إيمان البدوى
وكشفت صحيفة “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية، في تقرير لها أمس الجمعة، عن ، تفاصيل ، فتح السلطات الإيطالية تحقيقا في إصابة أحد عناصر مليشيات فائز السراج على يد ليبيين آخرين، وتورطت السفارة الليبية لدى روما في تهريبهما إلى طرابلس، فيما تشير تقارير صحفية إلى أن الحادث يغلفه طابع الجاسوسية، وأن السفارة التابعة لحكومة السراج ربما ستكون متهمة بتهريب عملاء خطيرين من الأراضي الإيطالية
وتعود الواقعة الي 15 يناير الجاري وذلك بعد اكتشاف ممرضات مستشفى سان رافاييل بمدينة ميلانو الإيطالية إصابة أحد مليشيات فائز السراج المدعو محمد علي محمد عبد الحفيظ، 32 سنة، بثلاثة جروح في الفخذ والكتف الأيسر.
وأضافت الصحيفة الإيطالية أن إحدى الممرضات تمكنت من ترجمة ما قاله “المليشياوي” الذي أخبرها بأن ليبيين اثنين أصاباه بسكين قبل أن يفرا هاربين من المستشفى.
واشتبهت الشرطة الإيطالية في كل من الليبيين حسن إبراهيم الصديق عزوز وفؤاد محمد عليوة، اللذين أخبر عنهما المليشياوي المصاب، واكتشفت أنهما غير موجودين داخل فندق إقامتهما في ميلانو، بحسب الصحيفة الإيطالية التي أشارت إلى أن الحادث يحتمل أن يكون خيوطه مرتبطة قضية “تجسس دولية”.
وأوضحت “كوريري ديلا سيرا” أن المشتبه بهما عادا إلى فندق “رافاييل” في ميلانو في الساعة السابعة صباحًا، وبينما تستجوبهما الشرطة، وصل مسؤولون قنصليون ليبيون، وحملوهما في سيارة، بدعوى التحقيق معهما.
وأشارت التحقيقات الرسمية إلى أن الواقعة نتجت عن خلاف بين العناصر المليشياوية الثلاثة على بضع عشرات من اليورو، لكن الصحيفة الإيطالية تقول إن واقعة رحيل المتهمين أثارت العديد من التساؤلات والشكوك حول هوية الهاربين ودوافع الجريمة التي ارتكباها بحق المليشياوي المصاب بالمستشفى.
وأضافت “كوريري ديلا سيرا” أنه تم نقل الاثنين بسيارة القنصلية الليبية إلى المحطة، ثم بالقطار إلى روما، وبعد قضاء ليلة في فندق عادا على متن رحلة جوية إلى طرابلس، لكن لم يتم العثور على اسمي “الهاربين” في قائمة الركاب، فيما عاد على نفس الرحلة دبلوماسيون وعناصر من المخابرات الليبية في طرابلس.
وبدأت سلطات التحقيق الإيطالية ووحدة مكافحة الإرهاب فتح هذه القضية، وتتابع الصحيفة: “تظل الجريمة المزعومة هي جريمة الطعن والمشتبه بهما الوحيدان هما الهاربان، لكن ليس مستبعدا أن التحقيق في الأشهر القليلة المقبلة قد ينحرف حول الإرهاب الدولي”.
وأشارت “كوريري ديلا سيرا” إلى أنه تم استجواب القنصل الليبي في ميلانو أمس الخميس، لافتة إلى أن السلطات الإيطالية تبحث عن الهوية الحقيقية للهاربين، إذ حصلا على جواز سفر ليبي وتأشيرة دخول إلى البلاد رسمية.
واختتمت الصحيفة الإيطالية مرجحة أن يكون الهاربين ليسا مجرد مواطنين ليبيين عاديين، بل ربما يكونان جاسوسين للميليشيات المتطرفة الخطيرة أو المرتبطة بالإرهاب الدولي.
من ناحيتها أوضحت وكالة أنباء نوفا الإيطالية أن هدف القضية التي تحقق فيها شعبة التحقيقات العامة والعمليات الخاصة (ديجوس) ومكافحة الإرهاب هو تحديد ليس فقط من الذي سهَّل رحيل المشتبهين وكيف تم تنظيم الترحيل ومن الذي صرح بالخروج من إيطاليا، ولكن أيضا لتوضيح من هم حقا الشخصيتين الهاربتين هل هما عنصران من مليشيات السراج أصيبا في الحرب أم ينتميان إلى مجموعة معينة من رجال الميليشيات؟ ولماذا تم تهريبهما؟
ونوهت الوكالة الإيطالية إلى أن العنصرين الهاربين وكذلك المصاب الموجود الآن تحت مراقبة الشرطة الإيطالية، جزء من برنامج للمساعدات الصحية الذي بدأ العام الماضي بواسطة مستشفى سان رافاييل في ميلانو (مجموعة سان دوناتو) بناءً على طلب السفارة الليبية.
وكما قامت السلطات الإيطالية بفتح تحقيق حول الاتفاق الطبي، الذي لم تُعرف تفاصيله، وينص على استضافة بعض جرحى مليشيات السراج من قبل المستشفى الإيطالي لتقديم الرعاية الطبية الهامة التي يحتاجون إليها، وذلك بعدما تم الكشف عن هروب طبيب ليبي مجهول الهوية إلى طرابلس على متن نفس الرحلة الجوية التي هرب على متنها العنصران المتهمين بطعن المليشياوي الليبي.
وتتحمل حكومة السراج تكاليف السفر والعلاج في المستشفيات، فيما تقوم بتسوية فواتير المدفوعات بانتظام مباشرة إلى مجموعة “سان دوناتو”، التي يرأسها الوزير الإيطالي السابق أنجيلينو ألفانو، وبلغت قيمة الفواتير مئات الآلاف من اليورو لحوالي ثلاثين مصابا من المليشيات يتلقون المساعدة حتى الآن.
نقلا عن الساعة ٢٤الليبية ..
التعليقات