الجمعة الموافق 09 - مايو - 2025م

السياسة والفساد الأخلاقى

السياسة والفساد الأخلاقى

بقلم : السيد الربوة

 

 

سماع كلمة فساد بين وقت واّخر أصبح أمراً طبيعياً ، فهناك الفساد الذى يتفشى فى الأجهزة الحكومية ، والفساد الإدارى ، ومن الممكن إصلاح الفساد الذي تفشّى في الأجهزة الحكومية؛ بأن يتم إجراء التعديلات في الأنظمة والقوانين , وقد يكون بالإمكان إصلاح الفساد في الإدارات العامة؛ بإجراء التغيرات، من خلال المسألة والمعاقبة الشديد وإبعاد العناصر الفسادة .

 
ولكن هل من السهل إصلاح الفساد االأخلاقى ؟ خاصة أنه صار اّفة تسير فى المجتمع بين مختلف المراحل العمرية من الطفولة إلى الشيخوخة بلا حواجز من الدولة أو المجتمع او الأسرة التى وقفت عاجزة أمام الفسادالأخلاقى الذى يأكل أبنائها وينتقل إليها عبر وسائل الإعلام والفن المختلفة ، بل وصار النقل أسرع عن طريق السياسة التى أصبحت أكبر وسيلة لانتشاره ، لقد صار الشعار الافضل لدى العديد “البقاء للأقوى وليس البقاء للأصلح” ولم يعد أحد يهتم بالتقاليد والقوانين والمبادىء بعد أن ماتت الضمائر.

 
إن الجهل والغَفلة والفقر والفاقة الظلم وعدم العدالة الاجتماعية طريقاً لفساد الأخلاق ، وكلها مسببات تأتى من السياسة لذلك يمكن القول بان السياسية أفسدت أخلاق الكثير من المصريين ، فكم من الوقت نحتاج لاصلاح ما افسدته السياسة لدى المجتمع ؟ أعتقد أن الوقت طويل
وعلاج مشكلة الفساد الإخلاقى لن يتم الا اذا كانت هناك جهود مشتركة بين الأسرة والمجتمع وبين الفرد الواحد ومن حوله حتى نحيى من جديد الانسانية التى طمثتها السياسية لدى البعض ، وحتى نستطيع أن ننقذ أجيال الطفولة الناشئة والتى تشاهد ليلاً نهاراً “بروز الفساد الأخلاقى ” وهى لا تعلم انه فساد .

 
لا يحتاج الفرد منا أن يستعين ببحوث واحصيات حول معدل الجريمة فى مصر ، وعدد القضايا فى المحاكم لكى نثبت مدى فظاعة ما وصلت اليه الأخلاق ، تستطيع ان تجلس فى بيتك أمام التلفاز وتشاهد كم الانحطاط الذى يصدر من إعلاميين أو يبث خلال أعمال درامية ، وإن تحركت فى الشارع تكتشف أيضاً ذلك الانحطاط من خلال تعاملات الناس مع بعضهم البعض فى المواصلات أو الاسواق او حتى المصالح الحكومية والمدارس ، نحتاج إلى حل سياسى جذرى حتى نستطيع أن نستعيد أخلاقنا التى ضاعت مع السياسة ولن يأتى ذلك طالما يوجد من يشعل النار بين أطياف المجتمع الواحد ويحاول أن يبعد المصريين عن بعضهم ، إننا نحتاج حقاص إلى مصالحة شاملة وعادلة من أجل مصر .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[ad 3]
[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 81563462
تصميم وتطوير