عبد الشافي مقلد
يبدو أن الصراع على الانتخابات البرلمانية المقبلة سيشهد حربا ليست واضحة المعالم وتواجه قوى وائتلافات شبابية تحديات كبرى قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر، منها الدخول في منافسة شرسة مع التحالفات الحزبية التقليدية، وعدم قدرة الشباب على توفیر تكلفة الدعایة الانتخابیة، وضعف قدراتهم على مواجهة استخدام المال السیاسي .
أصبحت العقبات تزيد يوما بعد يوم أمام الشباب الطامح لخوض هذه المعركة وللأسف كل الأطراف يشتركون بهذه الجريمة بدءا من الأحزاب السياسيه وحتى الحكومة والاعلام واللجنة الانتخابية ففى هذه المعركة يجد الشباب نفسه مهمشا وخارج المنافسة لعدم قدرته المالية رغم انهم صنعوا ثورتين مجيدتين فيفقد ايمانه باستحقاق المشاركة السياسية .
صحيح أن الشعب صاحب القرار الاول فى الإتيان بصفوف مجلس النواب المقبل وهو اختياره لنبدأ مرحلة جديدة فى بناء الدولة التى تحقق اهداف الثورتين وإرادة الشعب فلابد ان يتقدم الشرفاء المخلصون صفوف المرشحين ويمتنع المزايدون ولا صوت يعلو فوق صوت الوطن لكن حقيقة الامر أن الشباب خاصة الذين شاركوا وصنعوا ثورة يناير وجدوا أنفسهم خونه وعملاء وتوجهت لصدورهم سهام المحسوبين على الاعلام وهو ما أثر بالسلب على شعبيتهم فى الشارع المصرى صحيح أن بعض هؤلاء إرتكبوا أخطاء واضحة خلال الاشهر الماضيه لكن لابد ان نفرق بين من يحب الوطن بإخلاص وغير ذلك كما أن الحكومة نفسها لم تقدم الادلة التى تثبت تورط بعض هؤلاء الشباب فى أية أعمال تخابراتية أو العماله لأى دولة أجنبيه لكن عملية التشويه المستمرة كانت مقصودة لخدمة نظام مبارك المخلوع ولخدمة قضيته والكل يعلم ذلك .
فقد قال تقرير صادر عن المركز الإقليمي للدراسات بالقاهرة إن مخاطر متعددة تواجه التحالفات الشبابية قبيل الانتخابات منها؛احتمال فشل التحالفات الشبابیة في جمیع دوائر القائمة، بینما قد يحصل أحد هذه التحالفات على نسبة أصوات مرتفعة، لا تصل إلى نسبة الـ٥۰%، في دائرة قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا، حیث تعتبر هذه الدائرة هي الثقل الانتخابي الأعلى للقوى الثوریة، بل هي مركز عملیاتها.
والغريب أنه بالرغم من مطالبات الرئيس المستمرة بدمج الشباب فى العمليه السياسيه إلا أننا فوجئنا باللجنة الانتخابية تضع عراقيل عديده أمامهم أولها فرض رسوم ماليه كبيرة فى حالة الكشف الطبى والتقدم للإنتخابات وهو ما أغضب الكثير من الشباب الذين أكدوا أن هذه الرسوم تخدم الشباب الذين ينتمون لطبقة الاغنياء وأبناء السياسيين الذين ثار ضدهم الشعب .
الغريب أن الشباب هم عصب الثورات التي قامت في 25 يناير و30 يونيو ولم يجدوا أي اهتمام أو حتى تقدير من الدولة والقائمين عليها، كما لم يلتفت اي مسئول لوضع استراتيجية لتأهيلهم للعمل المناسب لاستغلال طاقتهم الكامنة، ويضطرون لترك الوظائف المتوفرة في سوق العمل لأنها لا تتناسب مع مؤهلاتهم الدراسية وطموحاتهم الشخصية، فضلا عن أن المقابل المادي لا يتناسب مع مايقومون به من أعمال لتدني مستوي الأجور الذي يدفع الشباب للهروب من الوظيفة في القطاع الخاص”ويفضلون الجلوس على المقاهى ومواقع التواصل الإجتماعى للهروب من مشكلاتهم الكثيره .
كما أن وزارة الشباب كان الاولى بها أن تقوم خلال الفتره الماضيه بتأهيل وتدريب الشباب من أجل المشاركة الفعالة في الحياة السياسية وكذلك المشاركة في صنع واتخاذ القرار ابتداء من المجالس المحلية وصولاً للسلطة التشريعية والتنفيذية.
هل سيتدخل الرئيس لتصحيح الاوضاع ؟
التعليقات