بقلم الشيخ محمد الفخرانى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مشاعره الإنسانية تجاه البشرية تبدو واضحة مع المسلم ومع غيره بل ومع الحيوان والحجر
” فأما مع المسلم “
فهذا انس بن مالك يقول:” خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط وما قال لشئ صنعته لم صنعته ؟ ولا لشئ تركته لم تركته ؟
وهذه وصاياه للرجال على النساء
” استوصوا بالنساء خيراً ” ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم” “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” وهذا منهجه المتفرد في ربط الإيمان بمشاعر الحب للآخرين
” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ”
“وأما مع غير المسلم “
فها هو ذا يتلو ويبلغ قول ربه
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )
ولابد لهذا التعارف من مبادرة المسلم لتحقيق العدل والبر مع من يسالم ويتعايش ويتعاون قال تعالي
( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )
وقد وفي رسول الله بكل ما طلبه ربه في هذا المجال فحافظ علي عهده مع اليهود في المدينة ومع نصاري نجران وكان ينادي في المساكين
” ألا من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله فلا يرح له رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا “
وهو في الحرب ينهي أن يجهز علي جريح وأن تقتل امراة أو صبي أو راهب أو مدبر ويدخل مكة منتصراً فيقول
” اليوم يوم المرحمة اليوم يعز الله قريشا ويعفوا عن اعدائه قائلاً ” اذهبوا فأنتم الطلقاء ” ويعامل الأسري بكل العطف والرعاية استجابة لقول الحق
( يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسري إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم)
“وأما مع الحيوان “
فيكفي أن نشير إلى إخباره عن المراة التي حبست هرة لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض فدخلت فيها النار
وعن الرجل الذي سقي كلبا يلهث من العطش فدخل بذلك الجنة .
” وأما عن الجماد “
فكان يقول عن جبل أحد ” أحد جبل يحبنا ونحبه “
“إذا كيف نحيي ذكراه ؟ “
هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه مكانته وهذه شريعته وهذا سبيله فمن كان ممن يدعي حبه فليترجمه إلي علم وليشخذ همته للسير على دربه ونشر هديه ورسم الحياة الجديدة علي نهجة حرصاً على مقدرات الوطن وحكمة في التدرج لتغيير المنكر ولطفا في التعامل مع الآخر ورفضا للغلظة والعجلة في الوصول إلى الهدف وسعياً جادا لنشر فضائل السماحة والنخوة والنجدة والشهامة والعزة والكرامة والصدق والأمانة.
فهذه اخلاق نبيكم تلك التي كانت خير وسيلة للإصلاح والتغيير في أسرع فترة عرفها التاريخ
إذا إحياء ذكرها ليس كما يفعل الان باالأكل والشرب وشراء الحلويات ومسيرة الزفة التي كانت تخرج احتفالاً بمولده الشريفة وبهذا اكون انتهيت جزء من ذكراه.
وبالله وحده العون والتوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
التعليقات