في لحظة سياسية حاسمة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم 7 مايو 2025 موقفًا غير مسبوق من الملف النووي الإيراني، مؤكدًا أن النظام في طهران أمام خيارين لا ثالث لهما: “إما تفكيك أجهزة الطرد المركزي سلميًا، أو تدميرها بالقوة”. جاء هذا التحذير الصريح في مقابلة إذاعية مع هيو هِويت، وتكرر في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، ليضع إيران والمجتمع الدولي أمام معادلة واضحة لا تحتمل التأويل.
ترامب شدد على أنه يفضل اتفاقًا نوويًا قويًا وشفافًا وقابلًا للتحقق الكامل، لكن بشرط أن يشمل تدمير فعلي للبنية التحتية النووية الإيرانية. رفض الرئيس الأميركي أي فكرة عن “تسوية وسط” أو حلول رمادية، معلنًا: “لا يمكن السماح لهم بالاستمرار على هذا الطريق. إما طريق سلمي يؤدي إلى تدمير هذه الأجهزة، أو إجبارهم على ذلك بطريقة أخرى”.
هذه التصريحات جاءت في وقت تتصاعد فيه الشكوك حول نوايا طهران، خاصة مع استمرار دعمها للميليشيات المسلحة في المنطقة، وتزايد الحديث عن استئناف المفاوضات غير المباشرة في مسقط.
لحظة حاسمة… ورسالة ردع صارمة
وصف ترامب المرحلة الحالية بأنها “أهم فترة في التاريخ الحديث لإيران”، مشيرًا إلى أن لدى إيران إمكانات اقتصادية هائلة، لكن النظام “لا ينبغي أن يحصل على السلاح النووي أبدًا”. وأضاف: “إذا اختاروا طريق المواجهة، سيكون ذلك أمرًا مؤسفًا. لا نريد الوصول إلى تلك النقطة، لكن إذا لزم الأمر، فلن يكون لدينا خيار آخر”.
الرئيس الأميركي أكد أن الولايات المتحدة لن تسمح تحت أي ظرف لنظام يرعى الإرهاب مثل نظام طهران بالحصول على السلاح النووي، داعيًا المجتمع الدولي إلى التكاتف لمنع هذا السيناريو الكارثي.
دلالات استراتيجية: اختبار لإيران وللعالم
هذا التصعيد يعكس إدراك واشنطن لخطورة المرحلة، خاصة بعد سنوات من سياسة “الصبر الاستراتيجي” التي لم تؤدِ إلا إلى مزيد من التخصيب الإيراني. ترامب، الذي جعل من الحزم مع إيران حجر الزاوية في سياسته الخارجية، يرسل اليوم رسالة مزدوجة: لا تراجع عن الخطوط الحمراء، ولا مجال لمناورات طهران التقليدية.
في المقابل، يجد النظام الإيراني نفسه أمام معادلة صعبة: إما الرضوخ للضغوط الدولية وتفكيك بنيته النووية، أو المخاطرة بمواجهة عسكرية قد تكون مدمرة في ظل أزمات داخلية وضغوط اقتصادية خانقة.
التعليقات