الجمعة الموافق 16 - مايو - 2025م

” الصمت الملعون “

” الصمت الملعون “

بقلم/محمد أحمد عامر
من 25 يناير الي 30 يونيه يا قلبي لا تحزن ؟ الحكايه ان مريم “ملاك كنيسه الوراق” أغتيلت برائتها لأنها فكرت أن تحضر فرح في بلد تحيا زمن الحزن والكآبه والموت ومن يبحث عن السعاده فلا مانع ولكن ليبحث عنها في العالم الآخر ؟ الحكايه أن أطفال قطار أسيوط أغتيلت برائتهم لأنهم فكروا في الذهاب إلي رحله في بلد الرحله الوحيده المسموح بها فيها هي الرحله إلي العالم الآخر ؟ الحكايه أن طفل في مدرسه بصعيد مصر قد أغتيلت برائته ولدغه عقرب كان يختبأ في التخته بفصله بمدرسته في أول يوم دراسه لأنه فكر أن يتعلم في بلد لا تحترم التعليم بل تقدر وتحترم لاعب الكوره حتي وأن فضحنا وأنهزم بسداسيه بلد تقدر وتحترم الراقصه حتي وأن تعرت وخدشت حيائنا بلد تقدر وتحترم المطرب حتي وأن كان مدعي للغناء ويفتقد الموهبه ويجرح شعورنا بأسفافه وجاي يغني علينا أما الطفل فقد أنقذته لدغة العقرب من الدروس الخصوصيه والبطاله وليكمل دراسته ولا مانع أيضاً أن يحضر دبلومه وماجستير ودكتوراه ولكن في العالم الآخر ؟ الحكايه أن طفل أغتيلت برائته وسقط في بلاعة مجاري ولكن هذه المره ليس بالشارع ولكن بلاعة مفتوحه بلا غطاء داخل مدرسته ولكن للأمانه ليس بفصله الدراسي فلم يصل الاهمال لهذه الدرجه فنحن بمصر أم الدنيا وسبعة الآف سنه حضاره ولكن البلاعة كانت بحوش مدرسته لأنه فكر أن يلعب ويتمشي في الفسحه ولم يكن يعلم أن الأجراس في هذه البلد لا تدق الا في الكنائس المنكوبه ولم يكن يعلم أنه جرس الموت، وأنها فسحته الأخيره ولكن للعالم الآخر ؟ الحكايه أن الحقيقه تبكي من موات القلوب وأنعدام الضمائر لأن الصمت ملعون في زمن ينطق فيه الحجر أذا بكت عجوز أو أغتيلت براءة طفل ؟ الحكايه أن صمتنا وأستكانتنا وضعفنا وجبننا هو المشهد الأخير من مشاهد كرامتنا ، هذا أذا كنا نمتلك كرامه من الأساس، لأن من لا يحترم نفسه لا يحترمه أحد ؟ الحكايه أن الذين يكتفون بالمشاهده ومصمصه الشفاه كمن وضعوا أصابعهم في آذانهم وأستغشوا ثيابهم هم خارج حدود الزمن فلا يراهم التاريخ ولا تعرفهم الأحداث ولا تفهمهم الدنيا وفي الكون لا دور لهم ولا تأثير ولا وجود ولا حياه تعطلت فيهم أجهزة الأرسال ولم يبق لهم الا أن يستقبلوا فصاروا كائنات غريبه ليس لهم دور الا في التشويش والأفساد والأحباط يتكلمون بما لا يعرفون ؟ الحكايه أن الذين يتخذون مواقف الصمت علي الفساد والأهمال وأغتيال براءة أطفالنا والظلم ويصفقوا للباطل رضوا بأن يكونوا في مزبلة التاريخ ؟ الحكايه أن الذي أغتال براءة الملاك مريم ليس الأرهابيين والذي أغتال براءة أطفال قطار أسيوط ليس عامل المزلقان والذي أغتال براءة طفل الصعيد الذي لدغه عقرب ليس فراش وعامل نظافه الفصل والذي أغتال براءة الطفل الذي سقط في البلاعة ليس مدير المدرسه وليس هيئة الصرف الصحي ؟ الحكايه أن الذي أغتال براءة أطفالنا أننا في بلد قبل ما تضع تسعيره أرشاديه وتسعيره أجباريه للسلع الغذائية تفوقت وسبقت جميع دول العالم ووضعت تسعيره للبشر ولحياة وأرواح مواطنيها 2000 جنيه للمصاب، و 5000 آلاف جنيه للمتوفي ونحن سكتنا ورضينا أن نتحول لسلعه ؟ الحكايه أننا فقدنا آدميتنا وبراءه أطفالنا، وقبل كل هذا كرامتنا ، وبنكدب علي أنفسنا وبنهتف ” أرفع راسك فوق أنت مصري ” .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81696093
تصميم وتطوير