حين تنعدم من القلوب الرحمة وتبسط القسوة خيوطها على القلوب فإنها تصبح مثل الحجارة أو أشد قسوة، وهنا يكون البعد عن الله، وقال تعالي فى كتابه ” فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ” (الزمر الآية: 22) وهذا هو الرابط بين كل الجرائم إنها الرحمة المنزوعة من القلوب، اللهم عافنا جميعاً منها .
وترتبط قسوة القلب بالشقاء، وقد انتشرت فى الاّونة الأخيرة جرائم واقعية تشير إلى مدي العنف الذى يعاني منه المجتمع،وبالرغم من أن تلك الجرائم ليست بالكثيرة ولم تصبح ظاهرة بفضل الله ورحمة على أهل مصر، الا أنها تؤثر بشكل كبير فى النفوس وتظهر المعاناة المختلفة سواء كان على الجانب الأجتماعي أو الأقتصادي .
فما حدث على سبيل المثال فى جريمة “إيمان عادل ” 21 سنة التى كانت طالبة بالفرقة الثالثة كلية العلوم وأم لطفل رضيع لم يتجاوز 8 شهور، وهي من قرية ميت عنترالتابع لمركزطلخا بمحافظة الدقهلية،حيث دبر زوجها خطة الجريمة الشيطانية للتخلص منها، بعد أن رفض أهله الأنفصال عنها، فاقدم على الأتفاق مع أحد العاملين بتنظيف المنازل فى القرية،بدخوله إلى شقته أثناء تواجد” إيمان” وهى نائمة لإغتصابها،وأثناء ذلك يدخل الزوج ليشاهد ذلك ويكون سبب فى الطلاق والانفصال.
وقام بتسليم العامل مفتاح الباب الخارجى والداخلى ، وبدأ فى تنفيذ المخطط وارتدا العامل النقاب لإخفاء معالمه، وحاول اغتصابها لكنها قاومت بشكل كبير ، وبعد أن تعذر تنفيذ ذلك، تخلص منها عن طريق خنقها، وأستمر فى الاغتصاب ونزل من المنزل وقام بالتخلص من النقاب بأحد الشوارع في القرية.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بتتبع الكاميرات الموجودة فى شوارع القرية ، حتى تمكنت وتواصلت لشخصية القاتل، وكشفت الجرمية البشعة، ولم تكن واقعة قتل امرأة طفلتيها عمدًا “ببهتيم فى محافظة الجيزة ” خلال الأسبوع نفسه بعيدة عن الرحمة المنزوعة من القلوب ، الأطفال إحداهما تبلغ ست سنوات وشقيقتها سبع سنوات، ولم تكشف الجريمة الا بعد تحريات المباحث حول وفاتهما، والتى أكدت ارتكاب والدة الطفلتين واقعة قتلهما إزاء سوء العلاقة بينها وبين زوجها.
وغيرها من أمثلة الجرائم التى تقشعر منها الأبدان، كلها وقائع مريرة ، ووفقاً للمركز القومي للبحوث الجنائية فى دراسة عام 2019 فأن أن جرائم القتل الأسرى فى مصر تشكل من ربع إلى ثلث إجمالى جرائم القتل، بينما رتفع معدل جرائم القتل الأسرية بما يقرب من 20% مقارنة بالعام الذي قبله.
وقد رصد موقع ” بوابة الأهرام ” منذ فترة أرقام سجلت فيها محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة، الجيزة، القليوبية)، خلال شهر مايو، زيادة بنسبة اقتربت من 58 بالمئة، مقارنة بالجرائم التي شهدها النطاق الجغرافي ذاته وأعلنت عنها الأجهزة الأمنية، على مدار أبريل 2020.
ورغم أزمة جائحة ” كورونا” التي يعيشها العالم بأسره، لم تختف بعض الجرائم البشعة في المجتمع، بل أن بعضها تزايد نتيجة بعض المستجدات التي فرضتها الجائحة،ومع برغم من تنوع الأسباب فى حدوث الجرائم البشعة، الأ أن معظم خبراء علم الأجتماع والبحوث التى صدرت خلال السنوات الماضية.
تؤكد أن أهم تلك الأسباب هي ضعف الإيمان بالله والوازع الدينى، والضغوط الأجتماعية والنفسية نتيجة الظروف الأقتصادية الصعبة، وإنعكاس المشكلات الأقتصادية على حياتهم والعجز عن المواجهة، إلى جانب زيادة العنف المصدر من قبل الإعلام والدراما بشكل عام،مع زيادة نمط الحياة وارتباطه بأساليب التنشئة.
إننا نحتاج جميعاً أن نرتبط أكثر بالله حتي تظل الرحمة فى القلوب .
التعليقات