الثلاثاء الموافق 17 - يونيو - 2025م

النقاب واجب في حكم الفرض

النقاب واجب في حكم الفرض

السلام عليكم ورحمة الله 

بقلم الشيخ محمد الفخراني

يبدو أن الأمة المسلمة قد نفضت يدها من القضايا الكبري التي تؤثر في وجودها ومستقبلها والتي تقتضي النضال الجاد للحفاظ على هويتها وكرامتها واتجهت إلى اختراع مجالات تساعد أعداءها علي تبديد طاقاتها فيما لا يعود عليها بنفع وفضلت التراشق والاتهامات علي الحوار والجدال بالتي هي أحسن !!

ومما يدل على ذلك ما نسمعه أخيراً في موضوعات متعلقه بالاسرة المسلمه لا يجوز للمراة ارضاع اولادها ولا يجوز كذا وكذا أشياء كثيرة تريد ان تهدم الاسرة المسلمة بما فيها موضوع النقاب اللي تقول انا لا أعترف بالنقاب والاخري لا تعترف بالحجاب اصلا ومن القائل انهم كما يصفوهم الاغبياء صفوة المجتمع الخليع التي يريدونه للمسلمة. 

مع أن النقاب كان موضوع قديم تباينت فيه الأراء بين العلماء والفقهاء حيث لم ترد فيه نصوص قطعية تحسم الخلاف فكان فيه مجال للاجتهاد والأصل في ذلك أن القرآن الكريم حين طلب من النساء أن يضربن بخمورهن على جيوبهن قد حدد ستر الجيب وهو فتحة الصدر بغطاء الرأس أمام العينين ليبصرن الطريق. 

وراهن رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ذلك ولم ينكر فصار إقرارا منه لكنه رأي نموذجا آخر من تغطية الجيب بإسقاط الخمار علي الصدر من الخلف فظهر الوجه وتغطي الصدر ولم ينكر النبي هذا النموذج وذلك واضح في حديث سفعاء الخدين إذ لو لم تكن هذه المرأة كاشفة وجهها ما وصفها الراوي بذلك .

 

ثم جاء موسم الحج فمنع النبي الطريقة الأولي التي يختفي فيها الوجه فمنع المحرمة من النقاب ومن لبس القفازين في اليدين بالرغم من أن الحج تختلط فيه الرجال بالنساء وحديث عائشة عن إسدال الثوب علي الوجه حين تري الرجال وهي محرمة قال عنه المحققون إنه حديث لا يعول عليه وإذن فكلتا الطريقتين التي اطلق عليهما الآن ( النقاب والحجاب ) تؤديان إلي المطلوب القرآني وهو غطاء الجيب ويترتب علي ذلك أن ستر الصدر هو الواجب الذي لم يختلف عليه أحد لورود النص القطعي القرآني فيه اما ستر الوجه فهو مشروع بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم له وكشف الوجه أيضاً مشروع بنفس الدليل ولكن نحن من الفئة التي تقول النقاب واجب في حكم الفرض ولازم على المرأة تغطية وجهها وإلا تكون فاسقة وتأثم من لا تلبسه. 

ومن هنا رفض جمهور الفقهاء وأهل الحديث القول بفرضية النقاب والحقيقة بينهما إنه مشروع لا ممنوع فضل لا فرض .

فمن البدهي أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تتمثل في أقواله وأفعاله وتقريراته وكم من عادة جاهلية اقرها الاسلام فصارت من الشرع وكم من عادة رفضها فصارت حراما  غير انه مما يجب التنبيه له أن تلتزم من تكشف وجهها بعدم وضع المساحيق التي تلفت إليها أنظار الرجال وأن تلبس ما لا يشف ولا يصف ولا يلفت النظر فهذا هو الواجب الذي لا خلاف حوله وإلا تقع في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :” صنفان من امتي لم اراهما بعد رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأذناب البخت المائله لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها “

فعلي المنقبة ألا تعترض على المحجبة وعلي المحجبة كذلك ألا تعترض علي المنقبة وقد وضحت بما يرضي الله رغم تعصبي للنقاب بدون تزين العين بالكحل وتحديد العين فهو حرام. 

وعلي الأمة اليوم أن تفتح صدرها للخلاف الفقهي المستند إلى دليل كما سمح لها بذلك الحبيب المعصوم حين أقر الصحابة علي اجتهادهم في تنفيذ نهيه عن صلاة العصر إلا في بني قريظة فالتزم بعضهم بالنهي وامتنع عن الصلاة في الطريق وفهم البعض الآخر أنه يقصد الإسراع فصلي قبل أن يصل إلى بني قريظة فلم يعنف أحداً وأقر كلا منهما على ما فهم وما صنع وهناك الكثير مما يجب أن تشغل الأمة نفسها به من الحفاظ على مقدساتها وثوابت دينها ووحدة شعبها. 

وصدق الله العظيم

( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) صدق الله العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 82249308
تصميم وتطوير