جاءت جريمة مقتل الشاب الطبيب محمود بيومي، علي يد بلطجية في كافيه شهير في منطقة النزهة بمصر الجديدة، والتي أثارت غضب الرأي العام، وآدمت القلوب، فهي ليست الأولي ولن تكون الأخيرة، وستكرر كثيراً بعيداً عن شغل المسكنات والضحك على الدقون ،ما دام هناك تخاذل من بعض أجهزة الدولة، متمثلة في الأمن العام الغائب منذ انتفاضة يناير .
كتبنا كثيراً في هذه المساحة عن تضخم دولة البلطجية، وتزايد مخاطرها يوماً بعد الآخر، ومع تقديراً لدور بعض رجال الشرطة المخلصين ،وهم بالطبع قلة، إلا أن البعض الآخر أتبع سياسة دون من طين والأخرى من عجين، مما ترتب عليه تنوع جرائم البلطجة. .فالبلطجة لم تكن بمفهوم حمل السلاح الأبيض وفرض السيطرة، البلطجة تغير مفهومها وطريقة أداء البلطجية، فالآن تشاهد البلطجة الممنهجة في مواقف السيارات وداخل التكاتك حتي أمام جمعيات صرف السلع التموينية، ومؤخراً التعدي على أملاك الدولة بمشاركة بعض رجال الشرطة أو رجال الأعمال ممن فقدوا ضمائرهم واستحلوا أموال الناس بالباطل.
تستشعر أن بعض رجال المباحث الجنائية لا يريدون العمل، نكاية في بعض قيادات الداخلية، وشعورهم بالغيرة من أن مباحث الأمن الوطني أصبحوا (الكعب العالي ) في الوزارة.
البلطجية يعيثون في الأرض فساداً علي كل شبر في مصر، وهناك بعض من ضباط الشرطة لا يتحركون برغم آلاف البلاغات المقدمة في كل مراكز الشرطة المنتشرة على مستوي الجمهورية، يستغيث مقدموها بالأمن من البلطجية دون جدوى، وأن تحرك الشرطة فقط عند سقوط ضحايا، ونقل الجثث إلى المشرحة والمصابين إلى المستشفيات.
يا سيادة وزير الداخلية. .مئات الفيديوهات علي الإنترنت ترصد بالصوت والصورة جرائم البلطجية، بكل أنواعها من قتل وسحل وخطف، والاتجار في المخدرات والأسلحة علنا وأمام المدارس.
يا سيادة وزير الداخلية. .نحن نقدر حجم التضحيات التي تبذل من بعض رجالك ومنهم من ضحي بالغالي والنفيس من أجل تحقيق الأمن والأمان، ولكن نرجو إلا يخرج علينا مسئول داخل الوزارة ليعد لنا كم الجرائم التي تم ضبطها لأنه العدد في الليمون. .لأن تلك الجرائم لعبت الصدفة دوراً محورياً في كشف ملابساتها. .ولكني أؤكد أن هناك بعض من ضباط الشرطة وخاصةً بالبحث الجنائي الذين جاءوا بالواسطة، بدأوا يمارسون أبشع أنواع التعذيب ،واسترجعوا ذاكرة ما قبل 25 يناير وأن كانت تلك الممارسات أحد أهم أسباب إنتفاضة يناير 2011 .
أرجو ألا يغضب من يقرأ هذه السطور خاصةً ممن ينتمون لجهاز الشرطة العظيم، فالكثير منهم يحمل معي صداقات منذ سنوات عديدة، فإنني استعرض حقيقة واضحة كالشمس يعلمها المؤيد والمعارض، وليس من واجبنا أن نضع رؤوسنا في الرمال، ولا يريد وزير الداخلية نفسه أسلوب التطبيل ،فرسالتنا تحمل حقيقة وليست بتقليل من حجم ما يبذلة الشرفاء منهم.
فغياب الإرادة في مواجهة البلطجية إنما يمثل كارثة، وسنجد سقوط للأبرياء من خيرة الشباب الوطني، كما تدفع الشرفاء إلى الكفر بدولة القانون اذا غابت العدالة عن تنفيذة وبأقصي سرعة، وسيتحول الأمر إلى فوضي وغابة يؤخذ فيها الحقوق بالدراع ..واللهم ما بلغت اللهم فاشهد.
التعليقات