تقرير_ شيرين لقوشة
مع مرور الزمن بعض المهن اوشكت على الانقراض نظرا لوجود بعض العوامل التى ساعدت على ذلك منها الاستحداث مثل مهنة الحداد والسنان على سبيل المثال ومنها التى لم يعد لها وجود على الاطلاق مثل السقا
ولكن دائما النفس تحن لبعض المهن المعبره عن زمن الماضى الذى يحمل فى نفوسنا ذكريات لطفولتنا الجميله لانها تعد من الموروثات وتشكل جزء اصيل من حقبه زمنية مرت منذ عشرات السنين فى مصر
من بينها مهنة سائق ” الحنطور ” الذى ظهر منذ أكثر من قرن فى عصر الملوك وكان الوسيلة الوحيدة فى عمليه التنقل بين المواطنين وظل موجودا حتى وقتنا هذا وفى بعض الاماكن تحول الى مظهر سياحي
الا ان مهنة سائق الحنطور اصبحت فى الفناء بعد انتشار وسائل اخرى للتنقل مثل ” التوكتوك والتاكسى والميكروباصات ” رغم ان العشرات منهم مازلوا يعتبرونه هو مصدر رزقهم الوحيد ففى مدينه المحلة على سبيل المثال منذ ٦٠ عام كان عدد السائقين ٥٠ و انخفض عددهم الى ١٠ فقط
وروى عم صابر عن تفاصيل يومه قائلًا: “ببدأ يومي من الساعة ٧ صباحا بقوم أفطر الحصان وأنضف العربية واقف استنى الزبائن لما يجوا يركبوا فى الموقف المخصص لنا بميدان البهلوان ” ونتعرض كثيرا للمضايقات من قبل اصحاب المحال والمواطنين المارة الا انى متمسك بها لانى توارثتها ابا عن جد برغم ما نعانية الان من غلو الاسعار و ضعف الدخل فالحصان اصبح جزء من عائلتى اهتم بنظافته ومأكلة وصحته اكثر من نفسي
وقال عم محمد انه بالسابق بعض السائقين كونوا ثروات واملاك لانها كانت وسيلة المواصلات الوحيدة ” مكناش ملاحقين على الزباين ” ولكن بعد تدهور الحال ‘ بمرور الزمن مبقاش فى شغل واصبحنا ما نكسبه فى اليوم لا يتجاوز ال ٣٠ جنيها واكل الحضان ب ٤٠ جنيها يوميا ” اللى جاى على اد اللى رايح ” وجميعنا لا نملك مهنة اخرى غيرها وليس لدينا معاش يحمينا وبالتالى انعكس ذلك على السائقين وانخفض عددنا الى ١٠ تقريبا والمتبقى منهم ترك مهنته واستبدلها باخرى لمجاراة الزمن حتى يستطيع اعالة اسرته
واضاف الريس عمر ان التوكتوك قضى على المهنة تماما فاصبح الراكب يحب التنقل بالتوكتوك لانه ارخص وحجمه صغير اما الحنطور فنجد صعوبة فى التنقل لازدحام الطرق بالسيارات والتوصيله الواحدة من ٥ الى ١٠ حتى ١٥ جنيها حسب المسافة وممكن فى اليوم نطلع نقلتين فقط بالاضافة الى تغيير حدوة الحصان بـ ١٢٠ جنيها كل أربعة أشهر وصيانه العربه اذا لحق بها ضرر ومع ارتفاع الاسعار اصبحنا نعانى الويلات لاننا لا نستطيع تحمل مسئولية اعالة اسرتنا خاصة فى ظل عدم وجود نقابة لسائقى الحنطور او معاش يساعدنا على الحياه واصبحنا مثل الخيول الكبيره التى تنظر الموت رأفة بحالها الله يرحم الفنان ” عبد المنعم مدبولى ” يا صبر طيب .
التعليقات