، وأن بها عددا كبيرا من المقامات للشهداء مثل محمد بن أبى ذر الغفارى وعبد الرحمن بن أبى بكر ومجموعة من أبناء عمومة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بينهم الفضل بن العباس وأبناء عقيل وجعفر بن أبى طالب وعبد الله بن عمر بن الخطاب وأبان حفيد عثمان بن عفان والفارسة الشجاعة خولة بنت الأزور.
التي كان لها صولات وجولات في معركة أجنادين وخلوة أبى سمرة حفيد الحسين بن على بن أبى طالب والذي يعتقد الناس أن من يبيت فيها وهو مريض شفى بإذن الله، ومدفون بها 70 صحابيًا ممن شهدوا غزوة بدر ويطلق عليهم في التاريخ البدريون.
والمنطقة تفد إليها الزيارات على مدار أيام الأسبوع وتزداد خلال أيام الجمعة والأعياد والمواسم سواء زيارات داخلية أو خارجية .
التعليقات