كتب-أسامة خليل
استعرض موقع “ناشونال إنترست” ثلاث طائرات أميركية فائقة السرعة، وهي “بيل إكس-2 ستارباستر”، و”نورث أميركان إكس-15″، و”لوكهيد إس آر-71 بلاكبيرد”، والتي لعبت دورًا محوريًا في إعادة تعريف مفهوم السرعة في عالم الطيران.
ووفقًا للكاتب المتخصص في الشؤون الدفاعية والأمن القومي، هاريس كاس، فإن السرعة كانت دائمًا عنصرًا يجذب الاهتمام العام، فهي تمنح القدرة على التغلب على قوى الجاذبية، وتجاوز حاجز الصوت، وعبور مسافات شاسعة في زمن قياسي. وعلى الرغم من أن الطائرات التجارية تعمل بسرعات دون سرعة الصوت، باستثناء “الكونكورد” المتقاعدة، فإن المقاتلات العسكرية الأميركية تتجاوز هذه الحدود بكثير، حيث تحقق سرعات تفوق سرعة الصوت بشكل روتيني.
نورث أميركان إكس-15:
الأسطورة التي لم تتكرراعتُبرت “إكس-15” أسرع طائرة على الإطلاق، إذ استخدمتها القوات الجوية الأميركية ووكالة “ناسا”، وتمكنت من تحقيق سرعة مذهلة بلغت 6.7 ماخ (7274 كلم/ساعة)، ما يمكّنها نظريًا من السفر بين نيويورك ولوس أنجلوس والعودة خلال ساعة واحدة. وقد بدأت الطائرة بمحركات “إكس إل آر 11” التي تولد قوة دفع تصل إلى 16 ألف رطل، ليتم لاحقًا استبدالها بمحرك “إكس إل آر 99” بقوة دفع بلغت 57 ألف رطل، ما ساهم في تحطيم أرقام قياسية.
لوكهيد إس آر-71 بلاكبيرد:
ملكة السماء بفضل سرعتها القصوى التي تصل إلى 3.4 ماخ (4184 كلم/ساعة)، أصبحت “إس آر-71 بلاكبيرد” واحدة من أكثر الطائرات سرعة وتميزًا. صُممت هذه الطائرة خصيصًا لمهام الاستطلاع خلال الحرب الباردة، واستُخدمت لجمع المعلومات خلف خطوط العدو السوفياتي وحلفائه. وتمتاز بمحركاتها النفاثة من طراز “برات وويتني جيه 58″، التي توفر قوة دفع تبلغ 25,500 رطل لكل محرك، مما يمنحها قدرة مذهلة على تفادي الصواريخ عبر التسارع ببساطة.
بيل إكس-2 ستارباستر:
تجربة طيران بسرعات خارقةطائرة “بيل إكس-2″، والمعروفة بلقب “ستارباستر”، كانت بمثابة خطوة متقدمة في استكشاف الطيران بسرعات تفوق الصوت، حيث بلغت سرعتها القصوى 3.2 ماخ (3370 كلم/ساعة). زُودت بمحرك “كيرتس رايت إكس إل آر 25” بقوة دفع تصل إلى 15 ألف رطل، لكن التجارب كانت محدودة، إذ تم بناء طائرتين فقط نفذتا 20 رحلة تجريبية قبل تعرضهما لحوادث مميتة أدت إلى إيقاف المشروع.
هذه الطائرات الثلاث لم تقتصر أهميتها على أرقام السرعة القياسية، بل شكلت محطات فارقة في تاريخ الطيران، وأسهمت في تطوير تقنيات الطيران التي ما زالت تُستخدم حتى اليوم.
التعليقات