الإثنين الموافق 02 - يونيو - 2025م

“ القصة ومافيها ” .. حكاية قذيفة دوت في سماء القاهرة بالصدفة واختلف عليها المؤرخون 

“ القصة ومافيها ” .. حكاية قذيفة دوت في سماء القاهرة بالصدفة واختلف عليها المؤرخون 

 

كتب- أسامة خليل 

يهلّ علينا شهر رمضان المبارك سنوياً، ليبث الراحة والطمأنينة في قلوبنا، مصطحباً معه أجمل العادات والتقاليد والعبادات والأعمال الصالحة فهو تطهير للقلوب والنفوس وينعم المسلمين بجو مفعم بالروحانيات والصلاة وقراءة القرآن والبعد عن معصية الله في كثير من أمور الحياة.

 

وهناك العديد من الطقوس التى يرتبط بها الشهر الكريم فى أذهان المصريين ، حيث تتميز أيام ” شهر الصيام” فى مصر بالكثير من الطقوس المميزة، التي دائماً تعطي للمحروسة طابعًا خاصًا بها خلال الشهر الكريم ، ومنها “مدفع رمضان” ، الذى يميز أصوات انطلاق أذان المغرب والفجر طيلة أيام الشهر، ويرتبط صوته الذى يدوى فى سماء المحروسة بالسعادة على ترتسم على أوجه الجميع.

 

لذلك نروي قصص وحكايات عن تاريخ مدفع الإفطار ومتى بدأ استخدامه ولماذا نستخدمه حتى الآن رغم كثرة وتنوع وسائل الإعلان عن مواعيد الإفطار والسحور؟

 

 يشير التاريخ إلى أن المسلمين في شهر رمضان كانوا أيام الرسول يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم، وعندما بدأ استخدام الأذان اشتهر “بلال ” و”ابن أم مكتوم” بأدائهما.

 

وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار الإسلام أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الأذان للإشارة إلى موعد الإفطار، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود.

 

القاهرة أول مدينة تستخدم المدافع في رمضان

 

وفي هذا الإطار تتعدد الحكايات والقصص حول بداية استخدامه في هذا الشأن، وإن كانت كافة القصص تتفق على أن القاهرة كانت أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هـ أراد السلطان المملوكي “خشقدم” أن يجرب مدفعاً جديداً وصل إليه، وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذاناً بالإفطار.

 

وهناك رواية تفيد بأن ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، فلم تكن هناك نية مبيتة لاستخدامه لهذا الغرض على الإطلاق، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي “إسماعيل” يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت “فاطمة” ابنة الخديوي “إسماعيل” بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرماناً يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية.

 

– انتشار فكرة مدفع رمضان :

 

وبدأت الفكرة تنتشر في أقطار الشام أولاً (القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى) ثم بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت حيث جاء أول مدفع للكويت في عهد الشيخ “مبارك الصباح”، وذلك عام 1907، ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا حيث بدأ مدفع الإفطارعمله في إندونيسيا سنة 1944.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81966862
تصميم وتطوير